الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

هايمر

الملك "هايمر" و "أسلوج" (1856) من قبل "أوغوست مالمستروم" (1829-1901).


أو "هاما" Háma بالإنجليزية القديمة، و "هيمر" أو "هايمر" Heimir بالنوردية القديمة، و "هايم" Heime بالجرمانية، كان بطلا جرمانيا أسطوريا ظهر في الحكايات غالبا إلى جانب صديقه "وودجا" Wudga، وقد ذُكر في القصائد الأنجلوسكسونية "بيوولف" Beowulf و "ويدسايث" Widsith وفي أساطير "ثيودريك العظيم" Þiðrekssaga وفي الملاحم الجرمانية كملحمة "موت ألفارت" Alpharts tod. 

ونظرا لأن قصة "وودجا" صديق "هاما" تستند إلى بطل قوطي يدعى "فيديجوا" Vidigoia، فمن المرجح أن يكون "لهاما" أصل مماثل، وتتحدث القصيدة الأنجلوسكسونية "ويدسايث" عن "هاما" و "وودجا" كمحاربين قوطيين يقاتلان ضد "الهون" في غابات "فيستولا" Vistula (أو "غوثيسكاندزا" Gothiscandza التي تعتبر ـ حسب المؤرخ القوطي "يوردانيس" ـ أول منطقة أقام فيها القوط بعد هجرتهم من "سكاندزا" أو "الجزيرة العظيمة" Scandza؛ أو "إسكندنافيا" بالمفهوم المعاصر) حيث أقام القوط في بادئ الأمر، وفي وقت لاحق من تعاقب الأساطير، ارتبط ذكر البطلين بالملكين القوطيين "أرماناريك" (حوالي 291-376) و "ثيودريك العظيم" (454-526)، وتلاحق ذكرهمها كخائنين كما هو الحال في أساطير "ثيودريك العظيم". 

ووفقا "لبيوريكساجا" كان اسم "هاما" في الأصل "ستوداس" Studas على إسم والده، ومع ذلك غُير اسمه إلى "هاما" أو "هايم" لأنه بدا شرسا ومتجهما كتنين، وفي النسخ الجرمانية فإنه كان قد قتل التنين، ويمتلك "هاما" سلاحا مميزا اسمه "بلوتغانغ" Blutgang وحصانا مشهورا يسمى "ريسبا" Rispa. وعندما كان "ثيودريك العظيم" يبلغ من العمر 12 عاما كان "هاما" يبلغ 17 عاما، وقد غادر هذا الأخير بيته لتحدي "ثيودريك" في مبارزة، وأثناء القتال دُمر سيف "هاما" "البلوتغانغ" وتحطمت خوذة "ثيودريك" وفي الأخير خسر "هاما" المبارزة وأقسم بالولاء "لثيودريك"، وفي وقت لاحق عندما حصل "ثيودريك" على سيف "إكيساكس" Eckesachs أعطى سيفه القديم "ناغرلينغ" Nagerling "لهاما"، ويعتبر "هاما" من رجال "ثيودريك" الإثنا عشر الذين ساعدوه في محاربة "إيسونغ" Isung. 

وفي القصائد الجرمانية اشترى "أرماناريك" ذمة "هاما" فتخلى هذا الأخير عن "ثيودريك" إلا أن ذلك لم يذكر في "البيوريكساجا" لكنه ـ بمعية صديقه "ويدجا" ـ يقاتلان من أجل "أرماناريك"، وذُكر هذا الارتباط بين "وودجا" و "هاما" في "الويدسايث" كذلك، وفي قصيدة "موت ألفارت" أنقذ "هاما" "وودجا" ("فيتيج" Witege) من "ألفارت" Alphart نسيب "هيلدبراند" Hildbrand، وقاتل الاثنان ضد "ألفارت" وأردياه قتيلا. 

وحسب "البيوريكساجا" قضى "هاما" ("هايم" Hieme) سنواته الأخيرة في دير وأطلق على نفسه اسم "لودفيج" Ludwig، وعندما هدد عملاق يدعى "أسبيليان" Aspilian الدير ارتدى "هاما" درعه مرة أخرى وقتل العملاق، وفشل في العودة إلى حياته كراهب لأن "ثيودريك العظيم" اتصل به مجددا وطلب خدماته، ثم يعود "هايم" إلى الدير ليطالب الرهبان بالضرائب وعندما لا يحصل على شيء يقتل كل راهب بداخل الدير ويحرقه، ثم يضطر إلى محاربة عملاق آخر لكنه يخسر النزال ويُقتل وينتقم "ثيودريك" من العملاق، ووفقا لمصادر جرمانية يدفن "هايم" بالقرب من "إنسبروك" Innsbruck ـ عاصمة ولاية "تيرول" النمساوية ـ بالقرب من دير يدعى "فيلتن" Wilten. 

وذكر "هيمر" في القصيدة الإيدية نبوءة "غريبير" "غريبيسبا" Grípisspá والقصيدة النوردية القديمة "جولة برينهايلد" Helreið Brynhildar وملحمة "فولسونغ" Völsunga saga، ورغم أنه يختلف عن "هيمر" المذكور في الروايات السابقة فقد ظل الاعتقاد سائدا أنهما نفس الشخص، وبناء على ذلك فإن "هايمر" هو ملك "هليمدالير" Hlymdalir خال "برينهايلد" وزوج ابنة هذه الأخيرة وأيضا الأب بالتبني "لأسلوغ" Aslaug ابنة "برينهايلد" من "سيجورد" أو "سيجفريد" (Sigurd / Sigffried)، وعندما عزم البورغنديون على قتل الطفلة الصغيرة "أسلوغ" أبقاها "هايمر" مخبأة في قيثارة له وتجول كمنشد حتى وصل إلى "سبانجيريد" Spangereid في النرويج حيث قُتل خلال نومه على يد "آكي" Áki و "جريما" Grima اللذين اعتقدا أنه يخفي أشياء ثمينة الجنك أو قيثار الهارب، وستكبر "أسلوج" هذه وستصبح إحدى زوجات حاكم الفايكينغ الأسطوري "راغنار لوثبروك" في أسطورة أخرى.
المرجع:
https://en.wikipedia.org/wiki/H%C3%A1ma#King_Heimir

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...