![]() |
القديس أنطونيوس الكبير منزعج من الشاديم، لوحة للفنان مارتن شونجور حوالي 1480. |
الشاديم (بالعبرية שֵׁדִים) هي أرواح أو شياطين في الميثولوجيا اليهودية المبكرة، وهم لا يعنون بالضرورة الدلالة الحديثة للشياطين ككيانات شريرة. وقد كان يعتقد أن الأرواح الشريرة هي سبب الأمراض التي تختلف مفاهيميا عن "الشاديم" التي لا تعد أنصاف آلهة شريرة لكنها هي الآلهة الأجنبية بنفسها. وينظر إلى "الشاديم" على أنهم أشرار فقط بمعنى أنهم ليسوا آلهة.
ويظهر "الشاديم" مرتان فقط (في صيغة الجمع دائما) في التناخ؛ في المزمور 106:37 وسفر التثنية 32:17 وهم مرتبطون بقرابين الأطفال والحيوانات، وربما كان "الشاديم" كلمة دخيلة من الأكادية حيث توجد لفظة "شادو" التي تشير إلى روح واقية وخيرة، وربما استمدت الكلمة من "ساديم" وهي أرواح حارسة آشورية كما يشار إليها وفقا لتقليد "مضاجعة "عزازيل" لـ "ناعما" التي نتج عنها ميلاد الأرواح الحارسة الآشورية المعروفة باسم "ساديم". وبترجمة النصوص العبرية إلى اليونانية مع تأثير الثنوية الزرادشتية، ترجمت "الشاديم" إلى "ديمونيا" مع سلبية ضمنية، وبوجه آخر، أصبحت "الشاديم" لاحقا في الثقافة الإسلامية الكلمة العبرية المقابلة "للجن".
وفقا لأسطورة، فـ "الشاديم" هم أحفاد الثعابين أو شياطين في أشكال ثعابين، في إشارة إلى حية عدن كما ذكرت في "التكوين"، وبالنسبة لآخرين هم أحفاد "آدم" و "ليليث"، وتقول أسطورة أخرى أن الرب كان قد شرع في خلقهم قصد أن يجعلهم بشرا، لكنه لم يتم خلقهم لأنه كان يستريح في السبت، وحتى بعد مرور "الساباث"، فقد تركهم على الحال التي كانوا عليها ليظهر أنه بقدوم السبت فإن كل الأعمال يجب أن تعتبر قد تمت.
هذا من ناحية الخلق، أما من ناحية السمات، فقد قيل بأن "للشاديم" أرجل ومخالب ديك ويتشاركون بعض الصفات البشرية والملائكية، فمن جانبهم الملائكي فإنهم يعلمون المستقبل ويملكون أجنحة، ومن جانبهم البشري فإنهم يأكلون ويشربون ويلدون ويموتون، وقد يسببون أيضا الأمراض والمصائب.
وكان يفترض أن المذنبين يضحون ببناتهم "للشاديم"، لكنه من غير الواضح ما إذا كان القربان يتضمن قتل الضحايا أو الإرضاء الجنسي للشياطين. وللتأكد ما إذا كان "الشاديم" يوجدون في مكان ما، كان يلقى الرماد أو الورد فوق الأرض عندئذ تصبح خطوات "الشاديم" مرئية.
ويفترض أن "الشاديم" يتبعون الموتى ويحلقون حول المقابر.
وهناك أشياء عديدة ينصح بألا يفعلها المرؤ تجنبا لاستحضار "الشاديم" مثل الصفير أو مجرد نطق إسم "شاديم"، وقد كتب "يهوذا بن صموئيل الريغنسبورغي" في مؤلفه "الوصية والعهد" بأنه لا يجدر بالمرئ أن يغلق النوافذ تماما لأنه سيصادف "الشاديم" في المنزل.
ولا ينظر إلى "الشاديم" كمخلوقات خبيثة دائما بل يمكن اعتبارها مفيدة للبشر كذلك، ويقال بأنهم قادرون على العيش ـ وفقا للتوراة ـ مثل "آشماداي".
![]() |
نقش من القرن التاسع عشر يصور نابليون بونابرت إبنا للشاديم. |
المرجع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق