الخميس، 27 فبراير 2020

تيفيريت

تيفيريت (الجمال، بالعبرية: תִּפְאֶרֶת) وتنطق كذلك "تيفاريت"؛ "تيفيريث"، وهي السيفيرا السادسة في شجرة الحياة القابالية، ولديها ارتباط كبير بالروحانية والتوازن والتكامل والجمال والمعجزات والشفقة. وتعني تيفيريت في العبرية "المجد" أو "الفخامة". 

وينص "البحير" على أن: "السادسة هي العرش المزخرف المجيد المبهج للمجد، بيت العالم القادم، مكانه محفور في الحكمة كما قال الرب: ليكن هناك نور، فكان هناك نور". 

تيفيريت هي القوة التي تدمج سيفيرا الحيسيد (الرحمة) وغفوراه (القوة أو القضاء ـ دين)، وهاتان القوتان هما على التوالي، توسعية (إعطاء) وتقييدية (تلقي)، وأي واحدة منهما بدون الأخرى لا يمكن أن تعبر عن تدفق الطاقة الربانية، ويجب أن تكونا متوازيتان بنسبة مثالية من خلال موازنة التعاطف مع الانضباط، ويمكن رؤية هذا التوازن في دور تيفيريت؛ حيث يتم تنسيق القوى المتعارضة، ومن ثم خلق الزهور. وتوازن تيفيريت كذلك بين نتزاح و هود بطريقة مماثلة، وفي هذه الحالة يمكن اعتبار هود بمثابة العقل ونتزاح بمثابة العاطفة. 

واسم الرب المرتبط بتيفيريت هو "يهوه إلواه فادعات" ورئيس الملائكة في هذا المجال هو روفائيل، و "الميلاخيم" (الملوك) هو النظام الملائكي المرتبط بتيفيريت، والشمس هي التوافق الكوكبي / الفلكي لتيفيريت، وتمثل "كليفاه" تيفيريت النظام الشيطاني ثاغيريون يحكمها رئيس الشياطين بلفيغور، والرمز المرتبط بهذا النطاق هو "الملك المهيب". 

وتحتل تيفيريت كذلك مكانا على العمود الأوسط، ويمكن اعتبارها انعكاسا أدنى لكيتير، وكذلك انعكاسا أعلى "لياسود" و "ملكوث"، وترتبط تيفيريت بالشمس، وبالتالي فإنها تأخذ مكانا مركزيا في الوجه السفلي لشجرة الحياة بنفس الطريقة التي تكون بها الشمس في مركز النظام الشمسي، وهي ليست مركز الكون كما هو الحال بالنسبة لكيتير، لكن بدلا من ذلك هي مركز نظامنا الفلكي المحلي، ورغم ذلك فإن الشمس هي التي تعطي الضوء والحياة على الرغم من أنها لم تخلق نفسها، ويمكن اعتبار تيفيريت كاستعارة لهذه السمات نفسها. 

وتيفيريت فريدة من نوعها وسط السيفيروت لأنها متصلة بها جميعا (باستثناء ملكوث) عبر المسارات الذاتية، سواء كانت واعية أو أقل وعيا، ويشير موقعها لأسفل الوسط بين كيتير و ياسوود بالنسبة للعديد من القباليين إلى تحويل السيفيروت بين شكل "الياسود" والقوة "كيتير"، وبتعبير آخر، كل التقاطعات عبر المسار الأوسط لتيفيريت تؤدي إلى انعكاس قطبي، ويميل قانون الحفظ؛ الساري في كل من الطاقة والكتلة؛ إلى تأكيد ذلك في جميع حالات تحويل الطاقة، حيث قد يحدث في نقل الهدايا والأمتعة من الآباء إلى أولادهم، فالتضحية ضرورية هنا لولادة شكل جديد. 

تيفيريت هي منتصف الشجرة ويحيط بها خمسة من السيفيروت، أعلاها حيسيد في اليمين (الجنوب) وغفوراه من اليسار (الشمال) وأدناها نتزاح في اليمين وهود في اليسار، وتقع ياسوود أدناها مباشرة، وهؤلاء الستة يشكلون معا كيانا واحدا هو "الزير أنبين"؛ النظير المذكر للسيفيرا المؤنثة ملكوث، وفي سياقات معينة، تمثل تيفيريت وحدها جميع سيفيروت "الزير أنبين" لذا فالشجرة بأسرها تظهر بخمس سيفيروت فقط هي الكيتير؛ حوخماه؛ بيناه؛ تيفيريت؛ وملكوث. 

وفي كل من شجرة الحياة اليهودية وشجرة الحياة الهرمسية لدى تيفيريت ثمانية مسارات تؤدي (عكس اتجاه عقارب الساعة) إلى كيتير (عبر دعات) و بيناه و غفوراه وهود و ياسود و نتساح و حيسيد وحوخما. 

ويمكن أن تكون تيفيريت أيضا تحريفا لكلمة "تيفاره" وفي اللغة العبرية الحديثة المستخدمة في إسرائيل تترجم إلى "المجد" (من الإله ـ إلوهيم ـ أدوناي).
المرجع:

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...