الأحد، 24 نوفمبر 2019

حوخما


حوخماه (بالعبرية: חָכְמָה ,חכמה، وتنطق كذلك "حوكماه" أو "حوخماو") وهي كلمة عبرية توراتية معناها "الحكمة". 

وذكرت الكلمة 149 مرة في المخطوطات الماسورتية للعهد القديم، وهي مشهورة بالكلمة العربية "حكمة" وهو معناها كما تقدم والتي تعود بدورها إلى الجذر السامي (ح-ك-م) وتستخدم صفتها "حكيم" و "حكيمة"، وتظهر بنفس المعنى العبري في "تالميد حاخام" (طالب الحكمة) كتعبير عن العالِم التوراتي، أو "حاخام باشي" أو "الحاخام الأكبر" بمعنى آخر. 

ويصف التلمود معرفة النظام التلمودي بالمستوى الأعلى للحكمة؛ أو حوخماه. وفي القبالة "حوخما" هي الجزء الأعلى من "السيفيروت" على الخط الأيمن ("كاف يامين" ـ عمود الرحمة) في شجرة الحياة القابالية. وتقع "حوخما" أسفل يمين "كيتير" وتقابل "بيناه"، ويقع أسفلها سيفرتا "حيسيد" و "نتساح"، وغالبا ما يكون "للحوخما" أربع مسارات إلى "كيتير" و "تيفيريت" و "بيناه" و "حيسيد" (وبعض القاباليين يضع مسارا بين "حوخما" و "غفوراه"). 

ويجسد سفر الأمثال الحكمة الإلهية التي أوجدت قبل العالم؛ الإله الظاهر، هذه الحكمة تعمل كعميل للرب في الخلق (سفر الأمثال، الآيات: 8:22 و 8:31 و 3:19، وسفر الحكمة، الآيات: 8: 4-6 وسفر يشوع بن سيراخ، الآية: 1: 4،9)، الحكمة التي تسكن مع الرب (الأمثال، الآيات: 8:22 و 8:31، وابن سيراخ، الآية: 24:4، والحكمة: 9: 9-10)، وكون الحكمة هي حصرية للإله فلا يستطيع البشر الوصول إليها (أيوب، الآيات: 28:12 و 28:13 و 20:1 و 23:27). وكان الرب هو الذي أوجد الحكمة (سفر باروخ، الآيات: 3:29 و 3:37) وأعطاها لإسرائيل، "لقد كشف كامل طريق المعرفة وأعطاه ليعقوب عبده، وإلى إسرائيل حبيبته، وبعد ذلك، أظهر ذاته على الأرض وتحدث مع الرجال" (باروخ: 3: 36ـ37 و وابن سيراخ: 24: 1ـ12). 

وكشخصية أنثوية، (ابن سيراخ: 1:15، الحكمة: 7:12) توجهت الحكمة إلى البشر (الأمثال: 1:20 و 1:33 و 8:1 و 9:6) وهي تدعو لعيدها أولئك الذين لم يصلوا إلى الحكمة بعد (الأمثال: 9:1 و 9:6). الحكمة هي عبارة عن ممر مشهور يصف الحكمة الربانية بما في ذلك الممر نفسه "لأنها هي نفس قوة الإله" والتأثير النقي الذي يتدفق من مجد قدرته، لذلك لا يوجد شيء مدنس يسقط فيها، فهي سطوع النور الأبدي، المرآة غير الملوثة لجبروت الرب وصورة رحمته. ولأنها متفردة، يمكن للحكمة أن تفعل كل شيء وتظل هي نفسها؛ تجعل كل الأشياء جديدة: وفي كل العصور تدخل إلى النفوس المقدسة لتجعل أصحابها أخلاء للرب ورسله (الحكمة: 7:25 و 7:27). وكان "سليمان" بصفته الحكيم النموذجي مأخوذا ومتيما بالحكمة: "لقد أحببتها والتمستها منذ صبائي، وابتغيت أن أتخذها لي عروسا، وصرت لجمالها عاشقا" (الحكمة: 8:2). 

وحسب "البحير": "الثانية (الكلمة) هي الحكمة، كما هو مكتوب: يهوه قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم" (الأمثال: 8:22)، وليس هناك بداية سوى الحكمة". 

"الحوخما" هي الثانية من عشر "سيفيروت"، وهي القوة الأولى للعقل الواعي داخل الخلق، والنقطة الأولى للوجود "الحقيقي"، لأن "كيتير" تمثل الفراغ، ووفقا لسفر أيوب: "الحكمة تأتي من العدم" (28:12). فهذه النقطة صغيرة الحجم وبلا حدود، ولكنها تشمل كل الوجود، وتبقى غير مفهومة حتى يعطى لها شكل وهيئة في "بيناه". 

واسم الإله المرتبط "بحوخماه" هو "ياه"، وفي تكوين "السيفيروت" تظهر "حوخماه" في الجزء العلوي من المحور الأيمن، وتتوافق "التيزليم إيلوكيم" (الصورة الإلهية) مع العين اليمنى أو الشق الأيمن من الدماغ. 

وفي شكلها المفصل، تمتلك "حوخماه" إثنين من "البارتزوفيم" ("الوجوه" أو "الملامح")، ويشار إلى الجزء الأعلى منها باسم "أبا إيلاه" ("الأب الأعلى")، في حين يشار إلى الجزء الأدنى باسم "يزرائيل سابا" ("إسرائيل الشيخ")، ويشار إلى هذين "البارتزوفيم" معا باسم "الأب". 

ترتبط "حوخما" في الروح بقوة البصيرة البديهية، وتشبه وميض البرق الذي يعبر الوعي، وترتبط "بارتزوف" "أبا إيلاه" بالقدرة على استخراج هذه البصيرة تلقائيا من عالم فائق الوعي، في حين ترتبط "بارتزوف" "إسرائيل سابا" بالقدرة على توجيه هذه البصيرة في وقت لاحق إلى الوعي. 

وتتضمن "الحوخما" أيضا القدرة على النظر بعمق في بعض جوانب الواقع وتجريد جوهرها المفاهيمي حتى ينجح المرؤ في الكشف عن الحقيقة البديهية الأساسية، ثم يكون في المقدور نقل بذور الحقيقة هذه إلى القوة المرافقة "لبيناه" من أجل التحليل والتطوير الفكري. 

"الحوخماه" هي القوة الأساسية ("البداية") في العملية الإبداعية؛ الإبداع؛ وكما يقال: "ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت ملانة الأرض من غناك" (المزامير: 104:24). الكلمة التوراتية الأولى في "التكوين" هي "بريشيت" تعني "في البدء (خلق الإله السماوات والأرض)" وترجمت "بالحكمة خلق الرب". 

وتسمى "الحوخما" أيضا "الخوف" لأنه "قال للإنسان: هو ذا مخافة الرب هي الحكمة، والحيدان عن الشر هو الفهم" (أيوب: 28:28). 

وتقع "الحوخماه" كما سبق بيانه في الجزء العلوي من العمود الأيمن بالنسبة لصفيف "السيفيروت" على مستوى الأعمدة الثلاثة (جيميل كافيم) وتتوافق مع الشق الأيمن من الدماغ، وهناك عدة جوانب من "الحوخماه": 

حيث يمكن تقسيم كلمة "حوخماه" في حد ذاتها إلى كلمتين: "حوخ" (محتمل) و "ما" (ما هو)، وهكذا تعني "حوخما" (ما هو محتمل)، أو "القدرة على أن تكون"، هذا الجانب من "حوخما" يصف حالتها فيما يتعلق "بسيفيرا الكيتير"، وكما تنطلق "الحوخما" من "الكيتير" وهي الفجر الأول "للضوء اللامتناهي" فإنها "تظهر" في حالة غامضة وغير محددة وتمثل عدم الوجود الافتراضي، وهكذا تنص الآية: "أما الحكمة فمن أين توجد، وأين هو مكان الفهم" (أيوب: 28:12). ويتحد نور "عين سوف" مع عالم "الأتزيلوت" من خلال الإلباس نفسه أولا في "سيفيرا الحوخما". وفي الروح، ترتبط "الحوخماه" بقوة البصيرة البدهية. 

وفي "الزوهار" فإن "حوخما" هي النقطة البدائية التي تضيء من إرادة الإله، وبالتالي، هي نقطة انطلاق الخلق، وكل الأشياء كانت غير متمايزة في تلك المرحلة لكنها تمايزت في "بيناه". 

وبالنسبة للباطنية المعاصرة ووفقا للنظام الهرمسي للفجر الذهبي، فإن الإسم الإلهي المرتبط "بالحوخما" هو يهوه، ورئيس الملائكة الذي يتزعم نظامها هو "رازيئيل" والنظام الملائكي الذي يقيم فيها هو "الأوفانيم" (العجلات)، وترتبط جنة "الآسياه" بما يسمى "المازلوت" مما يعني "تحديد المصير"، و"الشاكرا" الدنيوية ترتبط "بالسرطان". 

وفي "الكتاب 777" "لأليستر كراولي" تمثل "الحوخماه" بالأربعة اثنين من ورق التاروت، وأيضا "تحوت"؛ "فيشنو"؛ "السعادة"؛ "أودين"؛ "أورانوس"؛ "أثينا"؛ "الإله الآب"؛ "الرجل"؛ القطيفة؛ "اللينغام"؛ الحشيش؛ الفسفور؛ المسك؛ "اليانغ" (اللائحة ليست كاملة). 
المرجع:

بيفرونس

رسم تخيلي "لبيفرونس" من "المعجم الجهنمي" (1863).

في الديمونولوجيا "بيفرونس" شيطان بلقب "إيرل الجحيم" مع ستين فيلقا من الشياطين في خدمته (ستة وستون فيلقا بالنسبة لباقي المؤلفين)، وهو يلقن العلوم والفنون وفضائل الأحجار الكريمة والغاية والأعشاب، ويغير أماكن الجثامين من قبورها الأصلية إلى مناطق أخرى، وأحيانا يضع أنوارا سحريا على القبور فتبدو مثل القنادل، وفي البداية يظهر كوحش، ثم يغير شكله إلى رجل. 

وأصل الإسم يعود إلى الإله الروماني "يانوس". 

وينطق إسمه كذلك "بيفروفس" و "بيفروس".
المرجع:

بيليث

رسم تخيلي "لبيليث" حسب "المعجم الجهنمي" لصاحبه "جاك كولين دوبلانصي".


في الديمونولوجيا بيليث Beleth (وينطق كذلك "بيليت" ) هو ملك جبار ورهيب للجحيم، لديه خمسة وثمانون فيلقا من الشياطين تحت قيادته، يمتطي حصانا أشهبا، وتسمع كل أنواع الموسيقى أمامه حسب أغلب مؤلفي الديمونولوجيا وأكثر "الغريموارات" المعروفة. ووفقا "لمملكة الشياطين الزائفة" فإن "حام" إبن "نوح" كان أول من استحضره بعد الطوفان، وألف كتاب رياضيات بمساعدته.

وعند ظهوره فإنه يبدو خرافيا للغاية لإرعاب المستحضر أو لكي يرى مدى شجاعته، وعلى المستحضر أن يكون شجاعا وأن تكون في يده عصا من البندق ينبغي أن يرسم بها مثلثا من خلال الضرب تجاه الجنوب والشرق فصعودا، ثم يأمر "بيليث" بها عن طريق بعض التعويذات. فإذا رفض "بيليث" الانصياع فعلى المستحضر أن يكرر كل تهديدات التعويذات التي تقال حينها سينصاع "بيليث" ويفعل كل ما يؤمر به، لكن على المستحضر أن يبدي الاحترام والتبجيل "لبيليث" بسبب رتبته، وأن يضع خاتما فضيا في الأصبع الوسطى من يده اليسرى ضد وجهه كما هو معمول به مع الملوك والأمراء الجحيميين قبل "أمايمون".

ويقدم "بيليث" كل الحب للرجاء والنساء الذين يأمرونه إلى أن يرضى المستحضر.
المرجع:

بيناه



بيناه (بمعنى: الفهم، بالعبرية: בינה) هي "السيفيرا" الثالثة على شجرة الحياة القابالية وتقع أسفل "كيتير" مقابلة "لحوخما" وفوق "جبوراه" مباشرة، وغالبا ما تمنح لها أربعة مسارات: إلى "كيتير"؛ حوخماه؛ جبوراه؛ تيفيريت (بعض القاباليين يضعون مسارا بين "بيناه" و "حيسيد" كذلك). وترتبط "بيناه" باللون الأسود. 

ووفقا "للبحير": "الثالث: (من الكلام) محجر التوراة؛ خزانة الحكمة؛ مقلع روح الرب؛ مجتزأة بروح الرب". يعلمنا هذا أن الإله قد أخرج كل حروف التوراة ونقشها مع الروح وصب أشكاله فيها. 

"بيناه" هي الفهم الحدسي، أو "التفكر". هي أشبه "بقصر المرايا" الذي يعكس نقطة النقاء الخالصة "لحوخما"؛ الحكمة، تزيد وتتضاعف في مجموعة لا حصر لها من الطرق. وبهذا المعنى، هي "المحجر" الذي نحت عليه ضوء الحكمة، إنها الرحم الذي يمنح شكلا لروح الإله. وعلى المستوى النفسي، تعرف "بيناه" "بالحكمة المجهزة"، وتعرف أيضا باسم "الاستنتاج المنطقي"، إنها "دافار ميتوش دافار" ـ فهم الفكرة الواحدة من فكرة أخرى. وبينما "حوخما" هي الفكر الذي لا ينبع من العملية العقلانية (إما أن تكون مصدر إلهام أو تعليم)، فإن "بيناه" هي العملية العقلانية المتأصلة في الشخص الذي يعمل على تطوير فكرة كاملة. 

وترتبط "بيناه" بالمؤنث، وينص "البحير" على أنه: "يجب عليك استدعاء فهم الأم"، وتقضي النصوص اليهودية القديمة بأن "بيناه يتيراح ناتون إيناشيم" (يعطى القدر الإضافي من "بيناه" للنساء). 

وفي شكلها المفصل الكامل، تمتلك "بيناه" جزئين، يشار إلى الجزء الأعلى باسم "إيما إيلاه" (الأم العليا)، في حين يشار إلى الجزء الأدنى باسم "تيفوناه" (الفهم)، ويشار إلى هذين "البارتزوفيم" مجتمعين باسم "إيما" (الأم). 

وفي النص القروسطي "تومر ديفوراه" (تمرة دبورة) أوضح "موسى بن يعقوب كوردوفيرو" الصفات الأخلاقية المرتبطة بكل "سيفيرا" والتي يجب على المرئ أن يحاول التأسي بها، وجعل السمة المتربطة "ببيناه" هي التوبة التامة، لأنه "تماما كما تحلي بيناه كل الشدائد وتزيل مرارتها، ينبغي على المرئ أن يتوب ويصحح كل العيوب". 

وفي الباطنية الغربية ينظر إلى "بيناه" على أنها القوة الخام "لحوخما" وتوجهها إلى أشكال مختلفة من الخلق. فعلى سبيل المثال، في السيارة لديك الوقود والمحرك، فإذا كانت "حوخما" هي الوقود والطاقة النقية، فإن "بيناه" هي المحرك، القابلية النقية، ولا طائل من أحدهما دون الآخر. 

وباعتبارها كائنا نهائيا، وبدلا من "حوخما" كموضوع، فإن دور "بيناه" يشبه دور "شاكتي" في الباطنية الهندية، إنها أنثوية، لإنها تمنح الولادة حرفيا لكل الخلق، وتوفر الرحم الخارق في حين توفر "حوخما" الطاقة الخام. 

واسم الإله المرتبط "ببيناه" هو "يهوه إلوهيم"، ورئيس الملائكة الذي يتزعمها هو "زافيكئيل" ونظام الملائكة المقيم فيها هو "أراليم" (العروش) بينما الكوكب المرتبط بها هو زحل. 

وترتبط "بيناه" أيضا بـ "يوني"؛ الرحم، وببطاقة الكاهنة في التاروت السحري (وفقا للمفتاح التصويري "لآرثر إدوارد وايت" بشأن التاروت). وفي مؤلف "أليستر كراولي" "كتاب 777" ترتبط "بيناه" بكل من "إيزيس" و "كوبيلي" و "ديميتر" و "ريا" والمرأة ومريم العذراء و "جونو" و "حقات" وثلاثة التاروت إلخ. 

وقارن علماء السحر بين "السيفيروت" و "الشاكرات" في الباطنية الهندية، ومن بين هذه المقارنات مقارنة "بيناه" و "حوخماه" مع شاكرا "آجنا" التي تتكون من اتحاد "شيفا" و "شاكتي". 

وفي نقيضها السلبي على شجرة الموت يوجد النظام الشيطاني "ساثارئيل" المحكوم من رئيس الشياطين "لوسيفوجوس روفوكالوس". 

وفي علاقة "بينا" "بشاكتي" و "حوخما" "بشيفا"، تمثل "شاكتي" قوة الحياة المفعمة بينما "شيفا" ميت، عبارة عن جثة هامدة بلا طاقة.
المرجع:

الاثنين، 18 نوفمبر 2019

كيتير

"كيتير" كما وصفت في "المزراح"، رسمة "لصموئيل حبيب" سنة 1828.


تعني "كيتير" بالعبرية التاج، وهي أعلى "سيفيرا" في شجرة الحياة القابالية، ونظرا لأن معناها هو التاج، فإنها تفسر بأعلى "السيفيروت" والتاج الملكي "للسيفيروت" وهي تقع بين "حوخما" و "بيناه" ("الحوخماه" عن يمينها و"البيناه" عن يسارها)، وترتفع فوق "التيفيريت"، وعادة ما تعطى لها ثلاث مسارات إلى "حوخما" و "تيفيريت" و "بينا". 

وتعتبر "الكيتير" مهيبة جدا، وتسمى في الزوهار "أكثر الأشياء الخفية من بين جميع الأشياء الخفية"، وهي غير مفهومة تماما للإنسان، وتوصف أيضا بأنها التراحم المطلق، ويصفها الحاخام "موشيه كوردوفيرو" بأنها مصدر لسمات الرحمة الثلاث عشرة. 

ووفقا للبحير: "ما هي المنطوقات العشر؟ الأول هو التاج الأسمى، مباركا باسمه وشعبه". 

تسمى "السيفيرا" الأولى التاج، لأن التاج يوضع فوق الرأس، لذلك يشير التاج إلى أشياء أعلى من قدرات العقل على الفهم، وترتبط كل "السيفيروت" الأخرى بالجسد الذي يبدأ بالرأس ويشق طريقه إلى الأسفل بالحركة، لكن تاج الملك يقع فوق الرأس ويربط مفهوم "السلطنة" المجرد وغير الملموس برأس الملك المادي الملموس. 

وتمثل هذه "السيفيرا" الأولى التقلبات الأولية في "عين سوف"، أو إثارة الرغبة في الخروج إلى الحياة المتنوعة للوجود. ولكن بهذا المعنى، رغم احتواء هذه "السيفيرا" على جميع المحتويات الممكنة، فإنها لا تحتوي على محتوى في حد ذاته، وبالتالي يطلق عليها "لا شيء"؛ "الضوء الخفي"؛ "الهواء الذي لا يمكن قبضه"، كونها الرغبة في جلب العالم إلى حيز الوجود، فإن "الكيتير" هي الرحمة المطلقة. 

واسم الإله المرتبط "بالكيتير" هو "أهيه أسير أهيه" (سأكون ما سأكون، بالعبرية: אהיה אשר אהיה) وهو الإسم الذي من خلاله كشف لموسى عن العليقة المشتعلة، "إنه من إسم "أهيه" جميع أنواع القوت تنبع، قادمة من المصدر، الذي هو لانهائي". 

وعلى الرغم من أن "كيتير" هي أعلى "سيفيرا" في عالمها، فإنها تستقبل من "سيفيرا" "ملخوت" المجال العلوي، لا تتربع "الكيتير" العليا على أية "سيفيرا" أخرى، على الرغم من أنها أسفل "عين سوف" الذي هو مصدر كل "السيفيروت". 

وقد ناقش "موسى كوردوفيرو" في "نخلة دبورة" السلوك الأخلاقي الذي يجب على الرجل اتباعه والمتعلق بسمات "السيفيروت" حتى يتسنى للرجل التأسي بخالقه. يأتي التواضع في المقام الأول، لأنه على الرغم من أن "الكيتير" هي الأعلى، فإنها تستحي من النظر إلى سببها، وبدلا من ذلك تحدق فيمن أسفلها. يجب أن تكون أفكار المرئ نقية، ويجب ألا يظهر جبينه القسوة، ويجب أن تتحول أذناه دائما إلى السمع الطيب، ويجب أن تغمض عيناه عن ملاحظة الشر، وأن ينظر دائما إلى الخير، ويجب أن يكون أنف الشخص خاليا من أنفاس الغضب، ويجب أن يلمع وجهه دائما، ويجب ألا يعبر فمه عن شيء سوى الخير. 

وخلال استعراض فقرة في سفر "ميخا" يتضح ارتباط السمات الثلاثة عشر "بسيفيرا الكيتير": 

"من هو إله مثلك غافر الإثم و صافح عن الذنب لبقية ميراثه لا يحفظ إلى الأبد غضبه فإنه يسر بالرأفة {} يعود يرحمنا يدوس آثامنا وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم {} تصنع الأمانة ليعقوب والرأفة لإبراهيم اللتين حلفت لآبائنا منذ أيام القدم" (7:18-20). 

وفقا لذلك، فإن الخصائص الثلاثة عشر مستمدة من هنا ويتم وصفها بتفصيل كبير. 

بالإضافة إلى ذلك، وصف الحاخام "حزقيا" سمات الرحمة الثلاث عشرة في تصوير استعاري لسوسنة وسط الأشواك، والاستعارة في مجملها معروفة وتدرس باسم "السوسنة بين الأشواك" وهي عبارة موجودة في سفر نشيد الأنشاد (2:2) وهذا الأصحاح الثاني منه: 

"أنا نرجس شارون سوسنة الأودية {} كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات {} كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن أجلس و ثمرته حلوة لحلقي {} أدخلني إلى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة {} إسندوني بأقراص الزبيب أنعشوني بالتفاح فإني مريضة حبا {} شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني {} أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء {} صوت حبيبي هو ذا آت طافرا على الجبال قافزا على التلال {} حبيبي هو شبيه بالظبي أو بغفر الأيائل هو ذا واقف وراء حائطنا يتطلع من الكوى يوصوص من الشبابيك {} أجاب حبيبي وقال لي قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي {} لأن الشتاء قد مضى والمطر مر وزال {} الزهور ظهرت في الأرض بلغ أوان القضب وصوت اليمامة سمع في أرضنا {} التينة أخرجت فجها وقعال الكروم تفيح رائحتها قومي يا حبيبتي يا جميلتي و تعالي {} يا حمامتي في محاجئ الصخر في ستر المعاقل أريني وجهك أسمعيني صوتك لأن صوتك لطيف ووجهك جميل {} خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم لأن كرومنا قد {} حبيبي لي وأنا له الراعي بين السوسن {} إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال أرجع وأشبه يا حبيبي الظبي أو غفر الأيائل على الجبال المشعبة". 

يتم الكشف عن سر الحماية الروحية من خلال خطاب مجازي غني قدمه الحاخام "حزقيا"، ويوضح الحاخام أن القوى الروحية التي تحمينا وتراقبنا تسمى سمات الرحمة الثلاث عشرة، ويتم نقلها إلى عالمنا المادي من خلال الكلمات الثلاثة عشر الأولى من التوراة، وعندما تصدر الأحكام ضدنا، يمكن لهذه القوى الثلاث عشرة أن تحمينا من نفوذها، ونبدأ في رسم "ضوء الحماية" هذا لأنفسنا في نفس اللحظة التي نبدأ فيها بالتصفح ونرى الأشكال والتسلسلات الصوفية للنص الآرامي، ومعرفة الرؤى الروحية المقدمة هناك. 

وفي الممارسات غير اليهودية، تصف "ديون فورتون" "الكيتير" في القابالا الصوفية بأنها وعي نقي فوق كل الفئات وخالد، وهي نقطة متبلورة من "عين سوف" وتبدأ عملية الانبعاث التي تنتهي في "ملكوت". 

إسم الإله المعطى لها هو "أهيه" ورئيس الملائكة الذي يترأسها هو "ميتراتون"، ونظام الملائكة الذي يتواجد فيها هو المخلوقات المقدسة الحية (حيوث حا قاديش، بالعبرية: חיות הקדש) و"الشاكرا" الدنيوية الخاصة بها هي أولى دوامات الكون (الحركة الأولى). 

وذكر "آرثر إدوارد وايت" أن الحاخام "عزرائيل بن مناحيم"، تلميذ "إسحاق الضرير" في تعليقه على "السيفيروت" منح لونا خاصا لكل "سيفيرا"، ومع ذلك فإن هذه الألوان لا تتفق مع الألوان المعطاة في "الزوهار"، (حيث أن "الكيتير" ترتبط أيضا "باليشيدا") "فالكيتير" عديمة اللون، بينما "التيفيريت" أرجوانية و"الملكوت" زرقاء ياقوتية.

وكوعي خالص عديم الشكل، فإن "الكيتير" غالبا ما تقارن "بشاكرا ساهاسرارا" أو شاكرا التاج التي تتواجد فوق تاج الرأس في الشاكتية الهندية. 

وفي أوراق "أليستر كراولي" المعنونة باسم "777 و باقي الكتابات القابالية" الخاصة به ترتبط "الكيتير" بأربعة من أوراق آس التاروتية وكذا بكل من التألق الأبيض و "بوصيدون" و "براهما" و "أودين" و "زيوس" والثالوث وزهر اللوز والألماس وإكسير الحياة و "الطاو" ثم الموت. 

ويقال أن "للكيتير" جانب سلبي والنظام الكليفوتي للشياطين يدعى "ثاميئيل" المقاد من قبل رئيس الشياطين "إبليس" و "مولوخ". 

وتعرف "الكيتير" أيضا بكوكب "نبتون" أو "بلوتو" و "الأتما" في الثيوصوفيا وكذا "الراجا يوغا" وفي الغموضية المصرية تعرف باسم "خاب أم بخت".
المرجع:

الأحد، 17 نوفمبر 2019

الغولاشاب



"الغولاشاب" هي "الكليفا" المقابلة "لسيفيرا" "الغيبوراه" في شجرة الحياة القابالية، وإسمها يعني "المشتعلون بالنار" ويصور الشياطين المرتبطين بها برؤوس سوداء هائلة مثل البراكين الثائرة. 

"الكليفوت" هي ظلال "السيفيروت"؛ القوة الفوضوية التي تظهر للوجود عندما تخرج "السيفيروت" عن التوازن، "الجيفوراه" هي "سيفيرا" الكبح التي تسلب ما هو غير ضروري في الكون وتدمر الأشرار وتحارب الشر والظلم وتحافظ على التوازن مع "حيسيد"؛ اللطف المحب. ومع ذلك، فمن الواضح أن نرى أنه عندما تكون هذه القوة غير متوازنة، فإنها تصبح مدمرة للغاية، وتحرق ما لا ينبغي حرقه، في حين أن "كليفا" "الحيسيد" قد تمثل المحافظة الجامحة، إلا أن "الغولاشاب" تمثل التطرف المطلق والطغيان الذي لا يحتمل أية معارضة ويعدم كل خصومه.
المرجع:

باثين

خاتم "باثين".

في الديمونولوجيا، "باثين" Bathin هو دوق (دوق عظيم حسب "مملكة الشياطين الزائفة") للجحيم يقع تحت حكمه ثلاثون فيلقا من الشياطين ويعرف مزايا الأحجار الكريمة والأعشاب، ويمكنه إحضار رجل من بلد إلى آخر في طرفة عين، ويساعد المرء على تحقيق "الإسقاط النجمي" ويأخذ المرء إلى أي مكان يود الذهاب إليه. 

ويصور "باثين" في صورة رجل قوي بجذع حية ويمتطي حصانا أشهبا. 

وقد تمت الإشارة إليه في "المفتاح الأصغر لسليمان"، وقد ينطق إسمه كذلك: "باثيم"، "ماثيم"، "مارثيم".
المرجع:

يوهان فالنتينوس أندريا


كان "يوهان فالنتينوس أندريا" (17 غشت 1586 ـ 27 يونيو 1654) لاهوتيا ألمانيا زُعم أنه مؤلف النص القديم المعروف باسم "الزفاف الخيميائي لكريستيان روزنكروس سنة 1459" (بالألمانية: Chymische Hochzeit Christiani Rosencreutz anno 1459، ونشر في "ستراسبورغ" بنفس العنوان سنة 1616) والذي أصبح فيما بعد أحد الأعمال التأسيسية الثلاثة لنظام الصليب الوردي، والذي شكل على حد سواء أسطورة وظاهرة ثقافية عصرية في جميع أنحاء أوروبا خلال تلك الحقبة. 

وكان "أندريا" عضوا بارزا في الحركة الطوباوية البروتستانتية التي انطلقت في ألمانيا وانتشرت في جميع أنحاء شمال أوروبا وفي بريطانيا تحت إشراف "صامويل هارتليب" و "جون أموس كومنيوس"، وكان محور هذه الحركة هو الحاجة إلى التعليم وتشجيع العلوم كمفتاح للازدهار القومي، ولكن مثل العديد من حركات عصر النهضة الدينية الغامضة كانت الأفكار العلمية التي يتم الترويج لها غالبا ما تتقاطع مع مفاهيم الهرمسية والتنجيم والأفلاطونية المحدثة. وغالبا ما أجبرت تهديدات الاتهام بالهرطقة والبدع التي فرضتها السلطات الدينية الصارمة (سواء البروتستانتية أو الكاثوليكية) والمناخ الفكري المدرسي نشطاء هذه الحركات على التخفي وراء مجتمعات سرية خيالية والكتابة بهويات مجهولة دعما لأفكارهم مع الادعاء بالوصول إلى "الحكمة القديمة السرية". 

وولد "أندريا" في "هيرينبرغ، فورتمبرغ"، إبن "يوهانس أندريا" (1554-1601) المشرف العام "لهيرينبرغ" وبعدها رئيس دير "كونيجسبرون"، وذهبت والدته "ماريا موزر" إلى "توبينغن" أرملة وكانت عطارة البلاط (1607-1617)، ودرس "أندريا" الشاب علم اللاهوت والعلوم الطبيعية بين 1604 و 1606، وأصبح صديقا "لكريستوف بيزولد" الذي شجع اهتمامات "أندريا" بالباطنية، وفي سنة 1605 تقريبا كتب "أندريا" النسخة الأولى من "العرس الخيميائي لكريستيان روزنكروس"، وقد تم رفضه لاجتياز الاختبارات النهائية والخدمة الكنسية، ربما لإلصاقه لمذكرة هجومية تشهيرية على باب المستشار "إنزلين" بمناسبة زواجه، فقام بعد ذلك "أندريا" بتدريس النبلاء الصغار وسافر مع تلامذته عبر سويسرا وفرنسا والنمسا وإيطاليا، كما زار "ديلينغن" معقل اليسوعيين الذين اعتبروه "كالمسيح الدجال"، وفي سنة 1608 عاد إلى "توبينغن" وتعرف على "توبياس هيس" حكيم براكلسوسي مهتم بنبواءات نهاية العالم وتواصلت أسفار "أندريا" من عام 1610 إلى 1612. 

وفي عام 1612 استأنف "أندريا" دراساته اللاهوتية في "توبينغن" وبعد اجتيازه للامتحان النهائي سنة 1614 أصبح شماسا في "فايهينغن" وفي عام 1620 أصبح قسيسا في "كالف" وقام هنا بإصلاح المؤسسات الدراسية والاجتماعية وأنشأ مؤسسات للأعمال الخيرية وغيرها من المساعدات، وتحقيقا لهذه الغاية، أطلق مجتمع "محبة الرب المسيحي" Christliche Gottliebende Gesellschaft، وفي عام 1628، خطط "أندريا" "للوحدة المسيحية"، وحصل على الأموال وجلب مساعدات فعالة لإعمار "كالف" التي دمرت على إثر معركة "نوردلينغن" (1634) من قبل القوات الإمبراطورية واكتسحها الوباء، وفي عام 1639، أصبح "أندريا" واعظا في المحكمة وعضوا في مجلس الشورى "Konsistorialrat" في "شتوتغارت" حيث دعا إلى إصلاحات أساسية في الكنيسة، وأصبح أيضا مستشارا روحيا للأميرة الملكية "لفوتمبرغ". 

ومن بين نشاطات أخرى، قام "أندريا" بالترويج لـ Tübinger Stift وهي عبارة عن قاعة للإقامة والتعليم والتي كانت مدرسة دينية تملكها وتدعمها الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في مدينة "فوتمبرغ" جنوب غرب ألمانيا. وكانت الـ Stift قد أسست كدير أوغسطيني في العصور الوسطى، ولكن بعد الإصلاح في 1536 حول دوق "أولريش" الدير إلى مدرسة دينية عملت على إعداد القساوسة البروتستانت "لفوتمبرغ" وكان "يوهانس كبلر" أحد الطلاب البارزين في هذه الفترة. 

وفي عام 1646، أصبح "أندريا" عضوا في مجتمع "فريتبيرينغ" حيث حصل على لقب der Mürbe، وفي عام 1650 توجه إلى المدرسة الديرية "بيبنهاوزن"، وفي عام 1654 أصبح رئيسا لمدرسة "أدلبرغ" الإنجيلية الديرية وتوفي في "شتوتغارت". 

وقد كان دور "أندريا" في أسطورة الصليب الوردي مثار جدال، وفي سيرته، ادعى أن "الزفاف الخيميائي لكريستيان روزنكروس" كان أحد أعماله الهزلية، وقال في شيخوخته أنه كتب تلك الوثيقة في شبابه (حوالي 1605)، وفي أعمال لاحقة، تعامل "أندريا" مع الخيمياء كموضوع هزلي مدرج مع الفن والمسرح والتنجيم في فئة العلوم "الأقل جدية". 

وكان "أندريا" عالما لاهوتيا لوثريا متدينا وربما لم تكن له أية علاقة على الإطلاق باثنين من أعظم بيانات المجتمع "السري" المزعوم ـ أخوية الفاما أو جماعة البيان الأخوية ـ ويبدو أن الالتزام الذي وضعه على عاتقه طوال حياته تمثل في تأسيس "المجتمع المسيحي" أو أخوية طوباوية متعلمة لأولئك المكرسين للحياة الروحية على أمل أن يتمكنوا من بدء الإصلاح الثاني. 

وقدمت كتابات "أندريا" وجهوده حافزا قويا للمثقفين البروتستانت في بداية القرن السابع عشر، ويبدو أنه ألهم أساس "الوحدة المسيحية" الذي أنشئ في "نورمبرغ" خلال عام 1628 من قبل فئة من الأرستقراطيين ورجال الكنيسة بدافع من "يوهانس شوبرت الأكبر"، وأعيد إحياء هذا المجتمع الطوباوي في "شتوتغارت" في أوائل ستينيات القرن التاسع عشر، كما نشأت جماعة أخوية مثالية أخرى معروفة باسم "أنتيليا" (تجمع يشبه الدير) وتم تطويرها في بحر البلطيق خلال حرب الثلاثين عاما، واستلهم المؤسسون مثلهم من عقيدة "باكونيان" في العلوم التجريبية ومسارات "أندريا"، وحاولوا لاحقا إنشاء مستعمرة في جزيرة صغيرة في خليج "ريغا" وفكروا في الهجرة إلى "فرجينيا".
المرجع:

السبت، 16 نوفمبر 2019

نظام الفجر الذهبي الهرمسي

الصليب الوردي للفجر الذهبي.


جماعة أو نظام الفجر الذهبي الهرمسي (باللاتينية: Ordo Hermeticus Aurorae Aureae) أو بشكل أكثر شيوعا؛ الفجر الذهبي (Aurora Aurea)، كان مجتمعا سريا مكرسا لدراسة وممارسة التنجيم والميتافيزيقا والخوارق خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكان النظام المحكم للفجر الذهبي المعروف باسم النظام السحري نشطا في بريطانيا العظمى وركز ممارساته على التطور والتطوير الروحي، والعديد من المفاهيم المرتبطة بالطقوس والسحر الحالي والمتركزة في بعض التقاليد المعاصرة مثل "الويكا" و "الثيلما" استوحيت من الفجر الذهبي الذي كان واحدا من أكبر الأنظمة المؤثرة في السحر والباطنية الغربيين خلال القرن العشرين. 

وتأسس هذا النظام على يد ثلاثة أشخاص هم "ويليام روبرت وودمان" و "ويليام وين ويستكوت" و "صامويل ليدل ماذرز" وقد كانوا قبل ذلك أعضاء في منظمة الماسونيين الأحرار. 

لقد اعتمد نظام الفجر الذهبي على التسلسل الهرمي وطقوس الاستهلال مثل المحافل الماسونية، إلا أنه تم قبول النساء في هذا النظام على قدم المساواة مع الرجال، وكان الفجر الذهبي أول ثلاثة أنظمة يشار إليها مجتمعة بنفس الإسم، وقد درس هذا النظام الفلسفة الباطنية على أساس القابالا الهرمسية والتنمية الشخصية من خلال الوعي بالعناصر الكلاسيكية الأربعة بالإضافة إلى أساسيات علم التنجيم والعرافة التاروتية و"الجيومانسيا" (عرافة الأرض)، بينما اهتم النظام الثاني أو "النظام الداخلي" (زهرة الياقوت وصليب الذهب) بتدريس علوم السحر بما في ذلك الرؤية الوسائطية والسفر الفلكي والخيمياء، أما النظام الثالث فقد كان نظام "الزعماء السريين" الذي يقال أنهم كانوا يتمتعون بمهارات عالية والذين كانوا يوجهون أنشطة الرتبتين الأدنيين عن طريق التواصل الروحي مع رؤساء النظام الثاني. 

وقد كتبت الوثائق التأسيسية لنظام الفجر الذهبي الأصلي والمعروفة باسم المخطوطات المشفرة باللغة الإنجليزية باستخدام شيفرة "تريثيميوس"، وتقدم هذه المخطوطات الخطوط العريضة للطقوس التدرجية للنظام وتصف كذلك منهجا للتعاليم المتدرجة التي تشمل القابالا الهرمسية والتنجيم والعرافة التاروتية والعرافة الأرضية والخيمياء. 

ووفقا لتسجيلات النظام، تم نقل هذه المخطوطات من العالم الماسوني "كينيث ر. ماكنزي" إلى القس "أدولفوس فريدريك أليكسندر وودفورد" الذي وصفه الكاتب الغموضي "فرانسيس كينغ" بالمؤسس الرابع (رغم أن "وودفورد" توفي بعد فترة وجيزة من تأسيس النظام)، وفي فبراير 1886، نقل "وودفورد" الوثائق إلى الماسوني "ويليام وين ويستكوت" الذي تمكن من فك تشفيرها عام 1887، وقد دعا "ويستكوت" ـ والذي كان سعيدا باكتشافه ـ زميله الماسوني "صامويل ليدل ماكجريجور ماذرز" قصد الحصول على قراءة ثانية، وقد طلب "ويستكوت" مساعدة "ماذرز" لتحويل المخطوطات إلى نظام متماسك من أجل عمل محفل، وقد طلب "ماذرز" بدوره من زميله الماسوني "ويليام روبرت وودمان" المساعدة في هذا الشأن ووافق هذا الأخير على ذلك، وهكذا طور "ماذرز" و "ويستكوت" الخطوط العريضة للطقوس من المخطوطات المشفرة في قالب عملي، ومع ذلك، فإنه ينسب إلى "ماذرز" بشكل عام تصميم منهج طقوس النظام الثاني الذي دعاه "زهرة الياقوت وصليب الذهب" أو اختصارا "RR & AC". 
"صامويل ليدل ماكجريجور ماذرز" في زي فرعوني مؤديا للطقوس في النظام الهرمسي للفجر الذهبي.

وفي أكتوبر من عام 1887، زعم "ويستكوت" أنه راسل كونتيسة ألمانية وعضوة بارزة في نظام "الصليب الوردي" تدعى "آنا سبرينجل" والذي قيل أن عنوانها وجد في المخطوطات المشفرة، ووفقا "لويستكوت" ادعت "سبرينجل" القدرة على الاتصال ببعض الكيانات الخارقة للطبيعة المعروفة باسم "الرؤساء السريين" الذين اعتبروا الحاكمين على أي نظام سحري أو منظمة باطنية، ويزعم أن "ويستكوت" تلقى ردا من "سبرينجل" يمنحه الإذن بإنشاء معبد الفجر الذهبي ومنح الدرجة الفخرية "لأديبتوس إكسيمبتوس" له و "لماذرز" و "وودمان"، وكان المعبد يتكون من الدرجات الخمس المحددة في المخطوطات المشفرة. 

وفي عام 1888، تم تأسيس معبد "إيزيس ـ أورانيا" في لندن، وعلى النقيض من مجتمع الصليب الوردي والماسونية، كان يسمح للنساء بالانضمام إلى النظام والمشاركة في مساواة كاملة مع الرجال كما سبقت الإشارة، وكان النظام أكثر من كونه نظاما للتعاليم الفلسفية والميتافيزيقية في سنواته الأولى، وبخلاف بعض الطقوس والتأملات الموجودة في المخطوطات المشفرة والتي تم تطويرها بشكل أكبر لم يتم تلقين "الممارسات السحرية" في المعبد الأول. 

وخلال السنوات الأربع الأولى، كان الفجر الذهبي عبارة عن مجموعة متماسكة عرفت لاحقا باسم "النظام الخارجي" أو "النظام الأول" الذي أسس وبدأ نشاطاته سنة 1892، وكان "النظام الداخلي" يتكون من أعضاء عرفوا باسم "الماهرين أو الحاذقين" والذين أتموا الدورة الدراسية الكاملة في النظام الخارجي، هذه المجموعة من المهرة أصبحت تعرف فيما بعد باسم النظام الثاني. 

وفي النهاية، تم تأسيس معبد "أوزيريس" في و"ويستون-سوبر-مار" ومعبد "حورس" في "باردفورد" (كلاهما سنة 1888)، ومعبد "آمون رع" في "إدنبرة" (1893)، وفي نفس السنة أسس "ماذرز" معبد "حتحور" في "باريس". 

وفي عام 1891، توقفت مراسلات "ويستكوت" المزعومة مع "آنا سبرينجيل" فجأة، وادعى أنه تلقى رسالة من ألمانيا بأنها ميتة أو أن رفاقها لم يوافقوا على تأسيس النظام ولم يتم إجراء أي اتصال آخر بعد ذلك. وإذا كان على المؤسسين الاتصال بالرؤساء السريين فكان يجب أن يتم ذلك بمفردهم، وفي العام الموالي اعترف "ماذرز" بأنه تم إنشاء رابط للرؤساء السريين، وفي وقت لاحق قدم طقوسا للنظام الثاني دعاها بالوردة الياقوتية والصليب الذهبي واستندت هذه الطقوس على تقليد قبر "كريستيان روزنكروس" (الذي يفترض أنه مؤسس نظام الصليب الوردي)، وأصبح بمثابة سرداب للماهرين الذي شكل القوة المسيطرة وراء النظام الخارجي، وفي وقت لاحق من عام 1916، ادعى "ويستكوت" أن "ماذرز" قام أيضا ببناء هذه الطقوس من مواد حصل عليها من "فراتر لوكس إيكس تينيبريس" الذي زعم أنه الماهر القاري. 

واعتقد بعض أتباع تقليد الفجر الذهبي أن الرؤساء السريين لم يكونوا كائنات بشرية أو كائنات خارقة للطبيعة، بل مجرد تمثيل رمزي للمصادر الفعلية أو الأسطورية للعلم الباطني الروحاني، وجاء المصطلح ليشير إلى قائد عظيم أو معلم للمسار الروحاني أو الممارسة الروحانية التي وجدت طريقها إلى تعاليم النظام. 

وبحلول منتصف 1890، كان الفجر الذهبي متجذرا في بريطانيا العظمى مع أكثر من مائة عضو من كل فئة من فئات المجتمع الفيكتوري، وانتمى العديد من مشاهير تلك الفترة إلى النظام مثل الممثلة "فلورانس فار" والثورية الإيرلندية "مود جون" والشاعر الإيرلندي "ويليام بوتلر يتز" والكاتب الويلزي "آرثر ماكين" والكاتبين الإنجليزيين "إيفيلين أندرهيل" و "أليستر كراولي". 

وفي عام 1896 أو 1897، قطع "ويستكوت" جميع علاقاته مع الفجر الذهبي تاركا "ماذرز" مسيطرا على التنظيم، وقد تم التكهن أن رحيله هذا كان بسبب فقدانه لعدد من الأوراق ذات الصلة بالتنجيم في عربة نقل، وعندما تم العثور على هذه الأوراق انكشفت علاقة "ويستكوت" بالفجر الذهبي مما لفت انتباه رؤساء عمله إليه فتم تخييره ربما بين الاستقالة من النظام أو التخلي عن مهنته بصفته قاضي تحقيق جنائي، وبعد رحيل "ويستكوت"، عين "ماذرز" "فلورانس فار" لتكون كبيرة المهرة في "أنجيليا"، وخلف الدكتور "هنري ب. بولن بوري" "ويستكوت" في منصب "الكانسيلاريوس" ـ أحد الرؤساء الثلاثة للنظام. 

وكان "ماذرز" العضو المؤسس النشيط الوحيد بعد رحيل "ويستكوت" وبسبب الاشتباكات الشخصية مع الأعضاء الآخرين والغياب المتكرر عن المحفل المركزي في بريطانيا العظمى تعرض "ماذرز" لعدة تحديات واجهت سلطته كزعيم من قبل أعضاء النظام الثاني. 

وبحلول نهاية 1899، أصبح مهرة "إيزيس-أورانيا" و "آمون رع" غير راضين عن قيادة "ماذرز" بالإضافة إلى صداقته المتنامية مع "أليستر كراولي"، كما أصبحوا حريصين على إجراء اتصالات مع الرؤساء السريين أنفسهم بدلا من الاعتماد على "ماذرز" كوسيط، ونشأت خلافات داخل معبد "إيزيس-أورانيا" بين نطاق "فار" وبقية المهرة الصغار. 

وقد تم رفض انضواء "أليتسر كراولي" إلى درجة "الأديبتوس مينور" أو "الماهر الصغير" من قبل المسؤولين في لندن، إلا أن "ماذرز" ألغى قرارهم وسرعان ما كرسه في معبد "حتحور" في باريس بتاريخ 16 يناير 1900، وعند عودته إلى معبد لندن، طلب "كراولي" من "الميس كراكنيل" القائمة بأعمال السكرتارية الأوراق التي تعترف بدرجته، وكان هذا بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وكانت "فار" قد كتبت سابقا عن وجوب إغلاق معبد لندن، وكتبت "لماذرو" معربة عن رغبتها في الاستقالة كممثل له إلا أنها كانت مستعدة للاستمرار في مهامها إلى حين العثور على خليفة لها، واعتقد "ماذرز" أن "ويستكوت" وراء هذه التحولات واستجاب لطلبها في 16 فبراير، وفي 3 مارس، تم انتخاب لجنة من سبعة مهرة في لندن، وطلبوا إجراء تحقيق كامل في الأمر، وأرسل "ماذرز" ردا فوريا مبينا رفضه تقديم دليل ورفضه كذلك الاعتراف بمعبد لندن أو "بفار" كممثل له في 23 مارس، وردا على ذلك، تم عقد اجتماع عام في 29 مارس في لندن لتنحية "ماذرز" كرئيس وطرده من النظام. 

وفي عام 1901، نشر "ويليام بوتلر يتز" كتيبا بعنوان "هل نظام الوردة الحمراء والصليب الذهبي سيبقى نظاما سحريا؟" وبعد استقلال معبد "إيزيس-أورانيا" كان هناك المزيد من النزاعات مما أدى إلى استقالة "يتز" وعينت لجنة ثلاثية مؤقتة لإدارة المعبد مكانه. 

وفي عام 1903، تضافرت جهود "إي إي وايت" و "بلاكدن" للحفاظ على إسم "إيزيس-أورانيا"، بينما قام "فيلكن" وأعضاء آخرون في لندن بتكوين "ستيلا ماتوتينا" وبقي "يتز" في "ستيلا ماتوتينا" حتى عام 1921، بينما واصل "برودي-إينز" عضويته في "آمون رع" في "إدنبرة". 

وبمجرد أن أدرك "ماذرز" أن المصالحة باتت مستحيلة، بذل جهودا لإعادة تأسيس نفسه في لندن، وظل معبدا "برادفورد" و "ويستون-سوبر-مار" مواليين له، لكن أعداد أعضائهما كانت قليلة، ثم قام بتعيين "إدوارد بيردج" ممثلا له، ووفقا "لفرانسيس كينغ" تبين الأدلة التاريخية أنه كان هناك "ثلاثة وعشرون عضوا من النظام الثاني المزدهر تحت قيادة "بريدج" و "ماذرز" عام 1913. 

وواصل "ج. و. برودي-إينز" قيادة معبد "آمون رع" حيث قرر أن التمرد كان غير مبرر، وبحلول عام 1908، كان "ماذرز" و "برودي-إينز" على وفاق تام، ووفقا للمصادر التي تختلف فيما يتعلق بالتاريخ الفعلي وفي وقت ما بين عام 1901 و 1913 أعاد "ماذرز" تسمية فرع الفجر الذهبي الذي ظل مخلصا لقيادته بـ "ألفا" و "أوميجا"، وتولى "برودي-إينز" قيادة المعابد الإنجليزية والإسكتلندية، بينما ركز "ماذرز" على بناء معبده "حتحور" وتوسيع علاقاته الأمريكية. ووفقا للمنجم "إسرائيل ريجاردي" فقد توسع نظام "الفجر الذهبي" في اتجاه أمريكا قبل 1900 وأن معبد "تحوت-هرمس" كان قد أسس في "شيكاغو"، ومع بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، أنشأ "ماذرز" من اثنين إلى ثلاثة معابد في الولايات المتحدة الأمريكية. 

وقد أغلقت معظم معابد "ألفا" و "أوميجا" و "ستيلا ماتوتينا" أو تراجعت مع نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي باستثناء اثنين من معابد "ستيلا ماتوتينا" وهما معبد "هرمس" في "بريستول" الذي كان يعمل بشكل متقطع حتى عام 1970 ومعبد "سماراجدوم ثاليسيس" (يشار إليه عادة باسم "Whare Ra") في "هافلوك نورث، نيوزيلندا" الذي عمل بانتظام حتى إغلاقه في عام 1978. 

ومعظم الهيكل الهرمي للفجر الذهبي استمد من مجتمع الصليب الوردي في "أنجيليا" الذي بدوره استمد هيكله من نظام الصليب الذهبي والوردي: 

النظام الأول: 

· المبتدئ: نيوفيت 0=0. 

· زيلاتور 1=10. 

· ثيوريكوس 2=9. 

· براكتيكوس 3=8. 

· فيلوسوفوس 4=7. 

· المتوسط: الدرجة البابية. 

النظام الثاني: 

· أديبتوس مينور 5=6. 

· أديبتوس ماجور 6=5. 

· أديبتوس إكسيمبتوس 7=4. 

النظام الثالث: 

· ماجيستر تيمبلي 8=3. 

· ماجوس 9=2. 

· إبسيسيموس 10=1. 

وتتعلق الأرقام المزدوجة بدرجات مرتبطة بمواضع على شجرة الحياة، وتشير درجة "النيوفيت" 0=0 إلى عدم وجود موضع على الشجرة، وفي الأزواج الأخرى، يكون الرقم الأول هو عدد الخطوات من أعلى لأسفل (ملكوث)، والرقم الثاني هو عدد الخطوات من أسفل لأعلى (كيثير). 

وكانت درجات النظام الأول مرتبطة بالعناصر الأربعة وهي الأرض والهواء والماء والنار على التوالي، وتلقى "الطامحون إلى الصف" تعليما حول المعنى الميتافيزيقي لكل عنصر من هذه العناصر وكان عليهم اجتياز امتحان تحريري وإظهار مهارات معينة للحصول على القبول في هذا الصف. 

وكانت درجة موقع البوابة أو الدرجة البابية "غير مرئية" أو برزخية تفصل بين النظام الأول والنظام الثاني.
المرجع:

عالم الجبروت



أو عالم السلطة، هو أعلى مَلَكية في علم الكونيات الإسلامي، ويقع عالم الملكوت أسفل هذا العالم وأسفله يوجد عالم المُلك، وتصطدم العوالم العليا بالعوالم التي أدناها لكنها لا تنفصل عنها، وعلى الرغم من أن بعض العلماء لم يجدوا أي فروق بين عالم الجبروت وعالم الملكوت، إعتقد آخرون أن عالم الجبروت هو عالم الملائكة والأرواح بينما عالم الملكوت هو عالم يقع أدناه، وبالتالي فإن ملكية الجبروت تعتبر المظهر المنشأ للرسول والحقيقة المنشأة لآدم، فيمثل هذا العالم الإنسان الكامل. 

وبينما تسكن الملائكة أيضا في عالم الملكوت لمقابلة البشر وأداء المهام على الأرض تعيش الملائكة الأكثر اصطفاء في عالم الجبروت، لذلك، هذا هو نطاق المظاهر الملائكية وأيضا نطاق النماذج الأصلية والعروش والقوى وكذلك الجنة والحياة الآخرة باستثناء الفردوس الأعلى، وعالم الجبروت إذن هو عبارة عن وجود أبدي بينما العوالم الأخرى مخلوقة ومحدودة. 
المرجع:

بارباتوس

بارباتوس من "المعجم الجهنمي"، الطبعة السادسة، 1863.

في الديمونولوجيا، بارباتوس " Barbatos" هو إيرل ودوق في الجحيم يحكم ثلاثين فيلقا من الشياطين ويرافقه أربعة ملوك لقيادة فيالقه، ويستطيع "بارباتوس" التكلم مع الحيوانات والإخبار عن المستقبل واسترضاء الأصدقاء والحكام وقيادة الرجال للكنوز المخفية بواسطة سحر السحرة. 

ويستمد إسمه من الأصل اللاتيني barbatus الذي يعني الملتحي. 

إن "بارباتوس" هو الشيطان الثامن في "المفتاح الأصغر لسليمان"، بينما تصنفه "مملكة الشياطين الزائفة" في الرتبة السادسة، ويشار إليه أيضا في "الغريموار العظيم" بتابع "ساتاناكيا" رئيس أركان جيش الشيطان.
خاتم بارباتوس.

المرجع:

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

جنس السحر






"باسكال بيفرلي راندولف" (1825-1875). 

جنس السحر هو أي نوع من النشاط الجنسي يستخدم في ممارسة سحرية أو شعائرية أو غير ذلك من الممارسات الدينية والروحية، وقد تستعمل إحدى ممارسات جنس السحر طاقة الإثارة الجنسية أو الأوركازم مع تصور نتيجة مرغوبة، وهناك فرضية أسست من قبل سحرة الجنس مفادها أن الطاقة الجنسية هي قوة فعالة يمكن تسخيرها لتجاوز الواقع المرئي بشكل طبيعي. 

ويعتبر المنجم الأمريكي "باسكال بيفرلي راندولف" من أوائل الممارسين الذين درسوا سحر الجنس في العالم الغربي وذلك تحت عنوان "أسرار يوليس" حيث يذكر: 

"إذا كان للمرئ زوجة ذكية ومحبة، الزوجة التي يكون في توافق كامل معها، سيستطيع حل المشاكل بمساعدتها (المشاكل التي تهم تحقيق نتائج سحرية)، سيصيران سلسلة من الطاقات الراديكالية الروحية والجنسية،... الطقوس هي الصلاة في جميع الحالات، وبها يمكن توظيف أقوى الكائنات الأرضية، من الأفضل لكليهما ـ الرجل والمرأة ـ أن يتصرفا معا من أجل تحقيق الأهداف الغامضة التي يسعيان إليها. 

يتطلب النجاح في كل حالة عون امرأة متفوقة، هذا هو القانون، لن تجدي مومس أو امرأة دنيئة في تحقيق مثل هذه الأغراض النبيلة والمقدسة، فهذا لن يكون سوى عذر سيء وغير سليم مدفوع بالعاطفة للرجل. ولا يجدر بالمرأة أن تكون من النوع الذي يقبل مكافآت من أجل الامتثال، ولا أن تكون عذراء، أو تحت سن الثامنة عشر، أو زوجة رجل آخر، بل يجب أن تكون قد عرفت الرجل ومتوفرة على القدرة العقلية والإرادية والتأثيرية الشديدة، إلى جانب القدرة الجنسية والأوركازمية، لأن الأمر يتطلب نشوة مزدوجة للنجاح... 

... ويمكن إعطاء السر بكامله في كلمات هي: غرفة علوية، نظافة شخصية وعقلية وروحية للرجل والزوجة معا، مراعاة القانون الذي استشهد به خلال فترة التجربة بالكامل -- 49 يوما، ثم صغ الرغبة واحتفظ بها في ذهنك خلال الفترة بأكملها وخاصة عند صلاة الفداء، والتي لا يتم أثناءها النطق بأي كلام، لأن الشيء المطلوب هو التفكير بقوة...". 

و "راندولف" بنفسه كان متأثرا بشدة بعالم الفالسيسيزم الإنجليزي المنتمي لنظام الصليب الوردي "هارغراف جنينجز". 

وفي النصف الأخير من القرن 19، نشرت المصلحة الجنسية "إيدا كرادوك" مجموعة من الأعمال حول الجنسانية المقدسة لاسيما "العرسان السماويون" و "الزواج النفسي"، وقد أعاد "أليستر كراولي" استعراض "العرسان السماويون" في مجلته "الاعتدال الشمسي" قائلا بشأنه: 

"... هو أحد أهم الوثائق البشرية المنتجة على الإطلاق، ويجب أن يجد ناشرا منتظما يخرجه في شكل كتاب، تعلن المؤلفة أنها كانت زوجة ملاك وتشرح بأكبر قدر من الفلسفة المرتبطة بهذه الرسالة، إن تعلمها هائل". 

"هذا الكتاب ذو قيمة لا يمكن تقديرها لكل طالب في مسائل السحر، لا توجد مكتبة سحرية كاملة بدونه". 

وزعم "كارل كيلنر" مؤسس "نظام معبد الشرق" بأنه تعلم تقنيات جنس السحر من ثلاثة أتباع لهذا الفن، ومنذ بداية 1904، بدأ "كيلنر" ينشر مصادر هذه الأسرار في دورية ماسونية ألمانية غامضة تسمى "أوريفلام"، وفي سنة 1912، اعترف محرروا "أوريفلام" بأن: 

"نظامنا يمتلك المفتاح الذي يفتح كل الأسرار الماسونية والهرمسية، أي تعاليم السحر الجنسي، وهذه التعاليم تشرح بدون استثناء، كل أسرار الماسونية وأنظمة الدين". 



"أليستر كراولي" في زي جماعة الفجر الذهبي الهرمسية. 



وكان "أليستر كراولي" قد تورط في البداية مع "ثيودور روس" وجماعة "نظام معبد الشرق" من خلال مؤلفه "كتاب الأكاذيب" بين 1912 و 1913، وحسب "كراولي"، كان "روس" قد اتهمه بكشف السر الأعمق (السر الجنسي) "لنظام معبد الشرق" في إحدى الفصول الخفية لكتابه هذا، وعندما اتضح "لروس" أن "كراولي" فعل ذلك عن غير قصد، ضم "كراولي" للدرجة التاسعة في "نظام معبد الشرق" وعينه بلقب "سيادة السيد القائد الكبير لإيرلندا وإيونا وجميع البريطانيين". 

وكان "نظام معبد الشرق" ـ من بدايته ـ يشتمل على تعاليم السحر الجنسي في أعلى درجات النظام، لكن عندما أصبح "كراولي" على رأس النظام، وسع هذه التعاليم وربطها بدرجات مختلفة كما يلي: 

ـ الدرجة الثامنة: الاستمناء ـ التقنيات السحرية للجنس الذاتي الملقنة والمشار إليها "بأصغر أعمال ـ سول ـ". 

ـ الدرجة التاسعة: التقنيات السحرية للجنس النظامي الملقنة. 

ـ الدرجة العاشرة: التقنيات السحرية للجنس الشرجي الملقنة. 

وقد لاحظ بروفيسور مقارنة الأديان "هوغ أوربان" من جامعة ولاية أوهايو تشديد "كراولي" على أن الجنس "هو القوة السحرية العليا" ونقل عنه: 

"كتاب القانون" يحل المعضلة الجنسية نهائيا، فكل فرد لديه الحق المطلق لإرضاء غريزته الجنسية كما يناسبه من الناحية الفيسيولوجية، الوصية الوحيدة هي التعامل مع هذه الأفعال كأسرار مقدسة، فلا يجدر بالمرئ أن يأكل كالبهيمة، ولكن من أجل تمكين المرئ من القيام بإرادته، ونفس الشيء ينطبق على الجنس، يجب استعمال كل كلية لخدمة الهدف الوحيد من وجودنا". 

وحسب "صامائيل أون ويور" فإن أرنولد كروم-هيلر لقن تعاليم السحر الجنسي بدون قذف. 

وكانت "ماريا دو ناغلوفسكا" (1883-1936) منجمة وصوفية ومؤلفة وصحافية من روسيا وكتبت وعلمت الممارسات الجنسية السحرية الطقوسية كما ارتبطت بالحركة السوريالية الباريسية، وقد أسست وقادت مجتمعا خفيا عرف "بأخوية السهم الذهبي" في باريس من 1932 إلى 1935، وفي سنة 1931 جمعت وترجمت ونشرت بالفرنسية مجموعة من الكتابات المنشورة وغير المنشورة للمنجم الأمريكي "باسكال بيفرلي راندولف" المتعلقة بمواضيع السحر الجنسي والمرايا السحرية، وكانت ترجمتها ونشرها لأفكار وتعاليم "راندولف" المعروفة سابقا مصدرا لتأثير "راندولف" اللاحق في السحر الأوروبي، وقد عززت عملها هذا بما أسمته بعض تعاليمها الشفوية، وفي السنة الموالية، 1932، نشرت رواية في قالب يشبه السيرة الذاتية بعنوان "الطقس المقدس للحب السحري"، ولاحقا في نفس السنة، نشرت كذلك "ضوء الجنس" وهي مقالة غموضية ودليل للطقس الجنسي الذي كانت تطالب بتعلمه هؤلاء الذين سعوا للانضواء في أخويتها، وكان كتابها اللاحق عن الممارسات السحرية الجنسية المتقدمة بعنوان "الأسرار الخانقة" فصلت فيه تعاليمها المتقدمة عن الفصل الثالث من الثالوث والقوة الروحية التحويلية للجنس، وممارسة "الخنق الطقوسي الإيروسي" وباقي ممارسات الحرمان الحسي، وبعيدا عن المواضيع التنجيمية، أثرت "ناغلوفسكا" كذلك في "الحركة الفنية السوريالية"، ف "معجم الإيروسية المختصر" من كتالوج 1959 للمعرض السوريالي العالمي في باريس أشار إلى تأثيرها الهام، وقد كتب السوريالي "ساران ألكسندريان" تقريرا مفصلا عن حياتها. 

المرجع: 

الأحد، 3 نوفمبر 2019

خاتم بافوميت

الرسم الأبيض والأسود لخاتم "بافوميت".


"خاتم بافوميت" هو الشارة الرسمية لكنيسة الشيطان وقد حفظت حقوق هذه الشارة لفائدها. وظهر "خاتم بافوميت" أولا في غلاف كتاب "القداس الشيطاني" سنة 1968 ولاحقا في غلاف كتاب "الإنجيل الشيطاني" سنة 1969. وقد كان الخاتم يدعى "النجمة الخماسية المادية" ممثلة للشهوانية والمبادئ الترابية. وتصف كنيسة الشيطان الرمز بأنه "... التصفية البصرية المتفوقة للفلسفة الشيطانية المضادة للصور والمعتقدات الدينية السائدة...". 

واستعمل " أنتون ليفي" هذا الرمز لتمثيل "الشيطاني" المشار إليه بالصلبان المقلوبة والمحاكاة الساخرة للفن المسيحي. ولم يصبح رأس الماعز المألوف داخل نجمة خماسية رمزا للشيطانية في المقام الأول إلى حين تأسيس كنيسة الشيطان سنة 1966. وتحتوي نجمة الماعز الخماسية الأصلية على الحروف العبرية عند النقط الخمسة للنجمة الخماسية وتنطق "لوياثان" وظهرت أول مرة في كتاب "مفتاح السحر الأسود" للمنجم الفرنسي "ستانيسلاس دي جيتا" سنة 1897، واستخدم هذا الرمز لاحقا في كتابي "موريس بيسي" "التاريخ المصور للسحر" و "الخارق للطبيعة" مع حذف كلمتي "صامائيل" و "ليليث"، وخلال سنوات بحثه في "الفنون السوداء"، عثر "أنتون ليفي" على هذا الكتاب وضمه لمجموعته. وعندما اختار "ليفي" تحويل دائرته السحرية إلى "نظام شبه المنحرف" داخل كنيسة الشيطان قرر أن الرمز هو الأكثر تجسيدا للمبادئ التي كانت بمثابة الحجر الأساس للكنيسة الشيطانية، وعكس الادعاءات التي وجهت ضد الكنيسة من قبل المنتقدين، لم يدعي "ليفي" أبدا أنه مبتكر هذا الرمز الخاص، وفي سنوات تكوينها، هذه النسخة الخاصة للرمز استخدمت من قبل الكنيسة في بطاقات العضوية والميداليات ولاسيما فوق المذبح في الغرفة الطقوسية للبيت الأسود، وخلال كتابة "الإنجيل الشيطاني"، تم تقرير أن نسخة فريدة للرمز يجدر أن تكون محددة على وجه الحصر مع الكنيسة، واليوم يعرف التصميم الكامل ب "خاتم بافوميت"، هذه التسمية التي أطلقت لأول مرة في كتاب "ليفي" "الطقوس الشيطانية"، وظهرت لأول مرة في غلاف كتاب "القداس الشيطاني" سنة 1968 ولاحقا على غلاف كتاب "الإنجيل الشيطاني" سنة 1969، هذه النسخة رسمت من قبل "ليفي" ونسبت ل "هوغو زوريلا" (إسم مستعار استخدم من قبل "ليفي" في بعض فنونه) وحفظت حقوقه من قبل الكنيسة. 

واستعمل المعبد الشيطاني نسخة مشخصة "لخاتم بافوميت" كشعار رسمي، وتتألف هذه النسخة للرمز من رأس الماعز (الذي أعيد تصميمه) ونجمة خماسية واختصار إسم المنظمة (TST) مع دائرة محيطة، وصورت جميعا في شكل "سلويت" على أسطوانة حمراء.
المرجع:

إمبيروس

الإمبيروس في الكوميديا الإلهية كما تصورها "غوستاف دوريه"


كانت "سماء السماوات" في علم الكونيات القديم، أو "الإمبريان" بالإنجليزية (Empyrean) مكانا في السماء العليا الذي كان من المفترض أن يشغله عنصر النار (أو الأثير في فلسفة "أريسطو" الطبيعية)، وهذه المفردة مشتقة من المصطلح اللاتيني القروسطي "إمبريوس Empyreus" الذي اشتق بدوره من المصطلح اليوناني "إمبيروس Empyros" ἔμπυρος التي تعني "في النار" أو "على النار". 

وهكذا تم استخدام "الإمبريان" كاسم للقبة الزرقاء وفي الأدب المسيحي اتخذ المصطلح إسما لمسكن الإله والكائنات السماوية المباركة الإلهية المخلوقة من نور نقي والتي تشكل مصدرا للضوء والخلق، وللإشارة، فحسب الخاتمة النهائية لفردوس "دانتي" فإن هذا الأخير يزور الإله في سماء السماوات. 

وتستخدم هذه الكلمة كاسم وصفة في آن واحد، ويدل المصطلحان العلميان "الإمبريوما" و "الإمبيريوماتيك" على الرائحة المميزة لاحتراق أو تفحم المواد الحيوانية أو الخضروية واللذان ينبعان من نفس الأصل الإغريقي.
المرجع:

الماكروكوسم و الميكروكوسم

رسم توضيحي "لروبرت فلود" للرجل باعتباره صورة مصغرة داخل العالم الشامل ويذكر "فلود" أن الإنسان بالنسبة لنفسه عبارة عن عالم خاص قائم الذات يطلق عليه "الميكروكوسم" حيث يعرض نموذجا مصغرا لجميع أجزاء الكون، وبالتالي يرتبط الرأس بالإمبريال والصدر بالسماء الأثيرية والبطن بالمادة الأولية.

يشير هذا المصطلح إلى رؤية محددة للكون حيث الجزء (ميكروكوسم) يعكس كامل (الماكروكوسم) والعكس صحيح. إنها ميزة "حاضرة في كل مدارس الفكر السرية"، ووفقا للعالم "بيار أ. ريفارد"، ترتبط هذه الميزة بشكل وثيق "بالهرمسية" وترتكز على ممارسات من قبيل "علم التنجيم" و "الخيمياء" و "الهندسة المقدسة"، مع فرضيتها "كما في الأعلى، في الأسفل". 

في وقتنا الراهن تم استيعاب مفهوم "الميكروكوسم" من قبل علم الاجتماع ليعني جماعة صغيرة من الأفراد الذين يمتازون بسلوك نموذجي بالنسبة للجسم الاجتماعي الأكبر الذي يشملهم، لذا يمكن النظر إلى "الميكروكوسم" كنوع خاص من "الإبيتوم". وعلى النقيض، "فالماكروكوسم" هو ذلك الجسم الاجتماعي المكون من مركبات أصغر. وفي الفيزياء، يصف مقياس الثبات نفس الظاهرة، على الرغم من أن الكون ككل ليس ثابتا ماديا وفقا للفهم الحديث، ومهما يكن من أمر، فمقياس الثبات يظهر في بعض الأنظمة الفيزيائية مثل الانفصال الكهربائي. 

وقد بدأ هذه النظرية "فيثاغورس" الذي رأى الكون والجسم وحدة متناغمة. وقد شرح هذا الارتباط في مفهومه للميكروكوسم والماكروكوسم.
المرجع:

بانبدجيت


بانبدجديت (بانبدجيت) هو إله كبش تمركزت عبادته في "منديس" (تل الربع)، وكان "خنوم" هو الإله الذي يقابله في مصر العليا. 

وكانت زوجة "بانبدجيت" هي "حات محيت" (من تتقدم الأسماك) والتي كانت معبودة "منديس" الأصلية ربما، وكان من ذريتهما "حورس الطفل" (هربوقراط) وقد شكلوا جميعا "الثالوث المنديسي". 

ومن الناحية الإيتيمولوجية كانت كلمتا "الكبش" و "الروح" تنطقان بنفس الشكل لدى المصريين القدماء ولهذا اعتبرت الأكباش المعبودة مظاهر للآلهة الأخرى في نفس الوقت. 

وعادة ما كان يصور الإله المقرن "بانبدجيت" بأربعة قرون كتمثيل"للأرواح الأربعة لإله الشمس"، وربما ارتبط كذلك بالآلهة الأربعة الأولى التي حكمت مصر (أوزيريس، جب، شو، ورع-أتوم) مع مزارات غرانيتية كبيرة لكل منها في حرم "منديس". 

ويصف كتاب "البقرة السماوية" "كبش منديس" كتكوين "لجزء من روح "أوزيريس" (با) (وهي كل ما يجعل الفرد متميزا و متفردا عن غيره من الناس على غرار مفهوم الشخصية) لكنه لم يكن ارتباطا حصريا، فهناك قصة تؤرخ "للمملكة المصرية الحديثة" تصف "بانبدجيت" ككائن يستشار من قبل "المحكمة الإلهية" للفصل بين "حورس" و "ست"، لكنه يقترح أن تحل "نيث" محله كنوع من الدبلوماسية، إلا أن الخلاف يستمر، فيقترح "بانبدجيت" أن يعطى العرش "لست" باعتباره الأخ الأكبر. 

وفي مصلى في معبد "الرامسيوم" تسجل لوحة تذكارية كيف أخذ الإله "بتاح" شكل "بانبدجيت" متطلعا لاكتساب فحولته، وذلك ليكون له الامتياز مع المرأة التي ستحبل ب "رمسيس الثاني".
المرجع:

السبت، 2 نوفمبر 2019

حيسيد



حيسيد חֶסֶד (ومرومنة بمصطلح Hesed) هي كلمة عبرية، في معناها الإيجابي، تستعمل الكلمة للتعبير عن العطف والحب بين الناس وعن تقواهم للإله وكذلك عن محبة الإله ورحمته للإنسانية، وفي كثير من الأحيان تستعمل في المزمور بمعنى آخر، حيث تترجم تقليديا إلى "العطف المحب" في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس. 

وبطريقة مماثلة تستعمل كلمة "حيسيد" في الثيولوجيا اليهودية للدلالة على محبة الرب "لبني إسرائيل"، وفي فلسفة الأخلاق اليهودية تستعمل بمعنى الحب والإحسان بين الناس، وفي المعنى الأخير "للإحسان" تعتبر "حيسيد" مساهمة في "التيكون أولام" (إصلاح العالم) كما تعتبر أساسا لعدة وصايا دينية مورست من قبل اليهود التقليديين، خاصة الوصايا المرتبطة بالعلاقات الشخصية. 

"الحيسيد" كذلك واحدة من "السيفيروت" العشر في شجرة الحياة القابالية، وترتبط هنا بالعطف والمحبة، وهي أولى السمات الانفعالية في "السيفيروت". 

وبالتمحيص في الإيتيمولوجيا والترجمات التي أعطيت للكلمة، نجد الجذر "حيسيد" يحمل معنا أوليا "الرغبة الحريصة والمتحمسة" ويستعمل بمعنيين "طيبة، خير" و "عار، ازدراء". والإسم "حيسيد" يرث كلا المعنيين، فهو من ناحية "التحمس، الحب، الطيبة تجاه شخص ما" ومن الناحية الأخرى "التحمس، الحماسة ضد شخص ما، الحسد، التوبيخ"، وتستعمل إيجابيا للتعبير عن الخير المتبادل، الرحمة أو الشفقة بين الناس، وتقوى الناس تجاه الإله، وكذلك النعمة، وفضل الإله ورحمته للناس. 

وقد ذكرت الكلمة 248 مرة في التناخ، وفي معظم الحالات (وهي 149 مرة) تترجم الكلمة في "نسخة الملك جيمس" إلى "رحمة"، تليها "السبعونية" حيث ترجم إلى "إليوس" (تجسيد لمعاني الشفقة والرحمة والرأفة والتعاطف)، وترجماتها الأقل شيوعا هي "الطيبة" (40 مرة)، "العطف المحب" (30 مرة)، "الصلاح" (12 مرة)، "بعطف" (5 مرات)، "رحيم" (4 مرات)، "الفضل" (3 مرات)، و "الخير" و "اللطف" و "الشفقة" (مرة لكل كلمة)، ويوجد مثالين فقط للإسم بمعناه السلبي في النص، "التوبيخ" في "المزمور 57"، و "شيء شرير" في "سفر اللاويين الإصحاح 20". 

واستمدت ترجمة "louing kindnesse" في نسخة الملك جيمس من "إنجيل كوفيردال" لسنة 1535، وهذه الترجمة المحددة تستعمل خصيصا "لحيسيد" بمعنى موقف "يهوه" (الرب) الحميد أو "إلوهيم" (الإله) تجاه المختارين من لدنه، وقد ذكرت في المقام الأول في "المزمور" (23 مرة) وكذلك في "الرسل": 4 مرات في "سفر إرميا" ومرتان في "سفر أشعياء" ومرة واحدة في "سفر هوشع"، وبينما تعتبر "العطف المحب" مهجورة الآن نوعا ما، فإنها تبقى جزءا من الترجمة التقليدية للمزمور في الترجمات الإنجليزية للكتاب المقدس، وهناك ترجمات أحدث تستعمل "الحب الراسخ" بينما تستعمل نسخة الملك جيمس "العطف المحب". 

ولدى السبعونية "mega eleos" (رحمة عظيمة) ترجمت في اللاتينية إلى misericordia، وكمثال على استعمال "حيسيد" في المزمور ينظر إلى ظهورها البارز في مقدمة "المزمور 51" " חָנֵּנִי אֱלֹהִים כְּחַסְדֶּךָ "كن رحيما بي ـ إلوهيم ـ بـ [ حيسيد ] ـك" (الترجمة العربية الأكثر شيوعا: ارحمني يا الله حسب رحمتك) ويناظر هذه الجملة: 

ـ في السبعونية: ἐλέησόν με ὁ θεός κατὰ τὸ μέγα ἔλεός σου. 

ـ في الفولغاتا: Miserere mei, Deus, secundum misericordiam tuam. 

ـ في إنجيل ويكليف (1382-1395): God, haue thou merci on me; bi thi greet merci. 

ـ في إنجيل كوفيردال: Haue mercy vpon me (o God) after thy goodnes. 

ـ في نسخة الملك جيمس (1611): Haue mercie vpon mee, O God, according to thy louing kindnesse. 

ـ في نسخة الملك جيمس (1769) والنسخة المراجعة (1885) والنسخة الأمريكية القياسية (1901): Have mercy upon me, O God, according to thy lovingkindness. 

ـ في ترجمة "يونغ" الحرفية (1862): Favour me, O God, according to Thy kindness. 

ـ في النسخة القياسية المراجعة (1952): Have mercy on me, O God, according to thy steadfast love. 

ـ وفي النسخة القياسية المراجعة الجديدة (1989): Have mercy on me, O God, according to your steadfast love. 

ويستعمل "الحب" في اليهودية عادة كترجمة إنجليزية أقصر "لحيسيد"، وقد اقترح المنظر السياسي "دانيال ألعيزر" بأن "حيسيد" لا يمكن أن تترجم بسهولة إلى الإنجليزية، فهي تعني شيئا من هذا القبيل: "محب الالتزام بالعهد" وتشتمل الاقتراحات الأخرى على "النعمة" و "التعاطف". 

وبالعروج على الفلسفة الأخلاقية اليهودية، فإن "حيسيد" تعتبر في الأدب الموسوي التقليدي (الأدب الأخلاقي) إحدى الفضائل الأولية، فالحاخام التنائيمي "شمعون العادل" درّس بأن "العالم يتوقف على ثلاثة أشياء: التوراة، خدمة الرب، والعطف المانح" 'من كتاب: فصول الآباء) و "حيسيد" هنا هي الفضيلة الأخلاقية الأساسية. 

وبيان "الحاخام شملاي" في التلمود يعلن أن "التوراة تبتدئ ب 'الحيسيد' وتنتهي ب 'الحيسيد'". وقد يفهم من هذا أن "التوراة كلها توّصف بالشيسيد، فهي تحدد رؤية للحياة المثالية التي تتجلى أهدافها السلوكية في الرحمة والتعاطف". وبدلا من ذلك، قد تلمح إلى فكرة بأن منح التوراه في حد ذاته هو الفعل الجوهري "لحيسيد". 

وفي المقالة القابالية "لموشيه كوردوفيرو" بعنوان "نخلة دبورة" نجدها تعكس بعض تجليات "حيسيد" على النحو الآتي: 

ـ الحب المطلق للإله بحيث لا يتخلى امرؤ عن خدمته لأي سبب من الأسباب. 

ـ تزويد الأطفال بكل ضرورات إعالتهم ومحبتهم. 

ـ تختين طفل. 

ـ الإشفاق على المسكين. 

ـ تقديم الضيافة للغرباء. 

ـ حضور الجنازات. 

ـ إحضار العروس إلى "الخوباه" في حفل الزفاف. 

ـ السعي للسلام بين رجلين. 

والشخص الذي يجسد "حيسيد" يعرف ب "حاسيد" (hasid، חסיד) وهو المخلص للعهد والذي يمضي "ذهابا وإيابا فوق ما يطلب منه عادة"، وهناك عدد من المجموعات عبر التاريخ اليهودي ركزت على المضي "ذهابا وإيابا" أطلقت على نفسها إسم "الحاسيديم"، هذه المجموعات تضمنت "الحاسيديين" في "عصر الهيكل الثاني"، و "الحاسيديم الميمونيين" في مصر وفلسطين القروسطيتان، و "الحاسيديم الأشكناز" في أوروبا القروسطية، و "حركة الحاسيديم" التي ظهرت في القرن الثامن عشر في أوروبا الشرقية. 

وقد تأخذ חסד في العبرية الحديثة المعنى العام "للشفقة"، و "المؤسسة الحيسيدية" في اليهودية الحديثة قد تشير إلى أية منظمة خيرية تدار من قبل أفراد أو مجموعات يهودية متدينة، فالمنظمات الخيرية التي توصف "بالمؤسسات الحيسيدية" تشمل: 

ـ منظمات "البيكور خوليم" ביקור חולים; (عيادة المريض): والمخصصة لعيادة المرضى والاعتناء بهم وبأقاربهم. 

ـ "الجيماش" גמ"ח (أفعال الخير): وهي مؤسسة مخصصة "للجيميلوت حاساديم" (توفير العطف والإحسان) وذلك عادة من خلال توفير القروض المجانية أو التخلي عن أنواع معينة من المتعلقات الشخصية (اللعب، الملابس، المعدات الطبية، وما إلى ذلك). ومثل هذه المنظمات عادة ما يطلق عليها إسم مختصر ل "الجيميلاس حاساديم" من قبيل "جيماش" أو "جمش" وقد يكون للمجتمع العشرات من منظمات الجيماش الفريدة (وربما المتداخلة فيما بينها). 

ـ منظمات التوعية اليهودية الأرثذوكسية "الكيروف" קירוב , קֵרוּב (التقريب): وهي منظمات صممت من أجل زيادة الوعي اليهودي وسط اليهود غير المتدينين، والتي قد يعتبر نشاطها هذا نوعا من "العطف". 

ـ "هاتزولاه" הצלה (الغوث أو الإنقاذ): المنظمات بهذا الإسم توفر عادة خدمات مجانية في الإيفادات الطبية المستعجلة وسيارات الإسعاف (التقنيون الطبيون الاستعجاليون والباراميديك). 

ـ "شيفرا كاديشا" חֶבְרָה קַדִישָא (المجتمع المقدس): وهي المنظمات التي تقدم الرعاية الدينية للأموات، وغالبا ما تقدم المساعدة اللوجستية لعائلات الموتى فيما يتعلق بالتشريح، ونقل الجثامين، والأسفار العائلية المستعجلة، والجنازات، وإدارة بيت "الشيفا" שבעה (فترة الحداد التي تمتد لأسبوع في اليهودية للأقارب من الدرجة الأولى)، ورعاية المشيعين. 

ـ "الشافيريم" חברים‎ (الأصدقاء): من خلال إسمها فإن هذه المنظمات توفر العون الطرقي والمساعدات المستعجلة فيما يخص المشاكل الهيكلية أو الميكانيكية في المساكن. 

ـ "الشومريم" שמירה‎ (مجموعات مراقبة الأحياء السكنية): أو مجموعات الحراس أو مجموعات مراقبة المجتمع. 

وبالعودة إلى القابالا فسمات الفطنة تعتبر السمات الثلاث الأولى من "السيفيروت" العشر، وأولى هذه السمات هي "سيفيرا الحيسيد"، حيث تتموضع هذه السمة في شجرة الحياة القابالية أسفل "الحوخما" ومقابلة ل "الجفوراه" وفوق "نتزاح"، وتعطى لها في الغالب أربعة طرق: إلى الحوخما، الجفوراه، التيفيريت، والنتزاح (وبعض القاباليين يضعون طريقا من "حيسيد" إلى "بيناه" كذلك). 

وينص "البحير" على ما يلي: "ما هي الكلمة الرابعة؟ إنها صلاح الرب، رحمته وعطفه على كل العالم، إنها يد الرب اليمنى". فتبرهن "الحيسيد" على الإله المطلق غير محدود الخير والعطف. 

والنظام الملائكي لهذا النطاق ـ نطاق حيسيد ـ هو "الحاشماليم" يحكمه رئيس الملائكة "صدقائيل" وتتمثل "الكليفاه" المعادية لهذا النظام في النظام الشيطاني "جامشيكوث" الذي يحكمه رئيس الشياطين "عشتاروث".
المرجع:

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...