السبت، 28 ديسمبر 2019

قاييم


قاييم Caim هو تحوير غيلي لـ "قايين" التوراتي حسب بعض الآراء، وفي الديمونولوجيا، يظهر "قايين" في "الآرس غويتيا" الجزء الأول من "المفتاح الأصغر لسليمان" كرئيس عظيم للجحيم، يحكم أزيد من ثلاثين فيلقا من الشياطين، وقد ذكرت الكثير من التفاصيل حوله: فهو مجادل جيد، ويمنح الرجال القدرة على فهم أصوات الطيور والمواشي والكلاب، وخرير المياه أيضا، كما يعطي أجوبة دقيقة عن الأشياء المستقبلية. 

وقد صور "قاييم" بين القرنين 19 و 20 ميلادي في الرسوم التوضيحية السحرية يظهر في شكل عصفر أسود يدعى "السمنة" لكنه سرعان ما يتحول إلى شكل رجل يتقلد سيفا حاد النصل، وعندما يجيب عن الأسئلة يظهر واقفا على رماد مشتعل أو فحم حجري. 

ويعتبر المؤرخون الآخرون "قاييم" أميرا للجحيم بدلا من رئيس ويصورونه في شكل رجل يرتدي الريش وملابس أنيقة ولديه رأس وجناحي شحرور. 

وتعطي الأدلة الديمونولوجية تعطي إيتيمولوجيا من الكلمة اللاتينية المقترحة "شاموس" والتي يقال أنها إسم أعطي "لبعل بعور" وربما كان تحويرا من اللفظ العبري "خيئوم" وهي كنية أعطيت لمختلف الآلهة الآشورية والبابلية إلا أن الإبيجرافيا لا تؤكد هذه الإتمولوجيا.
المرجع:

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

ناعماه


ناعماه (أو نعمة) بالعبرية נַעֲמָה‎ وتعني "الممتعة"، وهي شيطانة وصفت في "الزوهار" كتاب تأسيسي للباطنية اليهودية، إذ تظهر "ناعماه" في "الزوهار" كواحدة من عشيقات رئيس الملائكة "صامائيل"، وهي ـ جنبا إلى جنب مع "ليليث" ـ تسبب الصرع للأطفال، وبعد أن قتل "قايين" (قابيل) "هابيل" فارق "آدم" "حواء" نحو 130 عاما، وخلال هذه الفترة، زارت "ليليث" و "ناعماه" "آدم" وولدتا أبناءه الشيطانيين الذين صاروا أوبئة للبشرية. وفي قصة أخرى من "الزوهار"، تفسد "ناعماه" الملاكين "عزى" و "عزائيل".
المرجع:

الإله المزيف


بقايا بوابات "نرجال" في "نينوى".

يقصد بالإله المزيف في بعض الطوائف الدينية التوحيدية آلهة الديانات الوثنية، فضلا عن الكيانات أو الكائنات المنافسة الأخرى التي تحظى بأهمية خاصة فتسمى جميعا "آلهة مزيفة". وعلى النقيض، قد ينظر معتنقوا الديانات الوثنية التعددية إلى معبودات مختلف الطوائف الدينية التوحيدية على أنها "آلهة مزيفة" لأنهم لا يؤمنون بأن أي إله حقيقي يمتلك الخصائص التي ينسبها الموحدون لمعبوداتهم، والملحدون الذين لا يؤمنون بأي معبود لا يستعملون عادة مصطلح "إله مزيف" على الرغم من أنه قد يشمل جميع المعبودات من وجهة نظر إلحادية، ويبقى الاستعمال العام لهذا المصطلح حكرا على المؤمنين الذين يعتقدون بإله أو عدة آلهة. 

ومصطلح "الإله المزيف" في العقائد الإبراهيمية هو معبود أو موضوع عبادة يعتبر غير شرعي أو لا يملك أية سلطة أو قدرة معينة، وغالبا ما يستخدم هذا المصطلح في جميع مواضع الكتاب المقدس للمقارنة مع "يهوه" في اعتقاد اليهود والمسيحيين أو "إلوهيم / الله" في اعتقاد اليهود والمسيحيين والمسلمين باعتباره الإله الحقيقي الوحيد ...
المرجع:

الأحد، 8 ديسمبر 2019

سوبارتو

أرض الشرق الأدنى القديم (الألف الرابع قبل الميلاد) وموضع "سوبارتو" الافتراضي.


تم ذكر أرض "سوبارتو" (بالأكادية "سوبارتوم" / "شوبارتوم" "إينا سو-با-ري"، بالأشورية "مات سوباري") أو "سوبار" (بالسومرية "سو-بير" / "سوبار" / "شوبور") في أدب العصر البرونزي، ويظهر الإسم أيضا على شكل "سوباري" في رسائل تل العمارنة وعلى شكل "شبر" في "أوغاريت". 

وكانت "سوبارتو" على ما يبدو مملكة في "ميسوبوتاميا" العليا عند دجلة العليا وبعد ذلك تمت الإشارة إلى منطقة في "ميسوبوتاميا" بهذا الإسم، ويقترح معظم العلماء أن "سوبارتو" هو الإسم المبكر "لأشور" على نهر دجلة وغربها، على الرغم من وجود نظريات أخرى مختلفة تجعلها في بعض الأحيان أبعد قليلا في اتجاه الشرق أو الشمال، ولم يتم تحديد موقع "سوبارتو" بدقة، ومن وجهة نظر الإمبراطورية الأكادية ميزت "سوبارتو" بالنطاق الجغرافي الشمالي، تماما مثلما ميزت أرض "العموريين" و "سومر" و "عيلام" النطاقات الغربية والشرقية والجنوبية على التوالي. 

وغالبا ما يعتبر إسم "سوبارتو" مصدرا أو حتى مرادفا لمملكة "شوبريا" اللاحقة المذكورة في سجلات القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ومع ذلك، كان من الواضح أن إسم "شوبريا" استخدم لوصف منطقة مختلفة تتوافق مع شرق الأناضول الحديث والمرتفعات الأرمنية، ويبدو أن الشوبريين كانوا جزءا من التكوين العرقي للشعب الأرمني. 

وتسرد الملحمة الأسطورية السومرية "إنمركر" وملك "أرتا" قوائم البلدان حيث "اللغات مختلطة" مثل "سوبارتو" و "خمازي" و "سومر" و "أوري-كي" (أكاد) وأرض "مارتو" (العموريين). 

وبالمثل، فإن الإشارات الأولى إلى "الأرباع الأربعة" من قبل ملوك "أكاد" تضمنت "سوبارتو" كواحدة من هذه الأرباع حول "أكاد" إلى جانب "مارتو" و "عيلام" و "سومر"، ويبدو أن سكان "سوبارتو" في النصوص الأولى كانوا مزراعين مقيمين في الجبال وغالبا ما كانوا يشنون غارات للحصول على عبيد. 

وقيل أن "إياناتوم" ملك "لجش" قد دمر "سوبارتو" أو "شوبور" وكانت مقاطعة خاضعة للإمبراطور "لوغال أني موندو"، وفي حقبة لاحقة قام "سرجون الأكادي" بحملة ضد "سوبار" وحدد حفيده "نارام-سين" "سوبار" مع "أرماني" والتي عرفت "بحلب"، وكانت من بين الأراضي الخاضعة لسيطرته، وأعلن "إشبي إيرا" ملك سلالة "سين" وكذلك "حمورابي" انتصاراتهما على "سوبار". 

وتشير ثلاث رسائل من رسائل تل العمارنة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ـ المراسلات المسمارية الأكادية إلى مصر ـ إلى إسم "سوباري" كموقع جغرافي، وجميعها كانت موجهة إلى "أخناتون" وفي اثنين منها كان "ريب-حدا" ملك "بيلبوس" (جبيل) يشكو "عبدي عشيرتا" ملك العموريين باع أسرى "لسوباري" بينما كانت الرسالة الثالثة من مدينة "عرقاتا" (عرقة) ملمحة أيضا إلى البضائع المنقولة التي تم الاستيلاء عليها من "سوباري". 

وهناك أيضا إشارة إلى "سوبارتو" في قصيدة "إرا" للقرن الثامن قبل الميلاد باعتبارها واحدة من الأراضي التي ضايقت "بابل" 

وزعم بعض علماء المسلمين في العصور الوسطى ـ معتمدين على مصادر أقدم ـ أن شعب "سوبار" (سوبارتو) والأرمن كانوا متشاركين في النسب، ومن بين هؤلاء العلماء الرحالة العثماني ومؤرخ القرن السابع عشر "أوليا جلبي" في أهم أعماله "سياحت نامه" (الكتاب الرابع الفصل 41). وقد تكون "سوبارتو" في النطاق العام لتأثير الحوريين، وهناك العديد من النظريات البديلة التي تربط "سوبارتو" القديمة بواحدة أوأكثر من الثقافات الحديثة الموجودة في المنطقة بما في ذلك الأكراد والأرمن. 
المرجع:

حضارة مجان

اكتشافات أثرية من "تل أبرق" في الإمارات العربية المتحدة.

"مجان" (وكذلك "مكان") هي منطقة قديمة تمت الإشارة إليها في النصوص المسمارية السومرية القديمة حوالي عام 2300 ق.م وكانت موجودة حتى 550 ق.م كمصدر للنحاس والديوريت لبلاد ما بين النهرين. 

ولا يعرف موقع "مجان" على وجه اليقين، ولكن معظم الأدلة الجيولوجية الأثرية تشير إلى أن "مجان" كانت جزءا من الإمارات العربية المتحدة وعمان. ومع ذلك، فإن بعض علماء الآثار يجعلونها في مكان آخر، كما هو الحال في المنطقة اليمنية المسماة "معين"، أو في جنوب مصر العليا، أو في بلاد النوبة والسودان أو كجزء من إيران أو باكستان، وتم تحديد الموقع الأخير، وتحديدا في موقع "بلوشستان" الساحلي بسبب التشابه بين الإسم التاريخي "لبلوشستان" "مكران" و "مكان" الإسم البديل "لمجان". 

وكانت أول الإشارات السومرية لأرض "مجان" وأسيادها (مكّان بالأكادية) خلال فترة أم النار (2600-2000 ق.م). وتشير المصادر السومرية أيضا إلى "تلمون" (التي تم قبولها اليوم باعتبارها مركزا في البحرين الحديثة) وملوحة (يعتقد أنها تشير إلى وادي السند)، ووقعت الحملات العسكرية الأكادية ضد "مجان" في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، ربما بسبب الحاجة إلى التحصينات، وأرخ الملكان "نارامسين" و "مانيشتوسو" على وجه التحديد حملاتهما ضد "أمراء مجان الإثنان وثلاثون". 

وأعطى "نارامسين" لقب "الملك" الأكادي إلى حاكم "مجان" المهزوم، وهذا اللقب يحمل نفس المعنى في اللغة العربية. 

واشتهرت "مجان" ببناء السفن وقدراتها البحرية، وفاخر "سرجون الأكادي" (2371-2316 ق.م) بأن موانئه كانت موطنا لقوارب من "تلمون" و "مجان"، ولم يقتصر خليفته "نارامسين" على احتلال "مجان"، بل شرف ملكها "مانيوم" من خلال تسمية مدينة في بلاد الرافدين باسمه "مانيوم-كي"، وتمت التجارة بين "وادي السند" و "سومر" عبر "مجان" والتي توقفت لاحقا، حيث ادعى "أور-نمو" (2113-2096 ق.م) بأنه "أعاد سفن مجان". 

والاكتشافات الأثرية التي تعود إلى تلك الحقبة تظهر اتساع نطاق التجارة ليشمل علاوة على "وادي السند" و "سومر" "إيران" و "باكتيريا" كما كشفت على ما يعتقد أنه أقدم حالة مسجلة لمرض شلل الأطفال مع وجود علامات مميزة للمرض في هيكل عظمي لامرأة من "تل أبرق"، "أم القيوين" الحديثة. 

وكانت التجارة شائعة بين "مجان" و "أور" قبل حكم الملوك الجوتيين على هذه الأخيرة، وأعاد "أورنمو" من "أور" الطرق واستأنف التجارة بين البلدين (حوالي عام 2100 ق.م).
المرجع:

بوني

خاتم "بوني".

في الديمونولوجيا، "بوني" Buné هو دوق عظيم للجحيم، جبار وقوي، والذي لديه ثلاثون فيلقا من الشياطين تحت إمرته، وهو يغير مراقد الموتى ويجعلهم شياطين تحت للتجمع معا في تلك المقابر، ويجعل "بوني" الرجال فصحاء وحكماء، ويعطي أجوبة دقيقة لطلباتهم ويمنح الغنى كذلك، ويتكلم بصوت عميق. 

ويصور "بوني" في شكل تنين ثلاثي الرؤوس: رأس كلب ورأس "فتخاء" ورأس إنسان (رغم أنه ووفقا لبعض "الغريموارات" فإن لديه رأسين كرأس التنين ورأس ثالثة هي رأس إنسان).
المرجع:

بوتيس



في الديمونولوجيا "بوتيس" Botis هو رئيس عظيم وإيرل للجحيم يحكم ستين فيلقا من الشياطين ويخبر عن كل الأشياء التي مضت والتي ستأتي ويوفق بين الخصوم. 

ويصور "بوتيس" في شكل أفعى قبيحة لكن عندما يغير شكله فإنه يضع نفسه في قالب إنسان مع أسنان كبيرة وقرنين في رأسه وعندما يأتي في صورة إنسان فإنه يحمل في يده سيفا حادا ولامعا ومن أسمائه الأخرى "أوتيس".
خاتم "بوتيس".
المرجع:

سومر ـ الجزء الثالث


لوح مشكل من حجر الكلس مع كتابة تصويرية قبل مسمارية في أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد، متحف اللوفر.

لقد تشكلت أهم الاكتشافات الأثرية في "سومر" من عدد كبير من الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري، وتعتبر الكتابة السومرية علامة فارقة في تطور القدرة البشرية ليس فقط لإنشاء سجلات تاريخية ولكن أيضا في إبداع مقطوعات أدبية سواء في شكل ملحمات وقصص شعرية أو صلوات وقوانين، وعلى الرغم من أن الصور ـ الأشكال الهيروغليفية ـ كانت تستخدم أولا؛ إلا أن الحروف المسمارية ثم الإديوجرامات (الرموز المستعملة لتمثيل الأفكار) سرعان ما تلتها، وتم استعمال القصب الوتدي أو الإسفين للكتابة على الطين الرطب. 

لقد نجا عدد كبير من مئات الآلاف من النصوص باللغة السومرية، مثل الرسائل الشخصية والتجارية والإيصالات والقوائم المعجمية والقوانين والترانيم والصلوات والقصص والسجلات اليومية، وتم العثور على مكتبات كاملة من أقراص الطين، إضافة إلى النقوش والنصوص الضخمة على مختلف الأشياء من قبيل التماثيل أو قطع الطوب، وبقيت الكثير من النصوص في نسخ متعددة لأنه تم نسخها بشكل متكرر من قبل الكتبة أثناء التدريب، واستمرت اللغة السومرية لغة الدين والقانون في بلاد الرافدين بعد فترة طويلة من هيمنة المتحدثين بالسامية. 

ومن الأمثلة البارزة على الكتابة المسمارية قصيدة طويلة تم اكتشافها في أنقاض "أوروك"، كما أن ملحمة "جلجامش" كتبت بالمسمارية السومرية القياسية، وهي تحكي عن حاكم من أوائل الأسرة الحاكمة الثانية إسمه "جلجامش" أو "بيلجامش" في السومرية، وتستند القصة إلى مغامرات "جلجامش" الخيالية ورفيقه "إنكيدو" وقد نقشت على عدة ألواح طينية ويقال أنها أول مثال على قطعة من الأدب الفنتازي المكتشف حتى الآن. 

وتعتبر اللغة السومرية عموما لغة معزولة في علم اللغة لأنها لا تنتمي إلى عائلة لغوية معروفة، بينما الأكادية على النقيض من ذلك تنتمي إلى الفرع السامي للغات الأفروآسيوية، وكانت هناك العديد من المحاولات الفاشلة لربط السومرية بعائلات لغوية أخرى. إن السومرية لغة إلصاقية، وبمعنى آخر، تتميز بثبات المورفيمات (المقاطع الصرفية) المكونة لكلماتها، على عكس اللغات التحليلية حيث يتم إضافة المورفيمات إلى بعضها البعض لإنشاء الجمل، واقترح بعض المؤلفين أنه قد يكون هناك دليل على وجود لغة تفاعلية أو تداخلية للمعالم الجغرافية ومختلف الأنشطة الحرفية والزراعية والتي تسمى على اختلافها الفراتية الأولية أو الدجلية الأولية، ولكن هذا الزعم كان محل خلاف من قبل الآخرين. 

إن فهم النصوص السومرية اليوم يمكن أن يكون إشكالية؛ إذ إن النصوص الأكثر صعوبة هي النصوص الأولى والتي في كثير من الحالات لا تعطي التركيب النحوي الكامل للغة، ويبدو أنها استخدمت كمذكرات مرجعية للكتبة ذوي المعرفة. 
تطور الكتابة عبر مختلف الحضارات، يوضح هذا التخطيط المسمارية السومرية كأصل للعديد من أنظمة الكتابة.

وخلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، تطور التعايش الثقافي بين السومريين والأكاديين وكان من بين مظاهره انتشار التعددية اللغوية على نطاق واسع، وقد كانت التأثيرات بين السومرية والأكادية واضحة في جميع المجالات بما في ذلك الاقتراض المعجمي والتقارب النحوي والمورفولوجي والفونولوجي، ودفع هذا التأثير المتبادل العلماء إلى الإشارة إلى السومرية والأكادية في الألفية الثالثة قبل الميلاد باعتبارهما لغتان اتحاديتان. 

وقد حلت الأكادية تدريجيا محل اللغة السومرية كلغة منطوقة في فترة ما من نهاية الألفية الثالثة وبداية الألفية الثانية قبل الميلاد، إلا أنه استمر استخدام اللغة السومرية كلغة مقدسة إضافة إلى استخدامها كلغة للطقوس والآداب، بل وكلغة علم في "بابل" و "آشور" إلى حدود القرن الأول قبل الميلاد. 
لوح كتابة مبكر يسجل حصص الجعة حوالي 3100-3000 ق.م، المتحف البريطاني (لندن).

وبخصوص الدين السومري، ربط السومريون لاهوتهم بجميع الموضوعات المتعلقة بحياتهم وأظهروا التواضع في مواجهة القوى الكونية مثل الموت والغضب الإلهي. 
جزء من نقش بارز لامراة جالسة (2255-2040 ق.م) ـ اللوفر.

ويبدو أن الديانة السومرية قد تأسست على أسطورتين كوسموجينيتين منفصلتين، وترى أولاهما الخلق كنتيجة لسلسلة من "الهييروس غاموس" أو الزيجات المقدسة التي تنطوي على التوفيق بين الأضداد والتي افترض أنها جمعت بين الآلهة من الذكور والإناث، واستمرت هذه الرؤية في التأثير على ميثولوجيا بلاد الرافدين بأكملها، وهكذا، نجد في "الإينوما إيليش" الأكادية اللاحقة الخلق باعتباره اتحادا بين المياه العذبة والمالحة؛ الذكر "أمزو" والأنثى "تيامات"، وكان نتاجا لذلك الاتحاد "لحم" و "لحمو" "الشخصيتان الطينيتان"، وهكذا ظهرت الجزر الطينية من التقاء المياه العذبة والمالحة عند مصب الفرات، حيث أودع النهر حمولته من الطمي، وقد افترض أن الزيجة المقدسة التالية كانت بين "أنشار" و "كيشار"؛ المحور السماوي والمحور الأرضي، والدي "آنو" (السماء) و "كي" (الأرض)، ثم تمت زيجة سومرية مقدسة أخرى بين "كي" المعروفة هنا باسم "ننهورساج" أو "سيدة الجبال" و "إنكي" "إريدو" رب المياه العذبة التي جلبت الخضرة والمراعي. 

وفي مرحلة مبكرة بعد فجر التاريخ حلت "نيبور" في وسط "ميسوبوتاميا" محل "إريدو" كمدينة المعبد الرئيسية التي مارس كهنتها الهيمنة السياسية على دول المدن الأخرى، واحتفظت "نيبور" بهذا الوضع طوال الفترة السومرية. 

وقد اعتقد السومريون بتعدد الآلهة المجسمة أو عدة آلهة في شكل إنسان. ولم تكن هناك مجموعة مشتركة من الآلهة، حيث كان لكل مدينة دولة رعاتها ومعابدها وملوكها الكهنة، إلا أن هذا الوضع لم يكن دائما، فغالبا ما كان يتم الاعتراف بآلهة مدينة معينة في مكان آخر، وكان المتحدثون بالسومرية من بين أوائل الشعوب التي سجلت معتقداتها كتابة، وكانوا مصدر إلهام رئيسي في الأساطير والتنجيم والميثولوجيا والأديان التي سادت في بلاد ما بين النهرين لاحقا. 
ختم أسطوانة أكادي في فترة ما حوالي 2300 ق.م يصور الآلهة "إيزيمود" و "إنكي" و "أوتو" و "إنانا".

وعبد السومريون: 

· آنو: كإله كامل الوقت المعادل للسماء، وتعني كلمة "آن" في السومرية السماء ورفيقته "كي" تعني الأرض. 

· إنكي: كان "إنكي" ـ جنوبا في معبد "إريدو" ـ إله الإحسان والحكمة، وحاكم أعماق المياه العذبة تحت الأرض، وهو شاف وصديق للإنسانية والذي كان يعتقد في الأسطورة السومرية أنه أعطى للبشر الفنون والعلوم والصناعات وآداب الحضارة واعتبر أول نص قانوني هو خلقه. 

· إنليل: كان إله العواصف والرياح والأمطار والإله الرئيسي في البانثيون السومري والإله الراعي "لنيبور"، وكانت شريكته "نينليل" ربة الرياح الجنوبية. 

· إنانا: كانت إلهة الحب والجمال والجنس والبغاء والحرب وتأليه الزهرة النجم الصباحي (الشرقي) والمسائي (الغربي) وعبدت في معبد مشترك مع "آنو" في "أوروك" وربما يكون الملوك المؤلهون قد أعادوا سن زواج "إنانا" و "دوموزيد" بالكاهنات. 

· إله الشمس "أوتو" في"لارسا" جنوبا وفي "سيبار" شمالا. 

· إله القمر "سين" في "أور". 

وشكلت هذه الآلهة المعبودات الأساسية، إضافة إلى مئات الآلهة الصغار، وهكذا أمكن للآلهة السومرية أن تكون لها روابط مع مدن مختلفة، وغالبا ما تضاءلت أهميتها الدينية بتضاؤل الأهمية السياسية لتلك المدن، وقيل أن الآلهة خلقت البشر من طين لغرض خدمتهم، ونظمت المعابد مشاريع العمل الجماعي اللازمة لزراعة الري، وكان على المواطنين واجب العمل تجاه المعبد على الرغم من أنه كان في الإمكان تجنب ذلك من خلال دفع الفضة. 
البانثيون الأكادي ـ السومري المبكر.

واعتقد السومريون أن الكون عبارة عن قرص مسطح محاط بقبة، وشاركت الدينونة السومرية في النزول إلى العالم السفلي القاتم لإمضاء الأبدية في وجود بائس سمي "جيديم" (الشبح). 

وانقسم الكون السومري إلى أربعة أرباع: 

· إلى الشمال: كان "السوبارتو" الذين سكنوا التل، والذين كانوا يغيرون بشكل دوري بحثا عن العبيد والأخشاب والمواد الخام الأخرى. 

· إلى الغرب: كان سكان الخيام "مارتو" (العموريون) وهم شعوب قديمة ناطقة بالسامية عاشوا كبدو رعاة يرعون قطعان الأغنام والماعز. 

· إلى الجنوب: كانت أرض "دلمون" وهي دولة تجارية مرتبطة بأرض الموتى ومكان الخلق. 

· إلى الشرق: كان العيلاميون وهم شعب منافس للسومريين وكانوا في كثير من الأحيان في حالة حرب معهم. 

وامتد عالم السومريين المعروف من البحر الأعلى أو ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأدنى أو الخليج العربي وأرض "ملوحة" (ربما وادي السند) و "مجان" (عمان) المشهورة بخاماتها من النحاس. 

وكان لكل واحدة من الزقورات (المعابد السومرية) إسم منفرد وتكونت من فناء أمامي وبركة مائية مركزية للطهارة، وكان للمعبد نفسه صحن مركزي مع ممرات على جانبيه وكانت تحيط بهذه الممرات غرف الكهنة وفي نهاياتها كانت تنتصب منصة وطاولة للتضحيات الحيوانية والخضروية، وكانت مخازن الحبوب والمستودعات تقع عادة بالقرب من المعابد، وكان السومريون بعد فترة من نهوض حضارتهم قد شرعوا في تشييد المعابد ذات القمم رباعية الزوايا والطبقات المتعددة المبنية على شكل سلسلة من المدرجات المرتفعة التي أدت إلى ظهور أسلوب الزقورات. 

وكان يعتقد أنه عندما يموت الناس فإنهم سيكونون حبيسي عالم قاتم هو عالم "أرشكيجال" السفلي الذي كان يحرس بواباته وحوش مختلفة أنشئت لمنع الناس من الدخول أو المغادرة، وكان يتم دفن الموتى خارج أسوار المدينة في المقابر حيث يغطي كثيب صغير جثة الميت إلى جانب القرابين المقدمة للوحوش وكمية صغيرة من الطعام، وسعى الأثرياء إلى الدفن في "دلمون"، وتم العثور على تضحيات بشرية في حفر الموت في مقبرة "أور" الملكية حيث رافق عبيد الملكة "بوابي" مثلا هذه الأخيرة في موتها.
المرجع:

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...