الاثنين، 24 يونيو 2019

الغويتيا

بديل "أليستر كراولي" للدائرة والمثلث الغويتيين، الكائنات / الرموز السحرية المستخدمة في الجمع بين اثنين وسبعين من أرواح "الآرس غويتيا".

الغويتيا Geotia هي مجموعة من الممارسات تشمل استدعاء الشياطين، خاصة تلك التي استدعاها "الملك سليمان" من قبل، والاستعمال الإنجليزي للمصطلح استمد بشكل كبير من "غريموار" القرن السابع عشر "المفتاح الأصغر لسليمان" التي جعلت "الآرس غويتيا" جزءها الأول وتضمنت أوصاف "المناداة" على الشياطين الإثنان والسبعون، وقد نشرت هذه "الغريموار" على نحو معروف من قبل "أليستر كراولي" سنة 1904 باسم "كتاب الغويتيا للملك سليمان". 

أما "السيمياء الغويتية" فهي ممارسة أخرى وصفت في "المفتاح الأصغر لسليمان" وهي تشبه ممارسات "الغويتيا" إلا أنها تستخدم لاستحضار الأرواح الجوية. 

وتنحدر عبارة "الغويتيا" من الكلمة اليونانية القديمة γοητεία (goēteía) التي تعني بشكل عام "سحر" واصطلاحا "الشعوذة" من γόης (góēs) (المشعوذ، الساحر)، وجمعها γόητες (góētes) ومعنى "المشعوذ" موثق في تعليقة تشير إلى "الداكتيل" وهو عرق أسطوري، وتنص هذه التعليقة على أنه وفقا "فيريكيديس السيروسي" و "هيلانيكوس اللسبوسي" "فإن هؤلاء إلى اليسار هم "غويتيين" في حين أن أولئك الذين على اليمين هم من المولعين بالشعوذة". وقد تكون الكلمة مستمدة في النهاية من فعل "γοάω" (تأوه، ندب، goáō)، والعبارات المشتقة هي "γοήτευμα" "سحر" (goḗteuma، جمعها γοητεύματα، goēteúmata) و "γοητεύω" "فتن، ألهى" (goēteúō). 

واستعملت كلمة Γοητεία أخيرا للتعبير عن السحر في العالم اليوناني الروماني، وتم تحويلها إلى اللاتينية goëtia، وجرى اعتماد تعديل إنجليزي في القرن السادس عشر goecie أو goety (والنعت goetic) عن طريق العبارة الفرنسية goétie. 

وكانت "الغويتيا" خلال عصر النهضة مناقضة أحيانا لـ "ماجيا" magia باعتبار الأولى "سحر شرير" والثانية "سحر خير" أو "سحر طبيعي"، وأحيانا أخرى تعارضت العبارة مع "السيمياء"، وقد كتب "هاينريش كورنيليوس أغريبا" في مؤلفه "ثلاثة كتب لفلسفة السحر": "أجزاء السحر الاحتفالي الآن هي الغويتيا والسيمياء، فالغويتيا مشؤومة من خلال أعمال الأرواح النجسة المؤلفة من طقوس الفضول الشرير، إنها سحر غير قانوني مدان ومهجور وملعون من كل الشرائع". 

وكما تقدم، فإن "الآرس غويتيا" هي الجزء الأول من "المفتاح الأصغر لسليمان" وتتضمن أوصافا للشياطين الإثنان والسبعون الذين يقال بأن سليمان استدعاهم وحبسهم في وعاء برونزي مختوم برموز سحرية، وأجبرهم على العمل من أجله. وتخصص "الآرس غويتيا" تصنيفا وألقاب نبالة لكل عضو في التسلسل الهرمي الجهنمي، وتعطي للشياطين "علامات يجب تقديم فروض الولاء لها" أو "أختاما"، وتتطابق قوائم هذه الكيانات مع ما ذكر في مؤلف "جوهان واير" "مملكة الشياطين الزائفة" (إلى درجة عالية ولكن متفاوتة غالبا وفق الإصدار) وكذا الملحق الذي يظهر في الطبعات الأخيرة لمؤلفه "حول خدع الشياطين" الصادر سنة 1563. 

وكما سبقت الإشارة إليه، فهناك طبعة إنجليزية مراجعة "للآرس غويتيا" نشرت سنة 1904 من قبل "صامويل ليدل ماكغريغور ماذرز" و "أليستر كراولي" بعنوان "الغويتيا" والتي تأسست على مخطوطات المتحف البريطاني مع إضافات من قبل "كراولي" شملت "النداء الأولي" المشتقة من "قطعة غودواين" "للعمل المصري الإغريقي عن السحر"، كما شملت بعض الاستدعاءات التي كتبت بالإنوشية من قبل "كراولي" في تقديمه. ويجادل "كراولي" بأن عمل الاستدعاء الشيطاني مجرد شكل للاستكشاف السيكولوجي للنفس، ومنذ ذلك الحين، أصبحت "الغويتيا" كتابا شهيرا للسحر وتم عرضها في مواضع مثل الرواية التصويرية "بروميثيا" لصاحبها "آلان مور"، ورواية "الفصح الأسود" لصاحبها "جيمس بليش". 

ويعتبر السحر المقدس "لأبراميلين" "الماج" كتاب سحر "غويتي" و "سيميائي" في نفس الآن، ويستعمل غالبا في سياق ديني، وعلى النقيض من باقي الغريموارات الغويتية، لا يدل هذا الكتاب على استدعاء الشياطين من أجل تلبية أوامر المرئ أو القيام بأعمال لاإرادية، لكنه يصف كيف للمرئ أن يستدعي هذه القوى الجهنمية فقط لغرض عزلهم عن حياة "الماجوس"، واعتبر هذا الكتاب نظاما يقود المتطلع بشكل أقرب إلى هدف "الهينوسيس" أو الاجتماع الروحي بالرب، واصفا كيفية المناداة على دوقات الجحيم وحتى "لوسيفر" لغرض مقاومة إغراء رذائلهم وتقييد تأثيرهم في حياة المتطلع. 

ويصف هذا الكتاب كذلك نظام سحر مقدس خلال طهارة طقوسية تمتد ثمانية عشر شهرا، وعندئذ بعد محادثة الملاك الحارس المقدس يستدعي المرء ملوك الجحيم الأربعة العظام (لوسيفر، لوياثان، ساتان، بليال) ويجعلهم يعقدون حلفا (بعد كسب السلطة على المملكة السماوية) يمنح بموجبه الخبير سلطة على المملكة الجهنمية ويساعده على اكتشاف "الحكمة الحقيقية المقدسة" في شكل مربعات سحرية.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...