السبت، 16 نوفمبر 2019

نظام الفجر الذهبي الهرمسي

الصليب الوردي للفجر الذهبي.


جماعة أو نظام الفجر الذهبي الهرمسي (باللاتينية: Ordo Hermeticus Aurorae Aureae) أو بشكل أكثر شيوعا؛ الفجر الذهبي (Aurora Aurea)، كان مجتمعا سريا مكرسا لدراسة وممارسة التنجيم والميتافيزيقا والخوارق خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكان النظام المحكم للفجر الذهبي المعروف باسم النظام السحري نشطا في بريطانيا العظمى وركز ممارساته على التطور والتطوير الروحي، والعديد من المفاهيم المرتبطة بالطقوس والسحر الحالي والمتركزة في بعض التقاليد المعاصرة مثل "الويكا" و "الثيلما" استوحيت من الفجر الذهبي الذي كان واحدا من أكبر الأنظمة المؤثرة في السحر والباطنية الغربيين خلال القرن العشرين. 

وتأسس هذا النظام على يد ثلاثة أشخاص هم "ويليام روبرت وودمان" و "ويليام وين ويستكوت" و "صامويل ليدل ماذرز" وقد كانوا قبل ذلك أعضاء في منظمة الماسونيين الأحرار. 

لقد اعتمد نظام الفجر الذهبي على التسلسل الهرمي وطقوس الاستهلال مثل المحافل الماسونية، إلا أنه تم قبول النساء في هذا النظام على قدم المساواة مع الرجال، وكان الفجر الذهبي أول ثلاثة أنظمة يشار إليها مجتمعة بنفس الإسم، وقد درس هذا النظام الفلسفة الباطنية على أساس القابالا الهرمسية والتنمية الشخصية من خلال الوعي بالعناصر الكلاسيكية الأربعة بالإضافة إلى أساسيات علم التنجيم والعرافة التاروتية و"الجيومانسيا" (عرافة الأرض)، بينما اهتم النظام الثاني أو "النظام الداخلي" (زهرة الياقوت وصليب الذهب) بتدريس علوم السحر بما في ذلك الرؤية الوسائطية والسفر الفلكي والخيمياء، أما النظام الثالث فقد كان نظام "الزعماء السريين" الذي يقال أنهم كانوا يتمتعون بمهارات عالية والذين كانوا يوجهون أنشطة الرتبتين الأدنيين عن طريق التواصل الروحي مع رؤساء النظام الثاني. 

وقد كتبت الوثائق التأسيسية لنظام الفجر الذهبي الأصلي والمعروفة باسم المخطوطات المشفرة باللغة الإنجليزية باستخدام شيفرة "تريثيميوس"، وتقدم هذه المخطوطات الخطوط العريضة للطقوس التدرجية للنظام وتصف كذلك منهجا للتعاليم المتدرجة التي تشمل القابالا الهرمسية والتنجيم والعرافة التاروتية والعرافة الأرضية والخيمياء. 

ووفقا لتسجيلات النظام، تم نقل هذه المخطوطات من العالم الماسوني "كينيث ر. ماكنزي" إلى القس "أدولفوس فريدريك أليكسندر وودفورد" الذي وصفه الكاتب الغموضي "فرانسيس كينغ" بالمؤسس الرابع (رغم أن "وودفورد" توفي بعد فترة وجيزة من تأسيس النظام)، وفي فبراير 1886، نقل "وودفورد" الوثائق إلى الماسوني "ويليام وين ويستكوت" الذي تمكن من فك تشفيرها عام 1887، وقد دعا "ويستكوت" ـ والذي كان سعيدا باكتشافه ـ زميله الماسوني "صامويل ليدل ماكجريجور ماذرز" قصد الحصول على قراءة ثانية، وقد طلب "ويستكوت" مساعدة "ماذرز" لتحويل المخطوطات إلى نظام متماسك من أجل عمل محفل، وقد طلب "ماذرز" بدوره من زميله الماسوني "ويليام روبرت وودمان" المساعدة في هذا الشأن ووافق هذا الأخير على ذلك، وهكذا طور "ماذرز" و "ويستكوت" الخطوط العريضة للطقوس من المخطوطات المشفرة في قالب عملي، ومع ذلك، فإنه ينسب إلى "ماذرز" بشكل عام تصميم منهج طقوس النظام الثاني الذي دعاه "زهرة الياقوت وصليب الذهب" أو اختصارا "RR & AC". 
"صامويل ليدل ماكجريجور ماذرز" في زي فرعوني مؤديا للطقوس في النظام الهرمسي للفجر الذهبي.

وفي أكتوبر من عام 1887، زعم "ويستكوت" أنه راسل كونتيسة ألمانية وعضوة بارزة في نظام "الصليب الوردي" تدعى "آنا سبرينجل" والذي قيل أن عنوانها وجد في المخطوطات المشفرة، ووفقا "لويستكوت" ادعت "سبرينجل" القدرة على الاتصال ببعض الكيانات الخارقة للطبيعة المعروفة باسم "الرؤساء السريين" الذين اعتبروا الحاكمين على أي نظام سحري أو منظمة باطنية، ويزعم أن "ويستكوت" تلقى ردا من "سبرينجل" يمنحه الإذن بإنشاء معبد الفجر الذهبي ومنح الدرجة الفخرية "لأديبتوس إكسيمبتوس" له و "لماذرز" و "وودمان"، وكان المعبد يتكون من الدرجات الخمس المحددة في المخطوطات المشفرة. 

وفي عام 1888، تم تأسيس معبد "إيزيس ـ أورانيا" في لندن، وعلى النقيض من مجتمع الصليب الوردي والماسونية، كان يسمح للنساء بالانضمام إلى النظام والمشاركة في مساواة كاملة مع الرجال كما سبقت الإشارة، وكان النظام أكثر من كونه نظاما للتعاليم الفلسفية والميتافيزيقية في سنواته الأولى، وبخلاف بعض الطقوس والتأملات الموجودة في المخطوطات المشفرة والتي تم تطويرها بشكل أكبر لم يتم تلقين "الممارسات السحرية" في المعبد الأول. 

وخلال السنوات الأربع الأولى، كان الفجر الذهبي عبارة عن مجموعة متماسكة عرفت لاحقا باسم "النظام الخارجي" أو "النظام الأول" الذي أسس وبدأ نشاطاته سنة 1892، وكان "النظام الداخلي" يتكون من أعضاء عرفوا باسم "الماهرين أو الحاذقين" والذين أتموا الدورة الدراسية الكاملة في النظام الخارجي، هذه المجموعة من المهرة أصبحت تعرف فيما بعد باسم النظام الثاني. 

وفي النهاية، تم تأسيس معبد "أوزيريس" في و"ويستون-سوبر-مار" ومعبد "حورس" في "باردفورد" (كلاهما سنة 1888)، ومعبد "آمون رع" في "إدنبرة" (1893)، وفي نفس السنة أسس "ماذرز" معبد "حتحور" في "باريس". 

وفي عام 1891، توقفت مراسلات "ويستكوت" المزعومة مع "آنا سبرينجيل" فجأة، وادعى أنه تلقى رسالة من ألمانيا بأنها ميتة أو أن رفاقها لم يوافقوا على تأسيس النظام ولم يتم إجراء أي اتصال آخر بعد ذلك. وإذا كان على المؤسسين الاتصال بالرؤساء السريين فكان يجب أن يتم ذلك بمفردهم، وفي العام الموالي اعترف "ماذرز" بأنه تم إنشاء رابط للرؤساء السريين، وفي وقت لاحق قدم طقوسا للنظام الثاني دعاها بالوردة الياقوتية والصليب الذهبي واستندت هذه الطقوس على تقليد قبر "كريستيان روزنكروس" (الذي يفترض أنه مؤسس نظام الصليب الوردي)، وأصبح بمثابة سرداب للماهرين الذي شكل القوة المسيطرة وراء النظام الخارجي، وفي وقت لاحق من عام 1916، ادعى "ويستكوت" أن "ماذرز" قام أيضا ببناء هذه الطقوس من مواد حصل عليها من "فراتر لوكس إيكس تينيبريس" الذي زعم أنه الماهر القاري. 

واعتقد بعض أتباع تقليد الفجر الذهبي أن الرؤساء السريين لم يكونوا كائنات بشرية أو كائنات خارقة للطبيعة، بل مجرد تمثيل رمزي للمصادر الفعلية أو الأسطورية للعلم الباطني الروحاني، وجاء المصطلح ليشير إلى قائد عظيم أو معلم للمسار الروحاني أو الممارسة الروحانية التي وجدت طريقها إلى تعاليم النظام. 

وبحلول منتصف 1890، كان الفجر الذهبي متجذرا في بريطانيا العظمى مع أكثر من مائة عضو من كل فئة من فئات المجتمع الفيكتوري، وانتمى العديد من مشاهير تلك الفترة إلى النظام مثل الممثلة "فلورانس فار" والثورية الإيرلندية "مود جون" والشاعر الإيرلندي "ويليام بوتلر يتز" والكاتب الويلزي "آرثر ماكين" والكاتبين الإنجليزيين "إيفيلين أندرهيل" و "أليستر كراولي". 

وفي عام 1896 أو 1897، قطع "ويستكوت" جميع علاقاته مع الفجر الذهبي تاركا "ماذرز" مسيطرا على التنظيم، وقد تم التكهن أن رحيله هذا كان بسبب فقدانه لعدد من الأوراق ذات الصلة بالتنجيم في عربة نقل، وعندما تم العثور على هذه الأوراق انكشفت علاقة "ويستكوت" بالفجر الذهبي مما لفت انتباه رؤساء عمله إليه فتم تخييره ربما بين الاستقالة من النظام أو التخلي عن مهنته بصفته قاضي تحقيق جنائي، وبعد رحيل "ويستكوت"، عين "ماذرز" "فلورانس فار" لتكون كبيرة المهرة في "أنجيليا"، وخلف الدكتور "هنري ب. بولن بوري" "ويستكوت" في منصب "الكانسيلاريوس" ـ أحد الرؤساء الثلاثة للنظام. 

وكان "ماذرز" العضو المؤسس النشيط الوحيد بعد رحيل "ويستكوت" وبسبب الاشتباكات الشخصية مع الأعضاء الآخرين والغياب المتكرر عن المحفل المركزي في بريطانيا العظمى تعرض "ماذرز" لعدة تحديات واجهت سلطته كزعيم من قبل أعضاء النظام الثاني. 

وبحلول نهاية 1899، أصبح مهرة "إيزيس-أورانيا" و "آمون رع" غير راضين عن قيادة "ماذرز" بالإضافة إلى صداقته المتنامية مع "أليستر كراولي"، كما أصبحوا حريصين على إجراء اتصالات مع الرؤساء السريين أنفسهم بدلا من الاعتماد على "ماذرز" كوسيط، ونشأت خلافات داخل معبد "إيزيس-أورانيا" بين نطاق "فار" وبقية المهرة الصغار. 

وقد تم رفض انضواء "أليتسر كراولي" إلى درجة "الأديبتوس مينور" أو "الماهر الصغير" من قبل المسؤولين في لندن، إلا أن "ماذرز" ألغى قرارهم وسرعان ما كرسه في معبد "حتحور" في باريس بتاريخ 16 يناير 1900، وعند عودته إلى معبد لندن، طلب "كراولي" من "الميس كراكنيل" القائمة بأعمال السكرتارية الأوراق التي تعترف بدرجته، وكان هذا بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وكانت "فار" قد كتبت سابقا عن وجوب إغلاق معبد لندن، وكتبت "لماذرو" معربة عن رغبتها في الاستقالة كممثل له إلا أنها كانت مستعدة للاستمرار في مهامها إلى حين العثور على خليفة لها، واعتقد "ماذرز" أن "ويستكوت" وراء هذه التحولات واستجاب لطلبها في 16 فبراير، وفي 3 مارس، تم انتخاب لجنة من سبعة مهرة في لندن، وطلبوا إجراء تحقيق كامل في الأمر، وأرسل "ماذرز" ردا فوريا مبينا رفضه تقديم دليل ورفضه كذلك الاعتراف بمعبد لندن أو "بفار" كممثل له في 23 مارس، وردا على ذلك، تم عقد اجتماع عام في 29 مارس في لندن لتنحية "ماذرز" كرئيس وطرده من النظام. 

وفي عام 1901، نشر "ويليام بوتلر يتز" كتيبا بعنوان "هل نظام الوردة الحمراء والصليب الذهبي سيبقى نظاما سحريا؟" وبعد استقلال معبد "إيزيس-أورانيا" كان هناك المزيد من النزاعات مما أدى إلى استقالة "يتز" وعينت لجنة ثلاثية مؤقتة لإدارة المعبد مكانه. 

وفي عام 1903، تضافرت جهود "إي إي وايت" و "بلاكدن" للحفاظ على إسم "إيزيس-أورانيا"، بينما قام "فيلكن" وأعضاء آخرون في لندن بتكوين "ستيلا ماتوتينا" وبقي "يتز" في "ستيلا ماتوتينا" حتى عام 1921، بينما واصل "برودي-إينز" عضويته في "آمون رع" في "إدنبرة". 

وبمجرد أن أدرك "ماذرز" أن المصالحة باتت مستحيلة، بذل جهودا لإعادة تأسيس نفسه في لندن، وظل معبدا "برادفورد" و "ويستون-سوبر-مار" مواليين له، لكن أعداد أعضائهما كانت قليلة، ثم قام بتعيين "إدوارد بيردج" ممثلا له، ووفقا "لفرانسيس كينغ" تبين الأدلة التاريخية أنه كان هناك "ثلاثة وعشرون عضوا من النظام الثاني المزدهر تحت قيادة "بريدج" و "ماذرز" عام 1913. 

وواصل "ج. و. برودي-إينز" قيادة معبد "آمون رع" حيث قرر أن التمرد كان غير مبرر، وبحلول عام 1908، كان "ماذرز" و "برودي-إينز" على وفاق تام، ووفقا للمصادر التي تختلف فيما يتعلق بالتاريخ الفعلي وفي وقت ما بين عام 1901 و 1913 أعاد "ماذرز" تسمية فرع الفجر الذهبي الذي ظل مخلصا لقيادته بـ "ألفا" و "أوميجا"، وتولى "برودي-إينز" قيادة المعابد الإنجليزية والإسكتلندية، بينما ركز "ماذرز" على بناء معبده "حتحور" وتوسيع علاقاته الأمريكية. ووفقا للمنجم "إسرائيل ريجاردي" فقد توسع نظام "الفجر الذهبي" في اتجاه أمريكا قبل 1900 وأن معبد "تحوت-هرمس" كان قد أسس في "شيكاغو"، ومع بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، أنشأ "ماذرز" من اثنين إلى ثلاثة معابد في الولايات المتحدة الأمريكية. 

وقد أغلقت معظم معابد "ألفا" و "أوميجا" و "ستيلا ماتوتينا" أو تراجعت مع نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي باستثناء اثنين من معابد "ستيلا ماتوتينا" وهما معبد "هرمس" في "بريستول" الذي كان يعمل بشكل متقطع حتى عام 1970 ومعبد "سماراجدوم ثاليسيس" (يشار إليه عادة باسم "Whare Ra") في "هافلوك نورث، نيوزيلندا" الذي عمل بانتظام حتى إغلاقه في عام 1978. 

ومعظم الهيكل الهرمي للفجر الذهبي استمد من مجتمع الصليب الوردي في "أنجيليا" الذي بدوره استمد هيكله من نظام الصليب الذهبي والوردي: 

النظام الأول: 

· المبتدئ: نيوفيت 0=0. 

· زيلاتور 1=10. 

· ثيوريكوس 2=9. 

· براكتيكوس 3=8. 

· فيلوسوفوس 4=7. 

· المتوسط: الدرجة البابية. 

النظام الثاني: 

· أديبتوس مينور 5=6. 

· أديبتوس ماجور 6=5. 

· أديبتوس إكسيمبتوس 7=4. 

النظام الثالث: 

· ماجيستر تيمبلي 8=3. 

· ماجوس 9=2. 

· إبسيسيموس 10=1. 

وتتعلق الأرقام المزدوجة بدرجات مرتبطة بمواضع على شجرة الحياة، وتشير درجة "النيوفيت" 0=0 إلى عدم وجود موضع على الشجرة، وفي الأزواج الأخرى، يكون الرقم الأول هو عدد الخطوات من أعلى لأسفل (ملكوث)، والرقم الثاني هو عدد الخطوات من أسفل لأعلى (كيثير). 

وكانت درجات النظام الأول مرتبطة بالعناصر الأربعة وهي الأرض والهواء والماء والنار على التوالي، وتلقى "الطامحون إلى الصف" تعليما حول المعنى الميتافيزيقي لكل عنصر من هذه العناصر وكان عليهم اجتياز امتحان تحريري وإظهار مهارات معينة للحصول على القبول في هذا الصف. 

وكانت درجة موقع البوابة أو الدرجة البابية "غير مرئية" أو برزخية تفصل بين النظام الأول والنظام الثاني.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...