هو شخصية شريرة في علم الأخرويات الإسلامي يشبه أنتيخريستوس في المسيحية والذي سيتظاهر بأنه المسيح الموعود قبل حلول يوم القيامة وفقا للرواية الإسلامية الأخروية. لم يرد ذكر المسيح الدجال في القرآن لكنه ذكر بإسهاب في الأحاديث النبوية.
وكما هو الحال في المسيحية، يقال أن الدجال سيظهر في الشرق رغم اختلاف المصادر الإسلامية حول الموقع تحديدا، وسيقلد المعجزات التي أتى بها المسيح من قبل مثل شفاء المرضى وإحياء الموتى بمساعدة الشياطين، وحسب الرواية الإسلامية، ينخدع بالدجال كثير من النساجين والسحرة والهجناء وأبناء البغايا.
نظرة عامة:
كما سبقت الإشارة فإن الدجال سيظهر في الشرق، وهناك عدة مواقع مرتبطة بظهوره هناك، وعادة ما يوصف بأنه رجل أعمى بعين واحدة، رغم أن مسألة العمى مختلف عليها، وعلى كل حال تكون كلتا عينيه معيبتين حيث تكون إحداهما مطفأة تماما بينما الأخرى جاحظة. ويجوب الدجال العالم كله ويدخل كل أرض ماعدا مكة والمدينة، وباعتباره مسيحا كاذبا، فإن كثيرا من الناس سينخدعون به وينضمون إليه، ومن ضمنهم اليهود والبدو والنساجون والسحرة واللقطاء، كما سيساعده جيش من الشياطين، ويكون اليهود أكثر مؤيديه. سيكون بمقدور الدجال إتيان الخوارق والمعجزات وإنبات الأراضي الجدباء وإيقاف حركة الشمس، وستشبه بعض معجزاته معجزات المسيح، وفي النهاية سيهزم المسيح الحقيقي المسيح الدجال ويقتله بمجرد أن ينظر إليه، ووفقا لبعض الروايات، يغمد سيفا في جسده. تبقى طبيعة الدجال غامضة رغم أن السلف يعتبرونه بشريا، إلا أنه اعتُبر شيطانا في شكل بشري كذلك في التقليد الإسلامي.
الدجال عند المسلمين السنة:
يؤكد المسلمون السنة أن الدجال رجل بشري، وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما، اليوم الأول كسنة والثاني كشهر والثالث كأسبوع وسائر أيامه كالأيام العادية، وبعد فترة من ظهوره، سينزل المسيح الحقيقي عند مئذنة بيضاء إلى الشرق من دمشق، ويعتقد أن هذه المئذنة تقع في الجامع الأموي، وينزل من السماء مرتديا ثوبين خفيفين مصبوغين بالزعفران ويداه على أكتاف ملاكين، وعندما يخفض رأسه سيبدو كما لو أن الماء يتدفق من شعره وعندما يرفعه سيبدو كما لو أن شعره مرصع بلآلئ فضية اللون، وكل غير مسلم يتنشق أنفاسه يموت في الحين. ووفقا للأحاديث، سيطارد المسيح الحقيقي المسيح الدجال إلى باب لد حيث يأسره ويقتله ثم يكسر الصلبان ويقتل الخنازير ويلغي الجزية ويقيم السلام بين الأمم.
الدجال عند الشيعة الإثناعشرية:
يرى الشيعة الإثناعشرية أن من علامات ظهور المهدي الذي يعتبرونه إمامهم الثاني عشر هو ظهور الدجال، وسيدعي الدجال الألوهية أمام أتباعه بينما هو رجل أعور ذو حاجات بشرية، والله منزه عن النقائص والحاجة، وقد حذر الرسول أصحابه ومؤمنيه بشدة من هذا الادعاء المخادع، وحسب بعض الروايات الشيعية فإن الدجال سيولد في قوص المصرية وستمضي ثلاثين سنة قبل أن يعلن ظهوره، ويقول الشيعة أن المسيح سينزل عند باب دمشق الشرقي، وفي اليوم الأول لظهور الدجال سيتبعه سبعون ألفا من اليهود يرتدون قبعات خضر، وسيعتبرونه منقذهم الموعود الموصوف في كتبهم المقدسة، ويروي جعفر الصادق أن معظم أتباع الدجال هم أولاد زنا وسكيرون ومغنون وموسيقيون وبدو ونساء. وسيجول الدجال في جميع أرجاء الأرض ما عدا مكة والمدينة، وسيتحكم في الأرض ويخرج كنوزها ويجعلها تنبت ويجعل الأنهار تتدفق فيها وسيتحكم حتى في الجبال والغيوم والرياح فيزداد أتباعه إلى أن يعلن لهم في الأخير ألوهيته، وقبل ظهوره بخمس سنوات يكون هناك قحط كبير تهلك بسببه ذوات الأظلاف، ثم يواجه العالم مجاعة كبيرة عند ظهوره وسيكون لديه الطعام والماء فيتبعه كثير من الناس من أجل بعض الطعام والماء، وسينشر القهر والطغيان في كل مكان ومن يتبعه يكفر ومن ينكره ينجو.
وعند خروج المهدي سيوكل المسيح للقضاء على الدجال عند باب لد، وبمجرد أن يراه الدجال يذوب مثل الرصاص أو الملح وعندما يعود المسيح يجعل المهدي إماما عليه وعلى سائر المسلمين في الصلاة. ويروي محمد الباقر أنه في وقت الدجال سيكون أكثر الناس لا يعرفون الله مما يسهل على الدجال ادعاء الألوهية.
المرجع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق