الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

نويدي

نقش نحاسي (1767) من قبل "أودفارت هيلمولد فون لود" يظهر شامان نويدي مع طبل "الميافريسغاري" خاصته


كان "نويدي" بمثابة شامان عند شعب "سامي" في دول الشمال وقد مثل ديانة الطبيعة الأصلية للمنطقة، إلا أن معظم ممارسات "النويدي" تلاشت خلال القرن السابع عشر نتيجة لمقاومتها التنصير وسلطة الملك على الأرجح، وتمت الإشارة إلى أفعال هؤلاء الشامانات في المحاكم بالسحر أو الشعوذة، وكانت العديد من المعتقدات والممارسات الشامانية للساميويين مماثلة لتلك الموجودة في بعض الثقافات السيبيرية. 


لقد كان "النويدي" هم الشامانات الساميويون المعالجون تقليديا والحماة، ويقال أنه كان لديهم دور الوسيط بين البشر والأرواح، وللقيام بهذه الوساطة كان على "النويدي" التواصل مع عالم الأرواح وسؤالهم عن التضحية اللازمة التي يتعين تقديمها من أجل الشفاء أو الصيد الوفير وحتى من أجل تحسين الطقس، وكانت هذه التضحيات تحدد من قبل "النويدي" لإعادة التوازن بين العالم الفاني والعالم الخالد، مستخدمين الطبل التقليدي الذي شكل رمزا وأداة في نفس الآن للشامان الساميوي، وكان هؤلاء "النويدي" كذلك يستحضرون الأرواح ويستجدون مساعدتها ويسافرون خارج أجسامهم عبر "الروح الحرة" بمساعدة باقي أعضاء "سييدا"، وقد ميز شعب "سامي" بين "الروح الحرة" و"الروح الجسدية" الدنيوية حيث لم تكن هذه الأخيرة قادرة على اجتياز الفجوة الفاصلة بين العالم السفلي الروحي والعالم الواقعي المادي. 

وأمكن "للنويدي" الانخراط في أي نوع من العمل الذي يتطلب الحكمة، ويقال أنهم كانوا يتلقون مقابلا لخدماتهم، وشملت أنشطتهم شفاء الناس من الأسقام ومساعدة الأطفال واتخاذ القرارات وحماية حيوانات الرنة الي كانت تمثل أهم مصدر للغذاء والتي استخدمت كذلك كجزء من الجزية المدفوعة. 

وتبقى أهم المصادر المؤرخة لممارسات "النويدي" هي بروتوكولات المحاكم والحكايات الشفاهية والحفريات الأثرية إضافة إلى التقارير التبشيرية. وكانت تتم معاقبة هؤلاء "النويدي" بعقوبات مختلفة وصلت في بعض الحالات إلى الحكم عليهم بالإعدام بسبب "سحرهم" أو ربما في محاولة لطمس معارضتهم السياسية للتاج الملكي، ولم يتح في هذا الشأن أي نوع من الحرية الدينية بموجب القانون خلال معظم فترة القرن التاسع عشر وما قبله لأن الكنيسة اللوثرية السويدية كانت هي الديانة الوحيدة المسموح بها (باستثناء بعض المقيمين المؤقتين من الأجانب) وهكذا أكد الكهنة السويديون إدانة "النويدي" بالسحر. 

واستمر التطبيل والهتاف التقليدي في شكله الساميوي الشاماني للعبادة ذا أهمية فريدة في وقتنا الحالي في المنطقة التاريخية لشعب "سامي"، كما تقام بعض الأفراح هناك على الطقوس الشامانية إذ تم حفظ هذه الذاكرة من خلال الفولكلور الشفاهي.
المرجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...