الجمعة، 8 نوفمبر 2019

جنس السحر






"باسكال بيفرلي راندولف" (1825-1875). 

جنس السحر هو أي نوع من النشاط الجنسي يستخدم في ممارسة سحرية أو شعائرية أو غير ذلك من الممارسات الدينية والروحية، وقد تستعمل إحدى ممارسات جنس السحر طاقة الإثارة الجنسية أو الأوركازم مع تصور نتيجة مرغوبة، وهناك فرضية أسست من قبل سحرة الجنس مفادها أن الطاقة الجنسية هي قوة فعالة يمكن تسخيرها لتجاوز الواقع المرئي بشكل طبيعي. 

ويعتبر المنجم الأمريكي "باسكال بيفرلي راندولف" من أوائل الممارسين الذين درسوا سحر الجنس في العالم الغربي وذلك تحت عنوان "أسرار يوليس" حيث يذكر: 

"إذا كان للمرئ زوجة ذكية ومحبة، الزوجة التي يكون في توافق كامل معها، سيستطيع حل المشاكل بمساعدتها (المشاكل التي تهم تحقيق نتائج سحرية)، سيصيران سلسلة من الطاقات الراديكالية الروحية والجنسية،... الطقوس هي الصلاة في جميع الحالات، وبها يمكن توظيف أقوى الكائنات الأرضية، من الأفضل لكليهما ـ الرجل والمرأة ـ أن يتصرفا معا من أجل تحقيق الأهداف الغامضة التي يسعيان إليها. 

يتطلب النجاح في كل حالة عون امرأة متفوقة، هذا هو القانون، لن تجدي مومس أو امرأة دنيئة في تحقيق مثل هذه الأغراض النبيلة والمقدسة، فهذا لن يكون سوى عذر سيء وغير سليم مدفوع بالعاطفة للرجل. ولا يجدر بالمرأة أن تكون من النوع الذي يقبل مكافآت من أجل الامتثال، ولا أن تكون عذراء، أو تحت سن الثامنة عشر، أو زوجة رجل آخر، بل يجب أن تكون قد عرفت الرجل ومتوفرة على القدرة العقلية والإرادية والتأثيرية الشديدة، إلى جانب القدرة الجنسية والأوركازمية، لأن الأمر يتطلب نشوة مزدوجة للنجاح... 

... ويمكن إعطاء السر بكامله في كلمات هي: غرفة علوية، نظافة شخصية وعقلية وروحية للرجل والزوجة معا، مراعاة القانون الذي استشهد به خلال فترة التجربة بالكامل -- 49 يوما، ثم صغ الرغبة واحتفظ بها في ذهنك خلال الفترة بأكملها وخاصة عند صلاة الفداء، والتي لا يتم أثناءها النطق بأي كلام، لأن الشيء المطلوب هو التفكير بقوة...". 

و "راندولف" بنفسه كان متأثرا بشدة بعالم الفالسيسيزم الإنجليزي المنتمي لنظام الصليب الوردي "هارغراف جنينجز". 

وفي النصف الأخير من القرن 19، نشرت المصلحة الجنسية "إيدا كرادوك" مجموعة من الأعمال حول الجنسانية المقدسة لاسيما "العرسان السماويون" و "الزواج النفسي"، وقد أعاد "أليستر كراولي" استعراض "العرسان السماويون" في مجلته "الاعتدال الشمسي" قائلا بشأنه: 

"... هو أحد أهم الوثائق البشرية المنتجة على الإطلاق، ويجب أن يجد ناشرا منتظما يخرجه في شكل كتاب، تعلن المؤلفة أنها كانت زوجة ملاك وتشرح بأكبر قدر من الفلسفة المرتبطة بهذه الرسالة، إن تعلمها هائل". 

"هذا الكتاب ذو قيمة لا يمكن تقديرها لكل طالب في مسائل السحر، لا توجد مكتبة سحرية كاملة بدونه". 

وزعم "كارل كيلنر" مؤسس "نظام معبد الشرق" بأنه تعلم تقنيات جنس السحر من ثلاثة أتباع لهذا الفن، ومنذ بداية 1904، بدأ "كيلنر" ينشر مصادر هذه الأسرار في دورية ماسونية ألمانية غامضة تسمى "أوريفلام"، وفي سنة 1912، اعترف محرروا "أوريفلام" بأن: 

"نظامنا يمتلك المفتاح الذي يفتح كل الأسرار الماسونية والهرمسية، أي تعاليم السحر الجنسي، وهذه التعاليم تشرح بدون استثناء، كل أسرار الماسونية وأنظمة الدين". 



"أليستر كراولي" في زي جماعة الفجر الذهبي الهرمسية. 



وكان "أليستر كراولي" قد تورط في البداية مع "ثيودور روس" وجماعة "نظام معبد الشرق" من خلال مؤلفه "كتاب الأكاذيب" بين 1912 و 1913، وحسب "كراولي"، كان "روس" قد اتهمه بكشف السر الأعمق (السر الجنسي) "لنظام معبد الشرق" في إحدى الفصول الخفية لكتابه هذا، وعندما اتضح "لروس" أن "كراولي" فعل ذلك عن غير قصد، ضم "كراولي" للدرجة التاسعة في "نظام معبد الشرق" وعينه بلقب "سيادة السيد القائد الكبير لإيرلندا وإيونا وجميع البريطانيين". 

وكان "نظام معبد الشرق" ـ من بدايته ـ يشتمل على تعاليم السحر الجنسي في أعلى درجات النظام، لكن عندما أصبح "كراولي" على رأس النظام، وسع هذه التعاليم وربطها بدرجات مختلفة كما يلي: 

ـ الدرجة الثامنة: الاستمناء ـ التقنيات السحرية للجنس الذاتي الملقنة والمشار إليها "بأصغر أعمال ـ سول ـ". 

ـ الدرجة التاسعة: التقنيات السحرية للجنس النظامي الملقنة. 

ـ الدرجة العاشرة: التقنيات السحرية للجنس الشرجي الملقنة. 

وقد لاحظ بروفيسور مقارنة الأديان "هوغ أوربان" من جامعة ولاية أوهايو تشديد "كراولي" على أن الجنس "هو القوة السحرية العليا" ونقل عنه: 

"كتاب القانون" يحل المعضلة الجنسية نهائيا، فكل فرد لديه الحق المطلق لإرضاء غريزته الجنسية كما يناسبه من الناحية الفيسيولوجية، الوصية الوحيدة هي التعامل مع هذه الأفعال كأسرار مقدسة، فلا يجدر بالمرئ أن يأكل كالبهيمة، ولكن من أجل تمكين المرئ من القيام بإرادته، ونفس الشيء ينطبق على الجنس، يجب استعمال كل كلية لخدمة الهدف الوحيد من وجودنا". 

وحسب "صامائيل أون ويور" فإن أرنولد كروم-هيلر لقن تعاليم السحر الجنسي بدون قذف. 

وكانت "ماريا دو ناغلوفسكا" (1883-1936) منجمة وصوفية ومؤلفة وصحافية من روسيا وكتبت وعلمت الممارسات الجنسية السحرية الطقوسية كما ارتبطت بالحركة السوريالية الباريسية، وقد أسست وقادت مجتمعا خفيا عرف "بأخوية السهم الذهبي" في باريس من 1932 إلى 1935، وفي سنة 1931 جمعت وترجمت ونشرت بالفرنسية مجموعة من الكتابات المنشورة وغير المنشورة للمنجم الأمريكي "باسكال بيفرلي راندولف" المتعلقة بمواضيع السحر الجنسي والمرايا السحرية، وكانت ترجمتها ونشرها لأفكار وتعاليم "راندولف" المعروفة سابقا مصدرا لتأثير "راندولف" اللاحق في السحر الأوروبي، وقد عززت عملها هذا بما أسمته بعض تعاليمها الشفوية، وفي السنة الموالية، 1932، نشرت رواية في قالب يشبه السيرة الذاتية بعنوان "الطقس المقدس للحب السحري"، ولاحقا في نفس السنة، نشرت كذلك "ضوء الجنس" وهي مقالة غموضية ودليل للطقس الجنسي الذي كانت تطالب بتعلمه هؤلاء الذين سعوا للانضواء في أخويتها، وكان كتابها اللاحق عن الممارسات السحرية الجنسية المتقدمة بعنوان "الأسرار الخانقة" فصلت فيه تعاليمها المتقدمة عن الفصل الثالث من الثالوث والقوة الروحية التحويلية للجنس، وممارسة "الخنق الطقوسي الإيروسي" وباقي ممارسات الحرمان الحسي، وبعيدا عن المواضيع التنجيمية، أثرت "ناغلوفسكا" كذلك في "الحركة الفنية السوريالية"، ف "معجم الإيروسية المختصر" من كتالوج 1959 للمعرض السوريالي العالمي في باريس أشار إلى تأثيرها الهام، وقد كتب السوريالي "ساران ألكسندريان" تقريرا مفصلا عن حياتها. 

المرجع: 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...