الأربعاء، 19 أكتوبر 2022

رودولف فون سيبوتيندورف


آدم ألفريد رودولف جلاور (9 نوفمبر 1875 ـ 8 مايو 1945) المعروف أيضا باسم رودولف فرايهر فون سيبوتيندورف (أو فون سيبوتيندورف)، كان منجما وكاتبا ووكيل استخبارات وناشطا سياسيا ألمانيا والمؤسس لجمعية ثول وهي منظمة ألمانية غامضة نشطت بعد الحرب العالمية الأولى حيث لعبت دورا رئيسيا في تلك الفترة وأثرت على العديد من أعضاء الحزب النازي. كان جلاور ماسونيا وصوفيا ـ بعد إعلان إسلامه ـ مريدا للطريفة البكتاشية وممارسا للتأمل والتنجيم وسحر الأعداد والخيمياء، كما استخدم أثناء مسيرته الإسم المستعار "إروين تور".
الحياة المبكرة:
ولد جلاور في هويرسفيردا في مقاطعة سيليزيا البروسية (ساكسونيا الحالية)، وكان ابنا لمهندس قاطرة، ويبدو أنه عمل كتقني في مصر بين 1897 و 1900. ورغم روايته الخاصة أنه أمضى أقل من شهر هناك سنة 1900 حيث عمل بحارا، وفي يوليو من ذلك العالم سافر إلى تركيا حيث استقر هناك سنة 1901 وعمل مهندسا.
وبحلول عام 1905 عاد إلى دريسدن وتزوج من كلارا فاوس، لكن الزوجين انفصلا سنة 1907، وذكرت صحيفة الميونيخنر بوست (14 مارس 1923) أنه أدين بالغش والتزوير سنة 1909، وهو ما قاله جودريك كلارك واعتبر حدوث ذلك سنة 1908 وليس كما ذكرت الصحيفة.
وأصبح مواطنا عثمانيا في عام 1911 وتم تبنيه على ما يبدو (بموجب القانون العثماني) من قبل المغترب البارون هاينريش فون سيبوتيندروف وأكد هذا التبني في ألمانيا وتم التشكيك في صحته القانونية لكن عائلة سيبوتيندروف صادقت على هذا التبني وعلى هذا الأساس تم تأكيد مطالبته باسم سيبوتيندروف ولقب فرايهر.
وبعد القتال مع الجانب العثماني التركي في حرب البلقان الأولى، عاد جلاور إلى ألمانيا بجواز سفر تركي عام 1913، وأعفي من الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى بسبب جنسيته العثمانية وبسبب جرح أصيب به خلال حرب البلقان.
وقد مات في إسطنبول بتاريخ 8 مايو 1945.
التأثيرات الغامضة والصوفية:
تعرف جلاور على السحر والتنجيم والفلسفات الباطنية عندما كان يعيش في بورصة التركية، وكان مضيفه الثري حسين باشا صوفيا ومهتما بمثل هذه الأمور. وفي هذا الوقت تقريبا تعرف جلاور على الطريقة المولوية وزار الهرم الأكبر بالجيزة في يوليو 1900. كما تعرف في بورصة على عائلة ترمودي، وهي عائلة يهودية من سالونيك، وكانت منخرطة في الأعمال المصرفية وتجارة الحرير وكانوا في نفس الوقت ماسونيين ينتمون إلى محفل تابع لطقوس منف-مصرائيم. وارتطبت شبكة المحفل هذا ارتباطا وثيقا بجمعية الاتحاد والترقي التركية (التي انضمت لاحقا إلى حركة تركيا الفتاة)، وقد رشح بطريرك عائلة ترمودي جلاور للانضمام إلى المحفل وورث هذا الأخير مكتبته الخاصة بالنصوص الغامضة والقبالية والروزكروسية والصوفية. وأثارت أحد هذه الكتب اهتمام جلاور بالصوفية البكتاشية وخاصة في الجانب المتعلق بممارساتها العددية والخيميائية، وتقول التكهنات أنه ربما تحول إلى الإسلام الصوفي رغم أن الأدلة من كتاباته شبه الذاتية لا تؤكد هذه التكهنات، وفي حكايته الذاتية "الطلسم الروزكروسي" يميز جلاور بين الماسونية التركية المتأثرة بالصوفية والماسونية الكلاسيكية.
وبحلول عام 1912 تقريبا أصبح جلاور مقتنعا بأنه اكتشف ما أسماه "مفتاح الإدراك الروحي" والذي وصفه مؤرخ لاحق بأنه "مجموعة من تمارين التأمل العددي التي تشبه إلى حد ما الصوفية أو الماسونية".
المشاركة في مجتمع ثول:
وبحلول عام 1916 اجتذب جلاور مريدا واحدا فقط، ومع ذلك كان في تلك السنة على اتصال بالمجتمع السري المسمى "النظام الجرماني أو التيوتوني" وتم تعيينه لاحقا قائد مجموعة محلية في هذا النظام لقسم بافاريا، واستقر في ميونيخ وأسس جمعية ثول التي صارت ذات توجهات سياسية بشكل متزايد، وفي 5 يناير 1919 أنشأ أنطون دريكسلر، الذي طور روابط بين جمعية ثول ومختلف منظمات العمال اليمينية المتطرفة في ميونيخ، جنبا إلى جنب مع كارل هارير من جمعية ثول؛ حزب العمال الألماني (DAP) وانضم إلى هذا الحزب في سبتمبر 1919 أدولف هتلر، الذي حوله إلى حزب العمال الاشتراكي الألماني أو الحزب النازي، وكان جلاور أيضا مالك جريدة فولكشر بيوباختر التي شتراها الحزب النازي سنة 1920 بمبادرة من شاز بودوين و ديتريش إيكارت اللذين أصبحا أول محررين للجريدة، وفي عام 1921 استحوذ هتلر على جميع الأسهم في الشركة مما جعله المالك الوحيد للنشر، وكان من المقرر أن تصبح الجريدة أهم أداة لدعاية هتلر.
الحياة اللاحقة:
بعد مغادرته لألمانيا، نشر جلاور "الممارسة الماسونية التركية القديمة: مفتاح فهم الخيمياء" سنة 1925، إضافة إلى رواية "الطلسم الروزكروسي" وهي شبه سيرة ذاتية والتي تعد المصدر الرئيسي لحياته السابقة.
ثم عاد جلاور إلى ألمانيا سنة 1933 ونشر "قبل أن يأتي هتلر: وثائق من الأيام الأولى للحركة الاشتراكية الوطنية" حيث تناول جمعية ثول وحزب العمال الديمقراطي، وكان هتلر نفسه لم يعجبه هذا الكتاب الذي تم حظره وألقي القبض على صاحبه جلاور، لكنه نجا بطريقة ما (على الأرجح بسبب بعض علاقات الصداقة من أيامه في ميونيخ) وفي عام 1934 عاد إلى تركيا.
كان جلاور عميلا للمخابرات العسكرية الألمانية في إسطنبول المحايدة خلال الفترة من 1942 إلى 1945، بينما كان يعمل أيضا على ما يبدو كعميل مزدوج للجيش البريطاني، ووصفه معالجه الألماني هربرت ريتلنجر فيما بعد بأنه عميل "عديم الفائدة" لكنه اعتنى به إلى حد كبير على ما يبدو بسبب عاطفة تجاه "هذا الرجل الغريب المفلس الذي لم يكن يعرف تاريخه الذي تظاهر بالحماس لقضية النازية وإعجابه بقوات الأمن الخاصة ولكنه في الواقع لم يهتم بأي منهما مفضلا في المقابل أن يتحدث كثيرا عن التبتيين".
ويعتقد أن جلاور بشكل عام أنه انتحر بالقفز في مضيق البوسفور في 8 مايو 1945.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...