السبت، 22 أكتوبر 2022

سجّين

سجين (بمعنى العالم السفلي أو العالم الكاثوني) هو في العقيدة الإسلامية إما سجن أو عذاب شديد أو ظروف خانقة في قاع جهنم أو الجحيم، أسفل الأرض (مقارنة مع تارتاروس اليونانية)، وبحسب مختلف التفاسير هو سجل الملعونين أو الأشرار، وقد ذكر في القرآن (7:83)، ويعتبر كذلك مكانا لأرواح غير المؤمنين حتى حلول القيامة.
وفكرة وجود جحيم تحت جذور سطح الأرض مذكورة في القرآن الذي تحدث عن "سبعة أرضين" (65:12) بينما يصف الجحيم بأنه حفرة جوفية مقسمة إلى سبع حجرات، وهكذا، فإن العديد من العلماء المسلمين يوازون بين الجحيم مع طبقات الأرض السبعة جاعلين سجين أسفل هذه الطبقات، والمكان النقيض لسجين هو "عليين".
وتعني كلمة سجين كوصف "عنيف" أو "شديد" وهي مشتقة من جذر س-ج-ن المتعلق بالسقوط أو السجن. وهناك كلمة مشابهة هي "سجيل" (لكن لا علاقة لها بسيجيليون σιγίλλιον الإغريقية البيزنطية الواردة من السريانية القديمة) المذكورة في القرآن كذلك، وتفسر بمعنى الصحيفة، ويرى بعض المفسرين أن "سجين" سجل للملعونين أو قائمة لأسماء المذنبين رابطين إياها "بسجيل".
وروى الأعمش عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً - وأنا حاضر - عن سجين؟ قال: هي الأرض السابعة وفيها أرواح الكفار، وسأله عن عليين؟ فقال: هي السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين.
ويعرض الطبري بشكل أساسي رأيين مختلفين فيما يتعلق بمعنى سجين في تفسيره: فالمعنى الأول أن سجين كتاب يحتوي على سيئات الخطأة، وفي المعنى الآخر فسجين طبقة تقع أدنى سابق أرض حيث يسلسل إبليس وتقبع فيه أرواح الكفرة.
وبالنسبة لبعض التفسيرات الشيعية فإن أعداء آل البيت خلقوا من طينة أرض سجين.
ووفقا للغزالي، فإن العالم الآخر (الآخرة) هو حلم مثل عالم يتكشف وجوده بعد الموت، وفي كتابه "تهافت الفلاسفة" يشرح الغزالي فإن هذا الحدث لا يقلل من تجربة المتوفى في الحياة الآخرة، تحس الأرواح باللذة والألم كما لو كان أصحابها على قيد الحياة، ووفقا لكتاب "كيمياء السعادة" للغزالي سيكون سجين مظهرا من مظاهر الحياة الأرضية وسيقدم إلى أولئك الذين سعوا وراء الأمور الدنيوية بدلا من السعي إلى النعيم الديني، حيث أن العالم الأرضي سجن والغرائز البشرية فيه سلاسل تربط البشر بهذا العالم وتحيطهم بالإغراءات الشيطانية التي استسلموا لها.
ووفقا للمستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل (1922-2003)، ربط الزعماء الصوفيون التقليديون كل باب من أبواب الجحيم السبعة بخطيئة معينة، وفي كتاب الفتوحات المكية الذي ألفه ابن عربي بين 1203 و 1240 تبرز هذه الفكرة بوضوح، كما يربط ابن عربي في كتابه بين كل طبقة من الجحيم وجزء معين من الجسم حيث تكون طبقة سجين هي الأخطر: فربط جهنم بالقدمين، والجحيم بالأعضاء التناسلية، والسعير بالبطن، وسقر باليدين، واللظى باللسان، والحطمة بالأذنين، وسجين بالعينين.
وقد صدرت سلسلة من أفلام الرعب التركية بعنوان Siccin آخذة التسمية من المصطلح الإسلامي سجين.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...