الخميس، 31 أكتوبر 2019

جفوراه

شجرة الحياة القابالية بناء على تصور المنجم والفيزيائي الإنجليزي "روبرت فلود" (1574-1637).




أو "غبوراه" هي "السيفيراه" الخامسة في شجرة الحياة القابالية والسمة الانفعالية الثانية في "السيفيروت" وتقع أسفل "بيناه" وفوق "هود" وتتقابل مع "حيسيد".

"الجفوراه" هي "جوهر الحكم والتحديد، وتتوافق مع الرعب وعنصر النار".

وكُتب في "البحير": "ومن هم الضباط؟ لقد تعلمنا أنهم ثلاثة: القوة (جفوراه) هي ضابط جميع الأشكال المقدسة على يسار المقدس المبارك، إنه غابرييل".

وترتبط "الجفوراه" باللون الأحمر.

"الجفوراه" كما تقدم هي الخامسة من "السيفيروت العشر" والثانية من السمات الانفعالية في الخلق والتي تتوافق مع اليوم الثاني من خلق البريئة، وذُكر في "البحير": "وما هي الكلمة الخامسة؟ الخامسة هي نار الرب العظيمة التي تقول: "دعني لا أرى المزيد من هذه النار العظيمة لئلا أموت"، إنها يد الرب اليسرى".

يفهم أن "جفوراه" هي طريقة الرب في عقاب الأشرار والحكم على الإنسانية بوجه عام، إنها منشأة الصرامة، والالتزام المطلق بخطاب القانون، والمخرج الصارم للعدالة، إنها تقف على النقيض من "حيسيد".

نحن بذلك نتحدث عن طرق عمل الإله الأساسية باعتبارها لطف وعدم مساءلة في "الحيسيد" مقابل الصرامة والمسائلة الصارمة في "الجفوراه"، إنها تدعى "القدرة الجبارة" بسبب قوة حكم الإله المطلقة.

وترتبط "جفوراه" بالروح بقوة لكبح جماح المرئ في فعل الخير للآخرين عندما ينظر إلى متلقي هذا الخير بأنه غير جدير بالثقة وعلى أنه من الممكن أن يسيء استخدامه، كالقوة التي تقيس وتقيم الجدوى من الخلق.

("سمة الحكم") هي القدرة الكبحية الجبارة "لجفوراه" التي تسمح للمرئ بأن يتغلب على أعدائه سواء كانوا في "الداخل" أو "الخارج" (الميول الشريرة).

ويطلق على النظام الملائكي لهذا النطاق "السارافيم" يحكمه رئيس الملائكة "خامائيل"، وتمثل "الكليفاه" المعارضة بالنظام الشيطاني "الغولاشاب" الذي يحكمه رئيس الشياطين "آشماداي".

"الجفوراه" و "الحيسيد" يتصرفان سويا لخلق توازن داخلي في نهج الروح في العالم الخارجي، فبينما تعمل يد "حيسيد" اليمنى على التقرب من الآخرين فإن يد "جفوراه" اليسرى تحتفظ بخيار صد أولئك الذين لا يستحقون، وحتى تجاه أولئك الذين تربطهم علاقة أولية "بصد اليد اليسرى"، يجب على المرئ بعد ذلك تطبيق المبدإ التكميلي "لتقريب اليد اليمنى".

في نهاية المطاف فإن قدرة "جفوراه" تصبح القوة وإمكانية تنفيذ الرغبة الفطرية للمرئ في "حيسيد"، فقط من خلال قوة "جفوراه" تستطيع "حيسيد" اختراق السطح الخشن والمعادي للواقع، وفي هذا الصدد يناقش الحاخام "بعل شيم توف" قدرة "جفوراه" على تحقيق "الانسحاب الإلهي" (زيمزوم) الذي بدوره يخلق قدرة "حيسيد" على إحداث أثرها في الخلق.

وتظهر "جفوراه" في تكوين "السيفيروت" على طول المحور الأيسر، مباشرة أسفل "بيناه" ومطابقة "للزيليم إلوكيم" "الذراع اليسرى".

والقيمة العددية "لجفوراه"، 216، وهي 6 مرات 6 مرات 6. ألواح العهد التي تلقاها موسى في سيناء كانت 6 في 6 في 3 أشبار، أعطيت التوراه لموسى وإسرائيل من "فم جفوراه"، هي من الأهمية بحيث لم يستعمل إسم أي من "السيفيروت" من قبل "حكمائنا" للتعبير عن الإله بنفسه إلا إسم "جفوراه" (يشار إلى الإله في الكتاب المقدس "نيتساح" { الأبدية } إسرائيل ـ سفر صموئيل ـ لكن ليس "نيتساح" (وهي إحدى السيفيروت) وحدها)، هنا تشير "الجفوراه" إلى قوة الإله الأساسية في تقليص أو تكثيف نوره وقوته اللامتناهيان على حروف التوراة المتناهية (خاصة تلك التي نقشت على ألواح العهد، الوصايا العشر).

جفوراه = 216 = 3 مرات 72 (شيسيد). كل إسم من أسماء الإله الـ 72 الخفية يمتلك 3 حروف، وهي في مجموعها 216 حرفا. المعنى يكمن في الكلمات والأسماء. "المعنى" النهائي لكل واحد من أسماء الإله هو تعبيره عن الحب (شيسيد) لخلقه، فكل إسم من أسمائه يعبر عن حبه بطريقة مميزة، مكونات كل كلمة وإسم، "اللبنات الأساسية" للخلق هي الحروف التي تتحد لتشكل كلمات، الحروف، "مجتزأة" من "المادة الخام" "لما قبل الخلق" (سر "الريشيمو"، "انطباع" ضوء الإله اللامتناهي الباقي بعد الفعل الأولي "لزيمزوم"، "التقلص") تعكس "جفوراه" الرب.

اليدان اللتان تعملان معا لتشكيل كل الواقع، "حيسيد" (72) بالإضافة إلى "جفوراه" (216) = 288 = مرتان 12 مربعا، 288 هو رقم "النيزوزوت" "الشرر الساقط" (من الجائحة البدئية "لكسر الأوعية") اللتان تتخللان الواقع المخلوق، من خلال الجهد المزدوج "لحيسيد" و"جفوراه" ليس فقط لتشكيل الواقع، بل لتصحيح الواقع كذلك، (من خلال وسائل "اليد اليسرى التي تصد" و"اليد اليمنى التي تقرب") هذا الشرار الساقط يخلص ويرفع للعودة والتوحد مع مصدره النهائي. بمعنى عالمي، هذا هو سر مجيئ "الماشياش" (الماشيح) وقيامة الأموات.

"وفي عهد "كيدمون"، صار شائعا أن "جفوراه" رديف للحب، وسعى الرجال الحكماء إلى معرفة "جفوراه" لبناء الحلول التي من شأنها أن تقي رفاقهم من الموت".
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...