ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف على هذه الثقافة من خلال القطع الأثرية والجثامين المحنطة المنتشرة في التربة الصقيعية بجنوب سيبيريا؛ وتحديدا في المنطقة المتواجدة بين جبال ألتاي وكازاخستان ومنغوليا. وكانت الجثامين المحنطة تدفن داخل تلال طويلة، وتم العثور على هذه المدافن في هضبة أوكوك إضافة إلى عدة قطع أثرية دلت بشكل واضح على الازدهار الذي شهدته هذه الحضارة خاصة بفضل قربها الجغرافي من الطرق التجارية، ويعتقد أن أفراد هذه الثقافة قد عاشوا حياة شبه حربية، وسبقت ثقافة بازيريك في المنطقة ثقافة أرزان.

ولم يتم العثور على مواقع معروفة للمستوطنات المرتبطة بالمدافن، مما يشير إلى نمط حياة بدوي بحت. وبفضل طبقة واقية من الجليد استطاعت بعض المقابر ولاسيما تلك التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد أن تظل بمعزل عن التغيرات المناخية الخارجية، حيث حافظت هذه الطبقة على المواد العضوية للجثامين بشكل جيد، وقد ضمت هذه الجثامين الخيول ورجلا محنطا كان جسده مغطى بوشوم على شكل حيوانات، وشملت المنسوجات التي انتشلت من المنطقة أقدم سجادة صوفية معقودة معروفة وأقدم قماش حريري صيني مطرز، وقطعتين من القماش الفارسي المنسوج، ويسود اللون الأحمر والمغري على هذه المشغولات كما تضمنت مواضيعها الرئيسية صور فرسان وأيائل إضافة إلى حيوان الفتخاء الأسطوري، كما كانت الملابس سواء تلك المصنوعة من اللباد أو الجلد أو الفراء مزخرفة ببذخ.

واحتوت أعنة الخيول كذلك على تصميمات حيوانية وكانت مرصعة بزخارف خشبية موشاة برقائق ذهبية، وتم تزويد بعض الخيول بأقنعة جلدية صممت لتماثل بعض الحيوانات خاصة الأيائل أو الكباش، كما جذبت تصاميم المواكب الحيوانية الآشورية الأخمينية إعجاب أفراد المنطقة وبرزت في فنونهم وتصاميمهم.

وتنتشر مشاهد العراك بين الحيوانات اللاحمة والعاشبة بشكل لافت في فنون هذه الثقافة، وكشفت البيانات الجينية ارتباط سكان هذه الثقافة جينيا بالثقافات السكيثوسيبيرية والمجموعات المحلية من جنوب سيبيريا، وقد هيمن الاتحاد الكونفدرالي لشعوب شيونغنو في وقت لاحق على هذه المنطقة.

المرجع:

https://en.wikipedia.org/wiki/Pazyryk_culture#External_links