الأربعاء، 20 مايو 2020

مولاي الشيخ



كان مولاي الشيخ أميرا مغربيا ولد في مراكش عام 1566 وتوفي في "فيدجيفانو" ("لومبارديا"، "إيطاليا") عام 1621، وكان قد تحول إلى الكاثوليكية في منفاه في "مدريد"، "إسبانيا"، وكان معروفا باسم "فيليب دي أفريكا"؛ أو "فيليب" الإفريقي وكذلك "فيليب" النمساوي إضافة إلى لقب الأمير الأسود. 

وكان مولاي الشيخ ابن السلطان السعدي محمد المتوكل الذي حكم بين 1574 و 1576 وخلع من قبل عمه السلطان عبد الملك الأول الذي امتدت فترة حكمه بين 1576 و 1578، وواجه المتوكل منافسه على العرش بمساعدة الملك البرتغالي "سبستيان الأول" في 4 غشت 1578 في معركة الملوك الثلاثة التي أسفرت عن هزيمة البرتغاليين ومقتل الملوك الثلاثة واعتلاء أحمد المنصور الذهبي شقيق عبد الملك للعرش السعدي. 

ووصل مولاي الشيخ إلى إسبانيا في سن الثانية عشر بعد مكوثه في البرتغال مدة من الزمن وعاش في قرمونة بين 1589 و 1593. ووفقا "للوبي دي فيغا" الذي كان صديقه الشخصي فإن مولاي الشيخ قرر ترك الإسلام بعد حضوره لموكب "عذراء كابيثا" في "أندوخار". 

وفي 3 نونبر 1593 تم تعميده في دير "سان لورينزو ديليسكوريال" برعاية الملك الإسباني "فيليب الثاني" وبعد ذلك أعطاه إسمه الذي عُرف به لاحقا، وعُين بعدئذ "غراندي" (لقب إيبيري للنبالة) وقائد فرسان "سانتياغو". 

وكان مولاي الشيخ على دراية جيدة بمجتمع مدريد الراقي في ذلك الوقت، وعاش في قصر في زاوية شارعي "هورتاس" و "برنسيبي" (الذي سمي باسمه) في المكان المعروف حاليا باسم قصر "سانتونا"، وكرس صديقه "لوبي دي فيغا" السوناتة 148 له. 

وعند طرد الموريسكيين من إسبانيا أصبح وجود مسلم سابق في البلاط غير مريح، فانتقل مولاي الشيخ إلى الممتلكات الإسبانية في إيطاليا، وتوفي هناك في "فيدجيفانو" بالقرب من "ميلانو" حيث دفن حسب بعض المزاعم، لكن موضع قبره بقي مجهولا، وقد دون مؤرخ "فيدجيفانو" "ماثيو دي شيراسكو جيانوليو" الحياة الحافلة لمولاي الشيخ في كتاب عنونه "المذكرات التاريخية لحياة الأمير الملكي للمغرب مولاي الشيخ" والذي يعد مصدرا تاريخيا آخر لحياة هذه الشخصية. 

وقيل أن "كالي ديل برانسيبي" (شارع الأمير) في "مدريد" و "كالي فيليبي دي أفريكا" في "فالديموريو" حيث عاش مولاي الشيخ بعض الوقت قبل تعميده قد سميا باسمه. ويوجد في "خيتافي" شارع آخر يحمل نفس الإسم لكن حول أمير مغربي آخر تم تعميده بنفس الإسم بعد سنوات، ويرفض مؤرخ "مدريد" "ميسونيرو رومانوس" الادعاء السابق حول "كالي ديل برانسيبي" مشيرا إلى أن الإسم كان مستخدما بالفعل في عام 1568، وأن مولاي الشيخ لم يصل إلى إسبانيا حتى عام 1580 على الأقل ولم يحظى بلقب الأمير حتى تم تعميده عام 1593. 
المرجع:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...