الأحد، 8 ديسمبر 2019

سوبارتو

أرض الشرق الأدنى القديم (الألف الرابع قبل الميلاد) وموضع "سوبارتو" الافتراضي.


تم ذكر أرض "سوبارتو" (بالأكادية "سوبارتوم" / "شوبارتوم" "إينا سو-با-ري"، بالأشورية "مات سوباري") أو "سوبار" (بالسومرية "سو-بير" / "سوبار" / "شوبور") في أدب العصر البرونزي، ويظهر الإسم أيضا على شكل "سوباري" في رسائل تل العمارنة وعلى شكل "شبر" في "أوغاريت". 

وكانت "سوبارتو" على ما يبدو مملكة في "ميسوبوتاميا" العليا عند دجلة العليا وبعد ذلك تمت الإشارة إلى منطقة في "ميسوبوتاميا" بهذا الإسم، ويقترح معظم العلماء أن "سوبارتو" هو الإسم المبكر "لأشور" على نهر دجلة وغربها، على الرغم من وجود نظريات أخرى مختلفة تجعلها في بعض الأحيان أبعد قليلا في اتجاه الشرق أو الشمال، ولم يتم تحديد موقع "سوبارتو" بدقة، ومن وجهة نظر الإمبراطورية الأكادية ميزت "سوبارتو" بالنطاق الجغرافي الشمالي، تماما مثلما ميزت أرض "العموريين" و "سومر" و "عيلام" النطاقات الغربية والشرقية والجنوبية على التوالي. 

وغالبا ما يعتبر إسم "سوبارتو" مصدرا أو حتى مرادفا لمملكة "شوبريا" اللاحقة المذكورة في سجلات القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ومع ذلك، كان من الواضح أن إسم "شوبريا" استخدم لوصف منطقة مختلفة تتوافق مع شرق الأناضول الحديث والمرتفعات الأرمنية، ويبدو أن الشوبريين كانوا جزءا من التكوين العرقي للشعب الأرمني. 

وتسرد الملحمة الأسطورية السومرية "إنمركر" وملك "أرتا" قوائم البلدان حيث "اللغات مختلطة" مثل "سوبارتو" و "خمازي" و "سومر" و "أوري-كي" (أكاد) وأرض "مارتو" (العموريين). 

وبالمثل، فإن الإشارات الأولى إلى "الأرباع الأربعة" من قبل ملوك "أكاد" تضمنت "سوبارتو" كواحدة من هذه الأرباع حول "أكاد" إلى جانب "مارتو" و "عيلام" و "سومر"، ويبدو أن سكان "سوبارتو" في النصوص الأولى كانوا مزراعين مقيمين في الجبال وغالبا ما كانوا يشنون غارات للحصول على عبيد. 

وقيل أن "إياناتوم" ملك "لجش" قد دمر "سوبارتو" أو "شوبور" وكانت مقاطعة خاضعة للإمبراطور "لوغال أني موندو"، وفي حقبة لاحقة قام "سرجون الأكادي" بحملة ضد "سوبار" وحدد حفيده "نارام-سين" "سوبار" مع "أرماني" والتي عرفت "بحلب"، وكانت من بين الأراضي الخاضعة لسيطرته، وأعلن "إشبي إيرا" ملك سلالة "سين" وكذلك "حمورابي" انتصاراتهما على "سوبار". 

وتشير ثلاث رسائل من رسائل تل العمارنة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ـ المراسلات المسمارية الأكادية إلى مصر ـ إلى إسم "سوباري" كموقع جغرافي، وجميعها كانت موجهة إلى "أخناتون" وفي اثنين منها كان "ريب-حدا" ملك "بيلبوس" (جبيل) يشكو "عبدي عشيرتا" ملك العموريين باع أسرى "لسوباري" بينما كانت الرسالة الثالثة من مدينة "عرقاتا" (عرقة) ملمحة أيضا إلى البضائع المنقولة التي تم الاستيلاء عليها من "سوباري". 

وهناك أيضا إشارة إلى "سوبارتو" في قصيدة "إرا" للقرن الثامن قبل الميلاد باعتبارها واحدة من الأراضي التي ضايقت "بابل" 

وزعم بعض علماء المسلمين في العصور الوسطى ـ معتمدين على مصادر أقدم ـ أن شعب "سوبار" (سوبارتو) والأرمن كانوا متشاركين في النسب، ومن بين هؤلاء العلماء الرحالة العثماني ومؤرخ القرن السابع عشر "أوليا جلبي" في أهم أعماله "سياحت نامه" (الكتاب الرابع الفصل 41). وقد تكون "سوبارتو" في النطاق العام لتأثير الحوريين، وهناك العديد من النظريات البديلة التي تربط "سوبارتو" القديمة بواحدة أوأكثر من الثقافات الحديثة الموجودة في المنطقة بما في ذلك الأكراد والأرمن. 
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...