السبت، 29 يونيو 2019

الدين البربري التقليدي

أنتايوس يصور بشعر طويل ولحية كثيفة عكس هرقل.

الدين البربري التقليدي هو عبارة عن تشكيلة محلية قديمة من المعتقدات والمعبودات التي التزم بها البرابرة الأصليون في شمال إفريقيا. وتطورت العديد من المعتقدات البربرية محليا، بينما تأثرت أخرى من خلال الاتصال بباقي الأديان الإفريقية التقليدية (مثل الدين المصري القديم) أو استعيرت من الدين البونيقي واليهودية والميثولوجيا الإيبيرية والدين الهلنستي، أما أحدث التأثيرات فقد جاءت من الإسلام والدين العربي السابق للإسلام خلال العصور الوسطى. واستمرت بعض المعتقدات البربرية القديمة في الوجود إلى وقتنا الحاضر ضمن الثقافة والتقاليد الشعبية البربرية، ويمكن أيضا العثور على التأثيرات التوفيقية من الدين البربري التقليدي في بعض الأديان الأخرى. 

ويظهر البحث الأثري في مقابر ما قبل التاريخ في المغرب بأن جثامين الموتى كانت تدهن بالمغرة وقد عرفت هذه الممارسة في الثقافة الإيبيروموريسية، ويبدو أن هذه الثقافة كانت في المقام الأول نتاجا للحضارة القبصية، وكان الموتى يدفنون أحيانا كذلك مع أصداف بيض النعام والمجوهرات والأسلحة وكانت الجثامين عادة ما تدفن في وضعية الجنين. 

وعكس أغلب برابرة البر الرئيسي كان الغوانش يحنطون أمواتهم واكتشف "سافينو دي ليرنيا" مومياء ليبية أقدم من أي مومياء مصرية مشابهة سنة 1958. 

ويذكر مؤلفوا "كتاب البربر" بأن عبادة الأموات كانت واحدة من السمات المميزة للبربر في العصور القديمة، وذكر في تقرير "لبومبونيوس ميلا" بأن شعب "أوجيلا" (أوجلة الحديثة في ليبيا) كانوا يعتبرون أرواح أسلافهم بمثابة الآلهة ويقسمون بها ويستشيرونها وينامون في مقابرهم ـ بعد تقديم طلبات بذلك ـ في انتظار ردودهم في الأحلام. 

وسجل "هيرودوت" (484-425 ق.م) نفس الممارسة وسط قبيلة "الناسامونيين" البرابرة الذين سكنوا في الصحاري حول "سيوة" و "أوجيلا" وكتب: 

"يقسمون بالرجال فيما بينهم الذين قيل أنهم كانوا الأكثر صلاحا وشجاعة، ومن خلال هؤلاء، يضعون أيديهم على قبورهم ويتكهنون من خلال زيارة التلال القبرية لأسلافهم ويستلقون للنوم عليها والصلاة، وأي شيء يراه الرجل منهم في حلمه يقبله". 

كما عبد البربر ملوكهم، فكانت مقابر الملوك النوميديين تعتبر من بين أكثر الآثار البارزة التي تركها البربر القدماء. 

وتبجيل (وليس عبادة) الأولياء الموجودين عند البربر المعاصرين في شكل الأضرحة المنتشرة في شمال إفريقيا قد يتضمن أو لا يتضمن آثارا للمعتقدات السابقة أو العادات المتعلقة بالموتى. 
ضريح إيمدغاسن.

وتدل مقابر الشعوب القديمة وأسلافهم على أن البربر وأسلافهم (النوميديون والموريطانيون) كانوا يؤمنون بحياة أخروية، حيث كانت شعوب ما قبل التاريخ في شمال غرب إفريقيا تدفن الأموات في حفر صغيرة، وعندما أدركوا أن الأجداث المدفونة في حفر قد تصل إليها الحيوانات البرية أصبحوا يدفنون الأموات في حفر أعمق ولاحقا صاروا يدفنون الأموات في الكهوف والجثوات والقبور الصخرية والروابي وباقي أشكال القبور. 

وتطورت هذه المقابر من هياكل بدائية إلى بنايات أكثر تفصيلا مثل قبور الأهرامات كانت منتشرة عبر شمال إفريقيا، ويبدو أن شرف الدفن في مثل هذه القبور كان محجوزا ّلأولئك الذين شكلوا أهمية لمجتمعاتهم. 

وقد استرعت هذه المقابر الهرمية انتباه بعض العلماء والمختصين مثل محمد شفيق الذي ألف كتابا يناقش تاريخ العديد من القبور التي بقيت إلى وقتنا الحاضر، وقد حاول الربط بين القبور الهرمية البربرية بالأهرامات المصرية العظيمة على أساس البيانات التاريخية والإتمولوجية، ويبقى أكثر هذه القبور الهرمية شهرة هو قبر يعود للفترة ما قبل الرومانية النوميدية يبلغ ارتفاعه 19 مترا يقع في "مادغيس" وقبر هرمي موريطاني قديم يبلغ ارتفاعه 30 مترا. وقد أخطأ المستعمرون الفرنسيون في ترجمة الهرم النوميدي في "تيبازة" والمعروف أيضا باسم قبر الرومية أو قبر "جوبا وصيفاقس" إلى قبر المرأة المسيحية. ويحمل هذا القبر ضريح الملك "جوبا الثاني" و"كليوباترا سيليني الثانية" عاهلي موريطانيا. 

وقد أشار "أغسطينوس" بأن الأفارقة كانوا يعتقدون في عدة آلهة ويعبدون الصخور، وذكر "أبوليوس" أيضا أن الصخور كانت تعبد في القرن الثاني، وربما كانت هذه الثقافة الصخرية جزءا من عبادة الأموات أو عبادة النجوم. 

ويعتبر نصب "مسورا" أكثر نصب صخري شهرة في شمال إفريقيا، ويتكون من دائرة من الأحجار الضخمة تحيط بجثوة ويبلغ ارتفاع أطول هذه الصخور 5 أمتار. ووفقا لأسطورة محلية فإن هذا الموقع هو مرقد الملك البربري الأسطوري "أنتايوس"، وهناك نصب صخري آخر تم اكتشافه سنة 1926 جنوب الدار البيضاء في المغرب، وقد حفر هذا النصب بواسطة نقوش جنائزية بخط بربري يعرف باسم التيفيناغ. 

وقد أشار "هيرودوت" بأن البربر القدماء عبدوا القمر والشمس وقدموا القرابين لهما وقد سجل ما يلي: 

"إنهم يبدؤون بأذن الأضحية حيث يقطعونها ويلقون بها في منزلهم: ويقتلون الحيوان عبر لي رقبته ويقدمون الأضاحي للشمس والقمر ولكن ليس لأي إله آخر، وهذه العبادة شائعة عند كل الليبيين". 

وقد سجل "توليوس شيشرون" (105-43 ق.م) أيضا نفس الطقوس في كتابه "الجمهورية" (حلم سكيبيو): 

"وعندما قدمت إلى العجوز (ماسينيسا ملك مسيلة) احتضنني وذرف الدموع وبعد ذلك نظر إلى السماء وصرخ: أشكرك أيتها الشمس العليا، وأنت أيضا أيتها السماوات الأخرى لأنك كنت قبل مغادرتي لهذه الحياة في مملكتي وفي قصري يا بوبليوس كورنيوس سكيبيو". 

ووجدت بعض النقوش اللاتينية في شمال إفريقيا كانت مخصصة للإله الشمس، وكمثال النقش الموجود في سوق أهراس (مسقط رأس "أوغسطينوس" المعروف باسم "طاغاست" في الجزائر) المكتوب فيه "سول إنفكتوس"، ويبدو أن القديس "صامويل المعترف" ـ مثلا ـ قد عانى من عبادة البربر للشمس الذين فشلوا في جعله يعبدها. 

ويحتوي البانثيون البربري كذلك على عدة آلهة معروفة باسم "الدي موري" ممثلة في نقوش وكانت كذلك موضوعا للتفاني، وخلال الفترة الرومانية كان ساتورن مركز عبادة مهمة والذي كان يقابل بعل حامون وهو إله ذو أصول بونيقية. 

وكان قدماء المصريين جيرانا للبربر وبالتالي يمكن القول أن بعض المعبودات كانت تقدس في الأصل عند المصريين والليبيين على حد سواء ويمكن تمييز الآلهة الليبية والمصرية في هذا الإطار بحسب أصولها، حيث عبد البربر الشرقيون القدماء إيزيس و ست وسجل هذا من قبل هيرودوت الذي قال: 

"وعلى أي لم يتذوق أي من هذه القبائل (الليبية) أبدا لحم البقر ولكن امتنعت عنه لنفس السبب الذي اتبعه المصريون، ولا أحد من الشعبين يربي الخنازير، وحتى في قورينا، تعتقد النساء أنه من الخطإ تناول لحم البقر تشريفا لإيزيس، الإلهة المصرية التي يعبدونها في الصيام والمهرجانات، والنساء البركيات يمتنعن ليس فقط عن لحم البقر ولكن كذلك عن لحم الخنازير". 

يفترض إذن أن هؤلاء الليبيين لم يكونوا يتناولون لحوم الخنازير لإنها كانت مقترنة بالإله ست، بينما لم يتناولوا لحوم الأبقار لاقتران هذه الأخيرة بالإلهة "إيزيس". 

كما أن "أوزيريس" كان من بين المعبودات المصرية المبجلة في ليبيا، واعتقد "الدكتور بادج" (بالإضافة إلى عدد قليل من العلماء الآخرين) بأن "أوزيريس" كان في الأصل إلها ليبيا قائلا بأن "كل ما تشير إليه نصوص جميع الفترات المسجلة عنه أنه إله أصلي لشمال شرق إفريقيا (ليبيا الحديثة) وأن منزله وأصله ربما كانا ليبيين". 

واعتبر المصريون أن بعض المعبودات المصرية كانت ذات أصول ليبية مثل أثينا التي كانوا يعتبرونها قد هاجرت من ليبيا لتأسيس معبدها في "سايس" على دلتا النيل، وتحكي بعض الأساطير بأن "أثينا / نيث" ولدت حول بحيرة "تريتونيس" (في ليبيا المعاصرة). 

ويلاحظ أيضا أن بعض المعبودات المصرية تم تصويرها برموز ليبية، فالإلهة "أمونيت" صورت بريشتين التي كانت بمثابة الحلي الطبيعية لليبيين القدماء كما رسمها قدماء المصريين. 

وأكثر إله بروزا وشيوعا عند البربر والمصريين كان "آمون"، حيث يصعب نسبة هذا الإله إلى بانثيون واحد، على الرغم من أن معظم المصادر الحديثة تتجاهل وجود آمون في الأساطير البربرية، إلا أنه ربما كان أعظم إله بربري قديم، وكان مبجلا من قبل قدماء الإغريق في قورينا وكان متحدا مع الإله الفينيقي بعل بسبب التأثير الليبي، التصويرات المبكرة للأكباش (وارتبط ربما بشكل مبكر بعبادة هذا الإله) عبر شمال إفريقيا أرخ بين 9600 و 7500 سنة قبل الميلاد. 

وأشهر معبد "لآمون" في ليبيا القديمة كان المعبد الأوغوري في "سيوة" بمصر وهي واحة ماتزال مأهولة بالبربر. 

وكان الفينيقون شعبا ساميا قطن في سواحل لبنان الحديث وتونس، وكانوا بحارة وأسسوا قرطاج سنة 814 ق.م، وكانوا المسؤولين عن ميلاد ما يعرف بالثقافة البونيقية التي استمدت جذورها من الثقافتين البربرية والفينيقية، ويميز بعض العلماء العلاقات بين الفينيقيين والبربر في مرحلتين: 

المرحلة الأولى: قبل "معركة هيميرا" (480 ق.م) 

عندما أقام الفينيقيون في شمال غرب إفريقيا مكثوا في المناطق الساحلية لتجنب الحروب مع البربر، وقد حافظوا على معبوداتهم التي أحضروها من وطنهم الأم، وقد كان للقرطاجيين الأوائل معبودان هما بعل و عشتروت. 

المرحلة الثانية: بعد "معركة هيميرا"

بدأت "قرطاج" تتحالف مع القبائل البربرية بعد معركة هيميرا بعدما انهزموا أمام الإغريق في المعركة، وبالإضافة إلى التغييرات السياسية، استورد القرطاجيون بعض الآلهة البربرية. 

كان بعل هو الإله الأولي الذي عبد في "قرطاج" وتصويرات هذا الإله موجودة في مختلف المواقع عبر شمال إفريقيا. واستبدلت الإلهة "عشتروت" بإلهة محلية، هي تانيث، التي يعتقد أن أصولها بربرية. فالإسم نفسه، "تانيث"، لديه بناء لغوي بربري إذ إن الأسماء المؤنثة تبتدئ وتنتهي بحرف التاء في اللغات البربرية، ويعتقد بعض العلماء بأن الإلهة المصرية نيث كانت على صلة بالإلهة الليبية تانيث (تا-نيث)، هناك أيضا أسماء ماسيلية وفينيقية التي تحتوي ـ كما يبدو ـ على جذور ممتدة إلى الإله بعل مثل "عزربعل" و "حنبعل". 

كما أسس قدماء الإغريق مستوطنات في "كيرينايكا"، وقد أثروا في البانثيون الليبي الشرقي لكنهم تأثروا كذلك بالثقافة والمعتقدات الليبية. وبصفة عامة، يمكن تقسيم العلاقات الليبية الإغريقية إلى مرحلتين، في المرحلة الأولى، كانت للإغريق علاقات سلمية مع الليبيين، ولاحقا، كانت هناك حروب بينهما، وقد وثقت هذه العلاقات الاجتماعية في معتقداتهما. 

المرحلة الأولى: قبل "معركة إيراسا" (570 ق.م) 

أول ظهور مسجل للتأثير الليبي على المعتقدات الإغريقية الكيرينايكية كان الإسم "كيرينايكا" نفسه، حيث يعود أصله إلى محاربة بربرية أسطورية كانت معروفة باسم "كير"، و"كير" بحسب الأسطورة، كانت صائدة أسود شجاعة، ويسجل "هيرودوت" أن الليبيين علموا الإغريق كيفية شد أربعة خيول إلى عربة، وبنا الإغريق الكيرينايكيون معابد للإله الليبي آمون بدل إلههم الأصلي "زيوس". ولاحقا عرفوا إلههم الأعلى "زيوس" "بآمون الليبي"، وبعضهم استمر في عبادة "آمون" نفسه، وكانت عبادة آمون منتشرة على نطاق واسع وسط الإغريق رغم قرار كهنة "آمون" الليبيين في معبد "سيوة" إعلان "الإسكندر الكبير" إبن زيوس. 

ويشير قدماء المؤرخين بأن بعض المعبودات الإغريقية كانت ذات أصول ليبية، فابنة "زيوس" "آثينا" اعتبرت من قبل بعض هؤلاء ـ مثل "هيرودوت" ـ ليبية الأصل، وقد ذكروا بأنها كانت مبجلة في الأصل من طرف الليبيين حول بحيرة "تريتونيس" حيث أنجبت من الإله "بوصيدون" وبحيرة "تريتونيس" بحسب الأسطورة الليبية. وقد كتب "هيرودوت" بأن "أيغيس" وملابس "آثينا" تمثيل نموذجي لامرأة ليبية. 

وذكر "هيرودوت" كذلك بأن "بوصيدون" (إله البحر المهم عند الإغريق) استمده الإغريق من الليبيين وأكد أن لا شعب عبد "بوصيدون" منذ العصور المبكرة من غير الليبيين الذين نشروا عبادته. 

"أعتقد أن هؤلاء استمدت تسمياتهم من البيلاسجيين باستثناء بوصيدون، فبالنسبة لهذا الإله تلقاه الهيلينيون عن الليبيين، ولا شعب كان لديه إسم بوصيدون أو بجله غير الليبيين منذ سالف العصور". 

كما ارتبطت بعض المعبودات الإغريقية الأخرى بليبيا، حيث من المعتقد أن الإلهة لاميا ذات أصول ليبية مثل "ميدوسا" و"الغورغون"، ويبدو كذلك أن الإغريق قابلوا الإله "ترايتون" في ليبيا. وفي الوقت المعاصر يعتقد البربر ربما أن "الهيسبيريديس" وجدت في المغرب الحديث، ويرى بعض العلماء أنها توجد في بنغازي في إيراسا حيث عاش الإله "أنتايوس" وفقا لبعض الأساطير. وكان يعتقد أن "الهيسبيريديس" هن بنات "أطلس" الإله الذي ارتبط بجبال الأطلس عند "هيرودوت". وقد تمت عبادة جبل الأطلس من قبل البربر وأظهرت جزر الكناري عدة بنات لأطلس. لكن قد يكون هذا خاطئا باعتبار أن كل الدلائل التاريخية تشير إلى أن منبع أسطورة "الهيسبيريديس" هو مدينة بنغازي الحديثة في ليبيا، إضافة إلى معظم الكائنات العملاقة التي وجدت في شمال شرق إفريقيا، مثل الأفاعي العملاقة والهيدرا والأسود البربرية على ساحل طرابلس. 

المرحلة الثانية: بعد "معركة إيراسا"

بدأ كل من الإغريق والماسيليين في فك انسجامهما في عهد "باتوس الثاني" ملك "قورينا"؛ إذ شرع هذا الأخير في دعوة باقي الجماعات الإغريقية سرا إلى ليبيا وتونس وشرق الجزائر، وقد اعتبر الليبيون والماسيليون ذلك خطرا يجب إيقافه فبدأ البربر في القتال ضد الإغريق في حلف مع المصريين أحيانا أو مع القرطاجيين أحيانا أخرى، ومع ذلك، كان النصر من نصيب الإغريق. 

ويعتقد بعض المؤرخين أن أسطورة "أنتايوس" كانت انعكاسا لهذه الحروب بين الليبيين والإغريق. وتقول الأسطورة أن "أنتايوس" هو حامي "ماسيليا" الذي لا يهزم وكان إبن الإله "بوصيدون" و"غايا" وزوج الإلهة البربرية "طنجيس"، وقد اعتاد على حماية أراضي الليبيين إلى أن ذبح على يد البطل الإغريقي "هرقل" الذي تزوج "طنجيس"، وادعى ملك موريطانيا "جوبا الثاني" زوج ابنة "أنطونيوس" و"كليوباترا" (المتوفى سنة 23 ق.م) نسبته إلى "هرقل" و"طينجا" قرينة "أنتايوس"، لكن لم يتم إثبات هذا الادعاء أو تأكيده، وتصف بعض المصادر "أنتايوس" بأنه ملك "إيراسا"، ودون "فلوطرخس" بأن ابن "أنتايوس" أسس مدينة "طينجي" (طنجة) تكريما لأمه، وفي الأيقونوغرافيا الإغريقية، تم تمييز مظهر أنتايوس عن الإغريق بوضوح، حيث صور بشعر ولحية مسترسلتان وهو التصوير النموذجي لليبيين الشرقيين. إن الإغريق الذين أسسوا مستوطناتهم عبر سواحل شمال إفريقيا فيما يعرف اليوم بليبيا في القرن السادس ق.م، وضعوا أنتايوس في الصحراء الداخلية لليبيا. 

لقد تحالف الرومان في البدء مع الماسيليين ضد قرطاج فتمكنوا من هزيمتها سنة 146 ق.م لكنهم لاحقا ألحقوا ماسيليا بالإمبراطورية الرومانية. 

وحسب "بليني الأكبر"، فقد بجل الليبيون إلهة الحرب إيفري أو إفريقيا، التي كانت تعتبر حامية لعبادها (ويظهر أنها كانت إلهة مؤثرة في شمال إفريقيا) وتم تصويرها في العملات البربرية، وتم تمثيل هذه الإلهة بطرق متنوعة على عملات النوميديين منذ بداية القرن الأول ق.م، وعندما احتل الرومان شمال إفريقيا، ظهرت إيفري في نقش على عملات الدول الرومانية في شمال إفريقيا. 

ويبدو أن البانثيون الروماني قد تم تبنيه بشكل عام رغم أن عبادة "ساتورن" كما ذكر آنفا ربما كانت الأكثر أهمية. 

وقد ظهر إله جديد في النصوص اللاحقة وعرف عند القبائل البربرية التي تواجدت خارج الحدود الرومانية في ليبيا مثل قبيلة الأوستوريانيين وهو الإله "غورزيل"، وكان إله حرب عرف بكونه إبن "آمون"، وكان يؤخذ مع البربر في معاركهم ضد البيزنطيين، ويصف كوريبوس بأن زعماء لغواطة أخذوا إلههم "غرزيل" في معركة ضد البيزنطيين والعرب، ومن المحتمل جدا أن يكون ملاذ "غورزيل" في "غيرزا" (قرزة) في ليبيا، حيث تظهر النقوش الليبية البارزة "غورزيل" يتلقى جزية ليبية نبيلة بينما يجلس على كرسي كورولي. 
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...