الأحد، 24 نوفمبر 2019

حوخما


حوخماه (بالعبرية: חָכְמָה ,חכמה، وتنطق كذلك "حوكماه" أو "حوخماو") وهي كلمة عبرية توراتية معناها "الحكمة". 

وذكرت الكلمة 149 مرة في المخطوطات الماسورتية للعهد القديم، وهي مشهورة بالكلمة العربية "حكمة" وهو معناها كما تقدم والتي تعود بدورها إلى الجذر السامي (ح-ك-م) وتستخدم صفتها "حكيم" و "حكيمة"، وتظهر بنفس المعنى العبري في "تالميد حاخام" (طالب الحكمة) كتعبير عن العالِم التوراتي، أو "حاخام باشي" أو "الحاخام الأكبر" بمعنى آخر. 

ويصف التلمود معرفة النظام التلمودي بالمستوى الأعلى للحكمة؛ أو حوخماه. وفي القبالة "حوخما" هي الجزء الأعلى من "السيفيروت" على الخط الأيمن ("كاف يامين" ـ عمود الرحمة) في شجرة الحياة القابالية. وتقع "حوخما" أسفل يمين "كيتير" وتقابل "بيناه"، ويقع أسفلها سيفرتا "حيسيد" و "نتساح"، وغالبا ما يكون "للحوخما" أربع مسارات إلى "كيتير" و "تيفيريت" و "بيناه" و "حيسيد" (وبعض القاباليين يضع مسارا بين "حوخما" و "غفوراه"). 

ويجسد سفر الأمثال الحكمة الإلهية التي أوجدت قبل العالم؛ الإله الظاهر، هذه الحكمة تعمل كعميل للرب في الخلق (سفر الأمثال، الآيات: 8:22 و 8:31 و 3:19، وسفر الحكمة، الآيات: 8: 4-6 وسفر يشوع بن سيراخ، الآية: 1: 4،9)، الحكمة التي تسكن مع الرب (الأمثال، الآيات: 8:22 و 8:31، وابن سيراخ، الآية: 24:4، والحكمة: 9: 9-10)، وكون الحكمة هي حصرية للإله فلا يستطيع البشر الوصول إليها (أيوب، الآيات: 28:12 و 28:13 و 20:1 و 23:27). وكان الرب هو الذي أوجد الحكمة (سفر باروخ، الآيات: 3:29 و 3:37) وأعطاها لإسرائيل، "لقد كشف كامل طريق المعرفة وأعطاه ليعقوب عبده، وإلى إسرائيل حبيبته، وبعد ذلك، أظهر ذاته على الأرض وتحدث مع الرجال" (باروخ: 3: 36ـ37 و وابن سيراخ: 24: 1ـ12). 

وكشخصية أنثوية، (ابن سيراخ: 1:15، الحكمة: 7:12) توجهت الحكمة إلى البشر (الأمثال: 1:20 و 1:33 و 8:1 و 9:6) وهي تدعو لعيدها أولئك الذين لم يصلوا إلى الحكمة بعد (الأمثال: 9:1 و 9:6). الحكمة هي عبارة عن ممر مشهور يصف الحكمة الربانية بما في ذلك الممر نفسه "لأنها هي نفس قوة الإله" والتأثير النقي الذي يتدفق من مجد قدرته، لذلك لا يوجد شيء مدنس يسقط فيها، فهي سطوع النور الأبدي، المرآة غير الملوثة لجبروت الرب وصورة رحمته. ولأنها متفردة، يمكن للحكمة أن تفعل كل شيء وتظل هي نفسها؛ تجعل كل الأشياء جديدة: وفي كل العصور تدخل إلى النفوس المقدسة لتجعل أصحابها أخلاء للرب ورسله (الحكمة: 7:25 و 7:27). وكان "سليمان" بصفته الحكيم النموذجي مأخوذا ومتيما بالحكمة: "لقد أحببتها والتمستها منذ صبائي، وابتغيت أن أتخذها لي عروسا، وصرت لجمالها عاشقا" (الحكمة: 8:2). 

وحسب "البحير": "الثانية (الكلمة) هي الحكمة، كما هو مكتوب: يهوه قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم" (الأمثال: 8:22)، وليس هناك بداية سوى الحكمة". 

"الحوخما" هي الثانية من عشر "سيفيروت"، وهي القوة الأولى للعقل الواعي داخل الخلق، والنقطة الأولى للوجود "الحقيقي"، لأن "كيتير" تمثل الفراغ، ووفقا لسفر أيوب: "الحكمة تأتي من العدم" (28:12). فهذه النقطة صغيرة الحجم وبلا حدود، ولكنها تشمل كل الوجود، وتبقى غير مفهومة حتى يعطى لها شكل وهيئة في "بيناه". 

واسم الإله المرتبط "بحوخماه" هو "ياه"، وفي تكوين "السيفيروت" تظهر "حوخماه" في الجزء العلوي من المحور الأيمن، وتتوافق "التيزليم إيلوكيم" (الصورة الإلهية) مع العين اليمنى أو الشق الأيمن من الدماغ. 

وفي شكلها المفصل، تمتلك "حوخماه" إثنين من "البارتزوفيم" ("الوجوه" أو "الملامح")، ويشار إلى الجزء الأعلى منها باسم "أبا إيلاه" ("الأب الأعلى")، في حين يشار إلى الجزء الأدنى باسم "يزرائيل سابا" ("إسرائيل الشيخ")، ويشار إلى هذين "البارتزوفيم" معا باسم "الأب". 

ترتبط "حوخما" في الروح بقوة البصيرة البديهية، وتشبه وميض البرق الذي يعبر الوعي، وترتبط "بارتزوف" "أبا إيلاه" بالقدرة على استخراج هذه البصيرة تلقائيا من عالم فائق الوعي، في حين ترتبط "بارتزوف" "إسرائيل سابا" بالقدرة على توجيه هذه البصيرة في وقت لاحق إلى الوعي. 

وتتضمن "الحوخما" أيضا القدرة على النظر بعمق في بعض جوانب الواقع وتجريد جوهرها المفاهيمي حتى ينجح المرؤ في الكشف عن الحقيقة البديهية الأساسية، ثم يكون في المقدور نقل بذور الحقيقة هذه إلى القوة المرافقة "لبيناه" من أجل التحليل والتطوير الفكري. 

"الحوخماه" هي القوة الأساسية ("البداية") في العملية الإبداعية؛ الإبداع؛ وكما يقال: "ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت ملانة الأرض من غناك" (المزامير: 104:24). الكلمة التوراتية الأولى في "التكوين" هي "بريشيت" تعني "في البدء (خلق الإله السماوات والأرض)" وترجمت "بالحكمة خلق الرب". 

وتسمى "الحوخما" أيضا "الخوف" لأنه "قال للإنسان: هو ذا مخافة الرب هي الحكمة، والحيدان عن الشر هو الفهم" (أيوب: 28:28). 

وتقع "الحوخماه" كما سبق بيانه في الجزء العلوي من العمود الأيمن بالنسبة لصفيف "السيفيروت" على مستوى الأعمدة الثلاثة (جيميل كافيم) وتتوافق مع الشق الأيمن من الدماغ، وهناك عدة جوانب من "الحوخماه": 

حيث يمكن تقسيم كلمة "حوخماه" في حد ذاتها إلى كلمتين: "حوخ" (محتمل) و "ما" (ما هو)، وهكذا تعني "حوخما" (ما هو محتمل)، أو "القدرة على أن تكون"، هذا الجانب من "حوخما" يصف حالتها فيما يتعلق "بسيفيرا الكيتير"، وكما تنطلق "الحوخما" من "الكيتير" وهي الفجر الأول "للضوء اللامتناهي" فإنها "تظهر" في حالة غامضة وغير محددة وتمثل عدم الوجود الافتراضي، وهكذا تنص الآية: "أما الحكمة فمن أين توجد، وأين هو مكان الفهم" (أيوب: 28:12). ويتحد نور "عين سوف" مع عالم "الأتزيلوت" من خلال الإلباس نفسه أولا في "سيفيرا الحوخما". وفي الروح، ترتبط "الحوخماه" بقوة البصيرة البدهية. 

وفي "الزوهار" فإن "حوخما" هي النقطة البدائية التي تضيء من إرادة الإله، وبالتالي، هي نقطة انطلاق الخلق، وكل الأشياء كانت غير متمايزة في تلك المرحلة لكنها تمايزت في "بيناه". 

وبالنسبة للباطنية المعاصرة ووفقا للنظام الهرمسي للفجر الذهبي، فإن الإسم الإلهي المرتبط "بالحوخما" هو يهوه، ورئيس الملائكة الذي يتزعم نظامها هو "رازيئيل" والنظام الملائكي الذي يقيم فيها هو "الأوفانيم" (العجلات)، وترتبط جنة "الآسياه" بما يسمى "المازلوت" مما يعني "تحديد المصير"، و"الشاكرا" الدنيوية ترتبط "بالسرطان". 

وفي "الكتاب 777" "لأليستر كراولي" تمثل "الحوخماه" بالأربعة اثنين من ورق التاروت، وأيضا "تحوت"؛ "فيشنو"؛ "السعادة"؛ "أودين"؛ "أورانوس"؛ "أثينا"؛ "الإله الآب"؛ "الرجل"؛ القطيفة؛ "اللينغام"؛ الحشيش؛ الفسفور؛ المسك؛ "اليانغ" (اللائحة ليست كاملة). 
المرجع:

هناك تعليقان (2):

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...