الأحد، 24 نوفمبر 2019

بيناه



بيناه (بمعنى: الفهم، بالعبرية: בינה) هي "السيفيرا" الثالثة على شجرة الحياة القابالية وتقع أسفل "كيتير" مقابلة "لحوخما" وفوق "جبوراه" مباشرة، وغالبا ما تمنح لها أربعة مسارات: إلى "كيتير"؛ حوخماه؛ جبوراه؛ تيفيريت (بعض القاباليين يضعون مسارا بين "بيناه" و "حيسيد" كذلك). وترتبط "بيناه" باللون الأسود. 

ووفقا "للبحير": "الثالث: (من الكلام) محجر التوراة؛ خزانة الحكمة؛ مقلع روح الرب؛ مجتزأة بروح الرب". يعلمنا هذا أن الإله قد أخرج كل حروف التوراة ونقشها مع الروح وصب أشكاله فيها. 

"بيناه" هي الفهم الحدسي، أو "التفكر". هي أشبه "بقصر المرايا" الذي يعكس نقطة النقاء الخالصة "لحوخما"؛ الحكمة، تزيد وتتضاعف في مجموعة لا حصر لها من الطرق. وبهذا المعنى، هي "المحجر" الذي نحت عليه ضوء الحكمة، إنها الرحم الذي يمنح شكلا لروح الإله. وعلى المستوى النفسي، تعرف "بيناه" "بالحكمة المجهزة"، وتعرف أيضا باسم "الاستنتاج المنطقي"، إنها "دافار ميتوش دافار" ـ فهم الفكرة الواحدة من فكرة أخرى. وبينما "حوخما" هي الفكر الذي لا ينبع من العملية العقلانية (إما أن تكون مصدر إلهام أو تعليم)، فإن "بيناه" هي العملية العقلانية المتأصلة في الشخص الذي يعمل على تطوير فكرة كاملة. 

وترتبط "بيناه" بالمؤنث، وينص "البحير" على أنه: "يجب عليك استدعاء فهم الأم"، وتقضي النصوص اليهودية القديمة بأن "بيناه يتيراح ناتون إيناشيم" (يعطى القدر الإضافي من "بيناه" للنساء). 

وفي شكلها المفصل الكامل، تمتلك "بيناه" جزئين، يشار إلى الجزء الأعلى باسم "إيما إيلاه" (الأم العليا)، في حين يشار إلى الجزء الأدنى باسم "تيفوناه" (الفهم)، ويشار إلى هذين "البارتزوفيم" مجتمعين باسم "إيما" (الأم). 

وفي النص القروسطي "تومر ديفوراه" (تمرة دبورة) أوضح "موسى بن يعقوب كوردوفيرو" الصفات الأخلاقية المرتبطة بكل "سيفيرا" والتي يجب على المرئ أن يحاول التأسي بها، وجعل السمة المتربطة "ببيناه" هي التوبة التامة، لأنه "تماما كما تحلي بيناه كل الشدائد وتزيل مرارتها، ينبغي على المرئ أن يتوب ويصحح كل العيوب". 

وفي الباطنية الغربية ينظر إلى "بيناه" على أنها القوة الخام "لحوخما" وتوجهها إلى أشكال مختلفة من الخلق. فعلى سبيل المثال، في السيارة لديك الوقود والمحرك، فإذا كانت "حوخما" هي الوقود والطاقة النقية، فإن "بيناه" هي المحرك، القابلية النقية، ولا طائل من أحدهما دون الآخر. 

وباعتبارها كائنا نهائيا، وبدلا من "حوخما" كموضوع، فإن دور "بيناه" يشبه دور "شاكتي" في الباطنية الهندية، إنها أنثوية، لإنها تمنح الولادة حرفيا لكل الخلق، وتوفر الرحم الخارق في حين توفر "حوخما" الطاقة الخام. 

واسم الإله المرتبط "ببيناه" هو "يهوه إلوهيم"، ورئيس الملائكة الذي يتزعمها هو "زافيكئيل" ونظام الملائكة المقيم فيها هو "أراليم" (العروش) بينما الكوكب المرتبط بها هو زحل. 

وترتبط "بيناه" أيضا بـ "يوني"؛ الرحم، وببطاقة الكاهنة في التاروت السحري (وفقا للمفتاح التصويري "لآرثر إدوارد وايت" بشأن التاروت). وفي مؤلف "أليستر كراولي" "كتاب 777" ترتبط "بيناه" بكل من "إيزيس" و "كوبيلي" و "ديميتر" و "ريا" والمرأة ومريم العذراء و "جونو" و "حقات" وثلاثة التاروت إلخ. 

وقارن علماء السحر بين "السيفيروت" و "الشاكرات" في الباطنية الهندية، ومن بين هذه المقارنات مقارنة "بيناه" و "حوخماه" مع شاكرا "آجنا" التي تتكون من اتحاد "شيفا" و "شاكتي". 

وفي نقيضها السلبي على شجرة الموت يوجد النظام الشيطاني "ساثارئيل" المحكوم من رئيس الشياطين "لوسيفوجوس روفوكالوس". 

وفي علاقة "بينا" "بشاكتي" و "حوخما" "بشيفا"، تمثل "شاكتي" قوة الحياة المفعمة بينما "شيفا" ميت، عبارة عن جثة هامدة بلا طاقة.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...