الأحد، 8 ديسمبر 2019

حضارة مجان

اكتشافات أثرية من "تل أبرق" في الإمارات العربية المتحدة.

"مجان" (وكذلك "مكان") هي منطقة قديمة تمت الإشارة إليها في النصوص المسمارية السومرية القديمة حوالي عام 2300 ق.م وكانت موجودة حتى 550 ق.م كمصدر للنحاس والديوريت لبلاد ما بين النهرين. 

ولا يعرف موقع "مجان" على وجه اليقين، ولكن معظم الأدلة الجيولوجية الأثرية تشير إلى أن "مجان" كانت جزءا من الإمارات العربية المتحدة وعمان. ومع ذلك، فإن بعض علماء الآثار يجعلونها في مكان آخر، كما هو الحال في المنطقة اليمنية المسماة "معين"، أو في جنوب مصر العليا، أو في بلاد النوبة والسودان أو كجزء من إيران أو باكستان، وتم تحديد الموقع الأخير، وتحديدا في موقع "بلوشستان" الساحلي بسبب التشابه بين الإسم التاريخي "لبلوشستان" "مكران" و "مكان" الإسم البديل "لمجان". 

وكانت أول الإشارات السومرية لأرض "مجان" وأسيادها (مكّان بالأكادية) خلال فترة أم النار (2600-2000 ق.م). وتشير المصادر السومرية أيضا إلى "تلمون" (التي تم قبولها اليوم باعتبارها مركزا في البحرين الحديثة) وملوحة (يعتقد أنها تشير إلى وادي السند)، ووقعت الحملات العسكرية الأكادية ضد "مجان" في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، ربما بسبب الحاجة إلى التحصينات، وأرخ الملكان "نارامسين" و "مانيشتوسو" على وجه التحديد حملاتهما ضد "أمراء مجان الإثنان وثلاثون". 

وأعطى "نارامسين" لقب "الملك" الأكادي إلى حاكم "مجان" المهزوم، وهذا اللقب يحمل نفس المعنى في اللغة العربية. 

واشتهرت "مجان" ببناء السفن وقدراتها البحرية، وفاخر "سرجون الأكادي" (2371-2316 ق.م) بأن موانئه كانت موطنا لقوارب من "تلمون" و "مجان"، ولم يقتصر خليفته "نارامسين" على احتلال "مجان"، بل شرف ملكها "مانيوم" من خلال تسمية مدينة في بلاد الرافدين باسمه "مانيوم-كي"، وتمت التجارة بين "وادي السند" و "سومر" عبر "مجان" والتي توقفت لاحقا، حيث ادعى "أور-نمو" (2113-2096 ق.م) بأنه "أعاد سفن مجان". 

والاكتشافات الأثرية التي تعود إلى تلك الحقبة تظهر اتساع نطاق التجارة ليشمل علاوة على "وادي السند" و "سومر" "إيران" و "باكتيريا" كما كشفت على ما يعتقد أنه أقدم حالة مسجلة لمرض شلل الأطفال مع وجود علامات مميزة للمرض في هيكل عظمي لامرأة من "تل أبرق"، "أم القيوين" الحديثة. 

وكانت التجارة شائعة بين "مجان" و "أور" قبل حكم الملوك الجوتيين على هذه الأخيرة، وأعاد "أورنمو" من "أور" الطرق واستأنف التجارة بين البلدين (حوالي عام 2100 ق.م).
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...