الأحد، 21 يوليو 2019

أكا لارنتيا


"أكا لارنتيا" أو "أكا لارنتينا" كانت امرأة أسطورية ولاحقا إلهة في الميثولوجيا الرومانية التي تقيم احتفال "اللارنتاليا" على شرفها في 23 دجنبر من كل سنة.

ففي إحدى التقاليد الأسطورية وأشهرها كانت "لارنتيا" زوجة للراعي "فستولوس"، وبالتالي الأم بالتبني "لرومولوس و ريموس" اللذين قيل أنها أنقذتهما بعد أن ألقي بهما في نهر "التيبر" بأوامر من "أموليوس". وكان "للارنتيا" إثنا عشر إبنا، وبوفاة أحدهم أخذ "رومولوس" مكانه، وبمعية الأحد عشر الآخرين أسس "أخوية أرفال" لذلك عرفت بـ "الديا ديا" في تلك الأخوية، وقد أقام كهنة "كيرينالس" في حكم "رومولوس" طقوسا جنائزية لها باعتبارها أمه الحاضنة. 

ووفقا لتقليد آخر فإن "لارنتيا" كانت فتاة جميلة ذات سمعة سيئة وكانت تقريبا في نفس عمر "رومولوس وريموس"، وفي عهد الملك الروماني "أنكوس ماركيوس" في القرن السابع قبل الميلاد، منحت "لهرقل" كجائزة في لعبة النرد من قبل الوصي على معبده، فحبسها مع باقي غنائمه، وعندما لم يعد الإله بحاجة إليها نصحها أن تتزوج من الرجل الأول الذي تلتقي به عندما تخرج في ذلك الصباح، والذي تبين أنه إتروسكاني ثري إسمه "كاروتيوس" (أو "تاروتيوس" حسب "فلوطرخس")، وورثت "لارنتيا" لاحقا كل ممتلكاته ثم أورثتها للشعب الروماني. 

وسمح لها "أنكوس" امتنانا لصنيعها بأن تدفن في "فيلابروم" وأقام على شرفها مهرجانا سنويا سماه "اللارنتاليا" حيث كانت القرابين تقدم فيه باسم الإلهة "لار"، ونص "فلوطرخس" صراحة على أن "لارنتيا" هذه كانت شخصا آخر غير "لارنتيا" التي كانت متزوجة من "فستولوس" رغم أن كتابا آخرين مثل "ليكينيوس ماكر" يجعلونهما شخصا واحدا. 

كما أن هناك تقليد آخر يقول إن "لارنتيا" لم تكن زوجة "فستولوس" ولا محظية "لهرقل"، ولكن مومسا أطلق عليها الرعاة إسم "لوبا" (التي تعني حرفيا "أنثى الذئب" ولكن عاميا "مومس") والتي تركت ثروتها التي جمعتها من عملها للشعب الروماني. 

وبغض النظر عن هذه الروايات المتناقضة عن "أكا لارنتيا" يبدو من الواضح أنها كانت من أصل إتروسكاني، واتصلت بعبادة "لار"، والتي يمكن اشتقاق إسمها منها، كما أن هذه العلاقة تتضح من خلال عدد أبنائها الذي يتوافق مع بلد "لار" الثاني عشر، وكشف العالم الإنجليزي "تيموثي بيتر وايزمان" الروابط بين "أكا لارنتيا" و "لار" والحوراء "لاروندا" في كتابه "ريموس: أسطورة رومانية وأساطير روما". 

ومثل "سيرس" و "تيرا" و "فلورا" رمزت "أكا لارنتيا" أيضا إلى خصوبة الأرض، وبالخصوص أراضي المدينة ومحاصيلها، وتتم الإشارة إلى "أكا لارنتيا" أيضا بـ "لارنتينا" كما تقدم علاوة على ذلك باسم "مانا جنيتا" و "موتا". 

أما في الأدب المعاصر فإن "أكا" شخصية في قصة المؤلف "ديفيد دريك" بعنوان "لجلب النور" وقد تم تصويرها على أنها امرأة قروية عطوفة في مجتمع الرعاة الصغير على هضبة "بالاتين" حيث بدأت روما.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...