السبت، 29 يونيو 2019

الأنوناكي

أربعة منحوتات نحاسية يرجع تاريخها إلى 2130 ق.م وتصور أربعة من آلهة بلاد الرافدين القديمة تعتر تيجانا قرنية مميزة.

"الأنوناكي" (وتملى أيضا "أنونا" و "أناناكي" وأشكال أخرى عديدة) هي مجموعة من الآلهة ظهرت في التقاليد الأسطورية للسومريين القدماء وكذلك الأكاديين والآشوريين والبابليين.

ويبقى تفصيل أعداد "الأنوناكي" والأدوار المنوطة بهم متضاربا ومختلفا، وفي الكتابات السومرية المبكرة بشأنهم والتي أتت في الفترة اللاحقة للعهد الأكادي، يعتبر "الأنوناكي" الآلهة الأقوى في مجمع الآلهة، وهم أحفاد "أنو" إله السماء، ووظيفتهم الأساسية هي تقرير مصير البشرية.

وفي أسطورة "نزول إنانا إلى العالم السفلي" يصور الأنوناكي بأنهم سبعة قضاة يجلسون أمام عرش "أرشكيجال" في العالم الأدنى، واتبعت النصوص الأكادية اللاحقة، مثل "ملحمة جلجامش" هذا التصوير. وخلال العهد البابلي القديم، اعتقد أن "الأنوناكي" هم آلهة أخروية في العالم السفلي، بينما عرفت آلهة السماء باسم "إغيغي". وعرف الحيثيون "الأنوناكي" بأنهم الجيل الأقدم للآلهة الذين أطيح بهم وتم نفيهم إلى العالم السفلي من قبل الآلهة الشابة، كما تم التركيز على "الأنوناكي" بشكل بارز في أعمال التاريخ المزيف المعاصرة مثل كتب زكريا سيتشين ونظريات المؤامرة من قبيل نظرية ديفيد آيك.
ختم أسطوانة أكادي يصور إلهة نباتية، ربما كانت "ننهورساج" جالسة على العرش ومحاطة بالمصلين (يعود تاريخها إلى حوالي 2350-2150 ق.م).

إن إسم "أنوناكي" مستمد من "أنو"، إله السماء السومري، ويكتب الإسم بشكل مختلف: "آ-نونا"، أو "آ-نون-ا"، بمعنى "النسل الأميري" أو "نسل أنو".

واعتقِد أن "الأنوناكي" هم نسل الإله "أنو" وزوجته إلهة الأرض "كي"، ويحدد الخبير السومري من أمريكا "صموئيل نوح كريمر" هوية "كي" مع الإلهة الأم "ننهورساج" مشيرا إلى أنهما كانا في الأصل نفس الشخصية، وكان أقدم فرد من "الأنوناكي" هو "إنليل" إله الهواء والإله الرئيس في مجمع الآلهة السومرية، واعتقد السومريون أنه إلى حدود ولادة "إنليل" كانت السماء والأرض غير منفصلتين، وبعدئذ، شق "إنليل" السماء والأرض إلى قسمين وحمل الأرض بعيدا بينما حمل أبوه "أنو" بدوره السماء بعيدا عن الأرض.

وفيما يخص العبادة والأيقنة تمت الإشارة إلى "الأنوناكي" بشكل رئيسي في الكتابات الأدبية، ولم يتم العثور على أدلة كافية تدعم أي عبادة مخصصة لهم بشكل جماعي، وهذا على الأرجح يرجع إلى حقيقة أن كل عضو من "الأنوناكي" لديه(ا) عبادة فردية مختلفة عن الآخرين، وبالمثل، لم يتم بعد اكتشاف أية تمثيل "للأنونانكي" كمجموعة على الرغم من أنه تم تحديد بعض الصور لأفرادها، كانت الآلهة في بلاد الرافدين مجسمة بشكل حصري تقريبا، لقد كان يعتقد أنهم يمتلكون قوى غير عادية وكثيرا ما كانوا يصورون أنهم ذوي أحجام هائلة، وعادة ما كانوا يرتدون "الميلام"، وهي مادة مبهمة "تلفهم بالفخامة المهيبة"، وقد كان في وسع الأبطال والملوك والعمالقة وحتى الشياطين أيضا ارتداء هذا "الميلام"، ووصف تأثير رؤية "ميلام" الآلهة على الإنسان ب "ني"، وهي كلمة تعني حالة الخدران أو الخدر، كذلك دائما ما كانت تصور الآلهة معتمرة قلانس مقرنة تتكون مما يصل مجموعه إلى سبعة أزواج متراكبة من قرون الثور، وكذلك صوروا أحيانا وهم يرتدون ثيابا وشيت بزخارف ذهبية وخيطت بحلي فضية.

وقد اعتقد سكان بلاد الرافدين القدماء بأن آلهتهم تعيش في السماء، لكن منحوتات هذه الآلهة كانت عبارة عن تجسيد مادي لها، وعلى هذا النحو، رعوا الأصنام باستمرار واهتمام بالغين وعينوا كهنة لهذا الشأن، حيث كان هؤلاء الكهنة يكسون الأصنام المذكورة ويضعون الولائم أمامها حتى تتمكن من تناولها، وساد الاعتقاد بأن معبد الآلهة مكان لإقامتها الفعلية، فخصصت قوارب لهذه الآلهة ومراكب "صندل" كاملة الأحجام خزنت عادة داخل المعابد واستخدمت لنقل التماثيل على طول المجاري المائية خلال المهرجانات الدينية المختلفة، وقد كان للآلهة عربات كذلك خصصت لنقل تماثيلهم المعبودة في البر، وقد كانت تنقل هذه التماثيل أحيانا إلى ساحات المعارك حتى تتمكن الآلهة من مشاهدتها، واعتقد أن الآلهة الرئيسية في البانثيون الميسوبوتامي بما فيها "الأنوناكي" كانت تشارك في "مجلس الآلهة" الذي كانت تتخذ فيه كل قراراتها، وكان ينظر إلى هذا المجلس على أنه "نظير رباني" للنظام الشبه ديمقراطي القضائي الذي وجد خلال عصر سلالة أور الثالثة (2112 إلى 2004 قبل الميلاد). 
ختم أسطوانة أكادي يرجع تاريخه إلى حوالي 2300 ق.م يصور الآلهة إنانا و أوتو و إنكي ثلاثة أعضاء من الأنوناكي.

وقد اختلفت تمظهرات الأنوناكي في علم الأساطير، ففي علم الأساطير السومرية جاءت الاستعمالات الأولى المعروفة لمصطلح "الأنوناكي" من النقوش التي دونت خلال حكم الملك السومري "جوديا" (2144 إلى 2124 قبل الميلاد) وفي عصر سلالة أور الثالثة، وفي الكتابات المبكرة، كان يخصص هذا اللقب للآلهة الأكثر قوة وأهمية في مجمع الآلهة السومري وهم: أحفاد إله السماء "أنو"، وربما ضمت مجموعة الآلهة هذه "آلهة القضاء السبعة: أنو و إنليل و إنكي و ننهورساج و نانا و أوتو و إنانا".

وبالرغم من أن آلهة معينة وصفت بكونها أعضاء من "الأنوناكي"، لم تنجو لائحة كاملة واحدة لأسماء جميع "الأنوناكي"، وعادة ما كان يشار إليهم فقط كمجموعة ملتحمة في النصوص الأدبية، علاوة على ذلك، وصفت النصوص السومرية "الأنوناكي" بشكل غير متسق ولم تتفق على عددهم أو وظيفتهم الإلهية، وفي الأصل، تظهر "الأنوناكي" بأنها آلهة سماوية ذات قوى هائلة، ففي قصيدة "إنكي والنظام العالمي" على سبيل المثال فإن "الأنوناكي" يبايعون "إنكي" ويرتلون ترانيم الحمد على شرفه، "ويأخذون منازلهم" وسط شعب "سومر". ونفس التأليف ينص مرارا وتكرارا على أن "الأنوناكي" "يقررون مصائر البشرية".

من الناحية العملية فقد كان ينظر إلى كل معبود رئيسي من مجمع الآلهة السومرية كسيد لمدينة محددة وكان يتوقع أن يحمي مصالح تلك المدينة، واعتقد أن هذا المعبود يقيم بشكل دائم في معبدها، وهناك نص يشير إلى نحو خمسين من "الأنوناكي" ارتبطوا بمدينة "إريدو" وحدها، وفي أسطورة "نزول إنانا إلى العالم السفلي" هناك فقط سبعة من "الأنوناكي" الذين أقاموا في العالم السفلي وشغلوا مناصب القضاة، وقد وقفت "إنانا" في محاكمتها أمامهم عند محاولتها الاستيلاء على العالم السفلي، لكنهم اعتبروها مذنبة بسبب الكبر وحكموا عليها بالموت.

لقد كانت الآلهة الرئيسية في الأساطير السومرية مرتبطة أيضا بأجرام سماوية محددة، فاعتقد أن "إنانا" كانت مرتبطة بكوكب الزهرة، و "أوتو" بالشمس، و "نانا" بالقمر ومُعرفة أيضا بكل نجوم "السماء الاستوائية"، وارتبط "إنليل" "بالسماء الشمالية" بينما ارتبط "إنكي" "بالسماء الجنوبية"، وكان مسار مدار "إنليل" دائرة متواصلة ومتناظرة حول "القطب السماوي الشمالي"، لكن اعتقد أن مسار "أنو" و "إنكي" متقاطعان في نقاط مختلفة.
التمثيل البابلي للإله الوطني مردوخ، وقد صوره البابليون والآشوريون كعضو بارز في الأنوناكي.

أما في كل من علم الأساطير الأكادية والبابلية والآشورية فالنصوص الأكادية التي تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد تتبع صورا "للأنونانكي" مشابهة لتلك المذكورة في أسطورة "نزول إنانا إلى العالم السفلي"، وتُظهر "الأنوناكي" في شكل آلهة أخروية سفلية، وفي "الإصدار الأكادي المختصر لهبوط إنانا" التي كتبت في بدايات الألفية الثانية قبل الميلاد، فإن "أرشكيجال"، ملكة العالم السفلي، تعلق قائلة بأنها "تشرب الماء مع الأنوناكي"، وفي مقطع لاحق من نفس القصيدة الملحمية، تأمر "أرشكيجال" خادمها "نمتار" بإحضار "الأنوناكي" من "إيجالجينا" (قصر العدل) "لتزيين ممشى العتبة بالمرجان"، وكذلك "لإجلاسهم على عروش ذهبية".

وخلال العهد البابلي القديم (1830 – 1531 قبل الميلاد) تظهر مجموعة جديدة من "الأنوناكي" باسم "إغيغي" على أن العلاقة بين "الأنوناكي" و "الإغيغي" تبقى غير واضحة، وفي بعض المناسبات، تظهر هاتان الفئتان كمرادف لبعضهما، لكن في كتابات أخرى، مثل "قصيدة إيرا" يبدو التمايز واضحا بينهما، وفي الملحمة الأكادية "أترا هاسس" يظهر "الإغيغي" بأنه الجيل السادس للآلهة والذي أرغم على خدمة "الأنوناكي"، وبعد أربعين يوما، يتمرد "الإغيغي"، فيخلق الإله "إنكي" ـ أحد "الأنوناكي" البشر لتحل محل "الإغيغي".

وابتداء من العهد البابلي الأوسط (1592 – 1155 قبل الميلاد) فصاعدا، أطلق إسم "الأنوناكي" بصفة عامة على آلهة العالم السفلي، بينما أطلق إسم "الإغيغي" على آلهة السماء، وخلال هذه الفترة، فإن آلهة العالم السفلي "دمكينا (ننهورساج)" و "نيرغال" و "مادانو" تصنف بأنها الأقوى من بين كل "الأنوناكي" إلى جانب "مردوخ" الإله الوطني لبابل القديمة.

وفي "محلمة جلجامش" الأكادية الأساسية (1200 سنة قبل الميلاد) فإن "أوتنابيشتيم" الناجي الخالد من الفيضان العظيم، يصف "الأنوناكي" بأنهم سبعة قضاة في العالم السفلي والذين يلهبون الأرض باقتراب العاصفة، ولاحقا، مع قدوم الطوفان، فإن "عشتار" (النظيرة السامية الشرقية "لإنانا") "والأنوناكي" يحزنون حدادا على دمار البشرية.

وفي "قصة الخلق البابلية"، يخصص "مردوخ" "للأنونانكي" منازلهم، لكن في إصدار بابلي متأخر للملحمة فإنها تشير إلى 600 من "الأنوناكي" في العالم السفلي، وفقط 300 "أنونانكي" للسماء، مما يشير إلى وجود علم كون سفلي معقد، واعترافا بالجميل، تبني "الأنوناكي ـ الآلهة العظام" "إيساكيلا" "معبد فخم مخصص "لمردوخ" و "إيا (إنكي)" و "إنليل"، وفي "قصيدة إيرا" من القرن الثامن قبل الميلاد، يوصف "الأنوناكي" بأنهم إخوة للإله "نيرغال" ويصورون بأنهم معادون للبشر.

ويصف نص مدمر على نحو سيء يعود إلى العهد الآشوري الحديث (911 – 612 قبل الميلاد) "مردوخ" يقود جيشه من "الأنوناكي" داخل المدينة المقدسة "نفر" ويسبب الاضطرابات التي تؤدي إلى فيضان الذي يرغم بدوره الآلهة المقيمة في المدينة للجوء إلى معبد "إيشوميشا" في مدينة "نينورتا"، ويغضب "إنليل" من خطيئة "مردوخ" ويأمر آلهة "إيشوميشا" بأخذ "مردوخ" وباقي "الأنوناكي" أسرى، فيتم القبض على "الأنوناكي"، لكن "مردوخ" يأمر مرشحه للقيادة المسمى "موشتيشيراحبليم" بالثورة ضد آلهة "إيشوميشا" ويرسل مبعوثه "نيريتغاميل" لتنبيه "نابو" إله الأدب، وحين تسمع آلهة "إيشوميشا" خطاب "نابو"، تخرج من معابدها للبحث عنه، ويهزم "مردوخ" آلهة "إيشوميشا" ويأخذ 360 منهم كأسرى حرب، بمن فيهم "إنليل" نفسه، ويعترض "إنليل" بأن آلهة "إيشوميشا" بريئة، فيخضعها "مردوخ" للمحاكمة أمام "الأنوناكي"، وينتهي النص بتوجيه "دامكيانا" (إسم آخر "لننهورساج") تحذيرا للآلهة والبشر ومناشدتهم بعدم تكرار الحرب بين "الأنوناكي" وآلهة "إيشوميشا".
نقش حثي قديم يازليكايا، وهو ملاذ في حتوساس (حتوشاش) عاصمة الحثيين، يصور اثنا عشر من آلهة العالم السفلي الذين حددهم الحثيون بكونهم الأنوناكي الميزوبوتاميين.

وفيما يتعلق بعلم الأساطير الحورية والحيثية: فإن الحوريين والحيثيين (الذين ازدهروا من منتصف إلى أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد) كانوا يؤمنون بأن الجيل الأقدم للآلهة قد نفي من قبل الجيل الأحدث نحو العالم السفلي، حيث حكمتهم الإلهة "ليلواني" وحدد الكُتاب الحيثيون هذه الآلهة في "الأنوناكي"، وفي اللغة الحورية القديمة، يشار إلى "الأنوناكي" بلفظ "كاريوليش شوينش" بمعنى "الآلهة القديمة السابقة"، أو "كاتيريش شوينش" بمعنى "آلهة الأر ض"، والمواثيق "الحورية" و "الحيثية" كان القسم فيها غالبا ما يتم باسم الآلهة القديمة لضمان الحفاظ عليه، وفي إحدى الأساطير، كانت الآلهة مهددة من لدن الوحش الصخري العملاق "أوليكومي"، فيأمر "إيا" (الإسم الأحدث "لإنكي") الآلهة السابقة بإيجاد السلاح الذي استعمل سابقا لفصل السماء عن الأرض، فيجدونه ويستعملونه لقطع أرجل "أوليكومي".

ورغم أن أسماء "الأنوناكي" كثيرا ما تختلف في النصوص الحورية والحيثية، لكن عددهم دائما ثمانية، وفي إحدى الشعائر الحيثية، صنفت أسماء الآلهة القديمة حسب ما يلي: "أدونتاري" المتنبئ، و "زولكي" مفسر الأحلام، و "إربيتيا" رب الأرض، وكل من "نارا" و "نامشارا" و "مينكي" و "أمونكي" و "آبي"، ولم تكن للآلهة القديمة أية عبادة معروفة في الديانة الحورية ـ الحيثية، وبدلا من ذلك، سعى الحيثيون للتواصل مع الآلهة القديمة من خلال القرابين الطقوسية التي كان يضحى فيها بالخنانيص (صغار الخنازير) في تجويفات محفورة في الأرض، وعادة ما كانوا يبتهلون للآلهة القديمة ويستحضرونها لأداء طقوس التطهير.

وفي نهاية المطاف أصبح الحساب الحيثي لنفي الآلهة القديمة إلى العالم السفلي مصدرا لسرد الشاعر الإغريقي "هسيودوس" عن الإطاحة بالجبابرة من قبل الأولمبيين في "أنساب الآلهة" الخاص به، فإله السماء الإغريقي "أورانوس" (الذي يعني السماء) هو أبو الجبابرة، وقد استمد من الإصدار الحيثي "لأنو"، وحسب "هسيودوس" خُصي "أورانوس " من قبل إبنه "كرونوس" كما خصي "أنو" من قبل ابنه "كوماربي" في الحكاية الحيثية.

كذلك فإن الأنوناكي صاروا موضوعا دسما في التاريخ المزيف الحديث: ففي كتابه الصادر سنة 1976 بعنوان "الكوكب الثاني عشر" يزعم المؤلف الأمريكي ـ الروسي زكريا سيتشين أن "الأنوناكي" كانوا في الواقع عرقا من الكائنات الفضائية قادمة من الكوكب غير المكتشف "نيبيرو" الذين أتوا إلى الأرض منذ حوالي 500.000 سنة مضت قصد استخراج الذهب، ووفقا لسيتشين، فإن "الأنوناكي" هندسوا وراثيا "الإنسان المنتصب" بهدف خلق بشر معاصرين وتسخيرهم كعبيد، ويدعي سيتشين أن "الأنوناكي" أجبروا على مغادرة الأرض عندما ذابت الأنهار الجليدية القطبية الجنوبية متسببة في "طوفان نوح" والتي أدت إلى تدمير قواعد "الأنوناكي" في الأرض، وكان ينبغي إعادة بناء هذه القواعد وكان هؤلاء "النفليم" في حاجة إلى مزيد من البشر للمساعدة في هذا المجهود الهائل، فلقنوهم الزراعة، وكتب "رونالد إتش فرايتز" أنه بحسب سيتشين، "بنا "الأنوناكي" الأهرامات وكل الهياكل الضخمة الأخرى من حول العالم لأن منظري ريادة الفضاء القديمة يعتبرون أنه من المستحيل جدا تشييد هذه البنايات دون تقنيات متقدمة للغاية".

ويزعم سيتشين كذلك أن "الأنوناكي" خلفوا وراءهم هجينا بشريا- فضائيا، والتي مايزال بعضها موجودين في عصرنا الحاضر، غير مدركين لأسلافهم الفضائيين، وقد توسع سيتشين في هذه الأسطورة في أعماله اللاحقة، بما فيها "الدرج نحو السماء" (1980) و "حروب الآلهة والرجال" (1985). وفي كتابه "نهاية الأيام: أرمجدون ونبوءة العودة" (2007)، تنبأ سيتشين أن "الأنوناكي" سوف يعودون إلى الأرض، ربما بحلول سنة 2012 بالتطابق مع "التقويم العددي الطويل الوسط – أمريكي".

وقد رُفضت كتابات سيتشين عالميا من قبل مؤرخي الاتجاه السائد، الذين صنفوا كتبه بكونها "تاريخا زائفا" مشيرين إلى أن سيتشين يتعمد ـ على ما يبدو ـ تحريف النصوص السومرية عن طريق افتباسها خارج سياقاتها، مقتطعا الاقتباسات ومسيئا ترجمة الكلمات السومرية لمنحها معاني مختلفة جذريا عن تعريفاتها المقبولة، ومع ذلك، بسبب عمل سيتشين في ظل كتاب "إريك فون دانكن" الأوسع انتشارا "عربات الآلهة؟"، فقد تمكن من الخلاص من ملاحظات "كاشفي الزيف"، سامحا لنظرياته بأن تصبح أكثر تأثيرا، ورغم أن سيتشين بنفسه يصف "الأنوناكي" ب "هيومانويدات" (كائنات حية لها مظهر يشبه الإنسان) أو "فضائيي الشمال"، فإن منظر المؤامرة آرثر هورن يقرر في كتاب صدر عام 1994 بأن "الأنوناكي" كانوا في الواقع عبارة عن "هيومانويدات زاحفة"، أما منظر المؤامرة البريطاني "ديفيد آيك" فيتوسع بشكل أبعد في هذه الأطروحة مدعيا أن سلالات الفضائيين الناجية المشار إليها من قبل سيتشين ألفوا "أخوية بابل" وهو عرق متحول الشكل أو الفضائيون الزاحفون الذين يسيطيرون على كل حكومات العالم ويبقون البشر مستعبدين، مستعملين "المتنورين" كواحدة من قطع الشطرنج المجازية.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...