الأحد، 16 يونيو 2019

تصنيف الشياطين

التسلسل الهرمي للدوائر التسعة لجحيم دانتي لوحة للفنان ساندرو بوتيتشيلي.

كانت هناك محاولات مختلفة عبر التاريخ من قبل علماء اللاهوت لتصنيف الشياطين قصد فهم السياق التوراتي والميثولوجي للأرواح العدائية. وقد دون اللاهوتيون الأطروحات في الديمونولوجيا المسيحية والتنجيم الكلاسيكي والميثولوجيا الكلاسيكية وسحر عصر النهضة لتوضيح الروابط بين هذه الأرواح وتأثيرها على مختلف الثقافات، كما استعملت دراسة الديمونولوجيا تاريخيا لأجل فهم الميولات السلوكية والأخلاقية، بل وتم استخدامها كذلك كنظام رمزي لإغناء الحكايات الشفاهية في الفولكلور. 

وتعتمد أنظمة التصنيف على الطبيعة المفترضة للشيطان والخطيئة المزعومة التي يغوي بها الناس، وربما شملت هذه الأنظمة الملائكة والقديسين الذين يعتقد أنهم كانوا خصوما للشياطين. وتصف فكرة مستمدة من المعركة التوراتية بين رئيس الملائكة "ميكائيل" و "الساتان" (الشيطان) في سفر الرؤيا (12: 7-9) الحرب في السماء التي انتهت بطرد "الساتان" وملائكته منها. وقد تأسس تصنيف هؤلاء الملائكة الساقطين على عدة سمات أخرى كذلك، مثل السلوكيات التي تسببت في سقوطهم من السماء أو مظاهرهم المادية أو الأساليب التي استخدموها في تعذيب الناس أو التسبب في الأمراض وإثارة الكوابيس والوساوس وما إلى ذلك، ومعظم الكتاب الذين ألفوا الأطروحات اللاهوتية حول هذا الموضوع كانوا يؤمنون حقا بوجود الأرواح الجهنمية، أو فعلوا ذلك في سياق فلسفي لفهم منظور قديم للسلوك والأخلاق في الفولكلور والموضوعات الدينية. 

وغالبا ما تصنف الأرواح الجهنمية في دراسة الديمونولوجيا حسب المجال، بمعنى إسنادها إلى نطاق معين من النشاط أو المعرفة. وفي كثير من الأحيان يعني هذا خطيئة أخلاقية معينة أو سلوك مريب يكون بعض الناس عرضة له، بل قد تعزى إلى الطرق التي يسببون بها المعضلات للبشرية عن طريق استخدام بعض الدواهي أو الأمراض أو الإدمان وما إلى ذلك. وبشكل عام، ينعكس مجال الشيطان على أية سلطة يملكها في تفاعله مع الجنس البشري، وتحمل هذه الفكرة دلالة مشابهة للألهة في الأساطير الكلاسيكية حيث أن لكل واحد منها مهامه وقدراته الخاصة وفقا لسلطته وكل واحد من هؤلاء الآلهة يتفاعل مع البشرية بطريقته الخاصة، ويمكن ملاحظة أنه وفقا لكل مؤلف مذكور أدناه فنطاق كل شيطان يختلف اختلافا كبيرا من حيث التفضيل أو المنظور، ويمكن أيضا ملاحظة أن كل مؤلف يختار ويصنف الشياطين بناء على مجموع معتقداته أو سياساته الخاصة. 

ـ "عهد سليمان": "عهد سليمان" هو عمل سوديبجرافي (منحول) للعهد القديم، يزعم أنه مكتوب من قبل الملك سليمان، والذي يصف فيه سليمان غالبا الشياطين المعينين الذين استعبدهم للمساعدة في بناء الهيكل، والأسئلة التي طرحها عليهم حول أفعالهم وكيفية التصدي لهم، وكذا أجوبتهم التي وفرت نوعا من الدليل للمساعدة الذاتية ضد الأنشطة الشيطانية. ويبقى تاريخ هذا العمل مشكوك فيه للغاية، على الرغم من أنه يعتبر أقدم عمل حي معني بشكل خاص بالشياطين الفرديين. 

ـ تصنيف "بسيلوس" للشياطين: لقد أعد الراهب البيزنطي "ميخائيل بسيلوس" تصنيفا للشياطين في القرن الحادي عشر الميلادي والذي كان مصدر إلهام لتصنيف "فرانسيسكو ماريا غوازو" الذي أعده لاحقا. وقد قسم "بسيلوس" الشياطين إلى "شياطين إمبراطورية" (النارية) وجوية (آيرية)، وجوفية (تحت أرضية أو سوبترانية)، ثم "اللوسيفوغوس (أو الهيلوفوبية وهي التي تتجنب الضوء أو التي لديها رهاب الشمس)، و "الأكوييوس" (المائية)، و"التيرانية" (الأرضية). 

ـ تصنيف الشياطين في "مشكاة النور": وفرت "مشكاة النور" بين سنتي 1409 و 1410 (ورقة دينية إنجليزية "لولاردية" مجهولة غالبا ما تنسب إلى "جون ويكليف") نظاما تصنيفيا اعتمد على الخطايا السبع المميتة، إذ نصت على أن كل واحد من الشياطين المذكورين يحاولون استمالة الناس إلى واحدة من تلك الخطايا، وقد تم استخدام هذه القائمة فيما بعد في أعمال "جون تايلور" "الشاعر المائي" (المصطلحات الموجودة بين قوسين هي تلك الموجودة في النص الأصلي): 

· لوسيفر: الفخر. 

· بعل زبوب (Belzebub): الحسد (envious). 

· الساتان (Sathanas): الغضب (wraþþe). 

· آبادون (Abadon): الكسل (slowȝ). 

· مامون: الجشع (Auarouse). 

· بيلفيجور: النهم (glotouns). 

· آسموديوس: الشهوة (leccherouse). 

ـ تصنيف "سبينا" للشياطين: لقد أعد "ألفونسو دي سبينا" سنة 1467 تصنيفا للشياطين مؤسس على معايير مختلفة: 

· شياطين القدر. 

· "إنكوبي" و "سوكوبي" (السعلوة). 

· المجموعات الجوالة لجيوش الشياطين. 

· الرفقاء. 

· "الدرود". 

· "الكامبيون" وشياطين آخرون ولدوا من اتحاد شيطان وكائن بشري. 

· الشياطين المؤذية والكذابة. 

· الشياطين التي تهاجم القديسين. 

· الشياطين التي تحاول حث العجائز على حضور سبت الساحرات. 

هذا التصنيف متقلب بعض الشيء ومن الصعب إيجاد معيار فيه، ويبدو أن "سبينا" كان ملهما بعدة أساطير وقصص، فـ "الدرود" مثلا ينتمون إلى الفولكلور الألماني، والرفقاء والعفاريت وباقي الشياطين المؤذية ينتمون إلى فولكلور معظم البلدان الأوروبية. 

والاعتقاد بـ "إنكوبي" و "سوكوبي" (وقدرتهما على الإنجاب) يبدو محل إلهام للفئة السابعة، ولكن من الممكن أن تكون مستوحاة من أسطورة تلمودية عن شياطين يمارسون الجنس مع نساء فانيات. 

ورؤى الشياطين المغرية التي تعرضت لبعض القديسين الأوائل ربما ألهمت الفئة التاسعة (على سبيل المثال رؤى القديس أنطونيوس الكبير). 

وقد كانت فكرة العجائز اللواتي يحضرن السبوت شائعة في العصور الأوروبية الوسطى وعصر النهضة، وقد ذكرها "سبينا" قبل صدور مؤلف "مطرقة الساحرات". 

ـ تصنيف "أجريبا" للشياطين: لقد اقترح "هاينريش كورنيليوس أجريبا" في كتابه الصادر بين 1509-1510 بعنوان "الفلسفة السرية" تصنيفات للشياطين، أحدها اعتمد على الرقم أربعة والنقط الرئيسية، مع الشياطين الحاكمة الآتية: "أوريانز" (للشرق)، "بايمون" (للغرب)، "إيجين" (للشمال)، و "آمايمون" (للجنوب). ونفس هؤلاء الشياطين الأربعة يظهرون في الكتاب الغامض "السوميفوراس و الشمهامفوراش"، وهناك تصنيف آخر يعتمد على الرقم تسعة ويتضمن الأنظمة الشيطانية الآتية: الأرواح الزائفة، أرواح الكذب، أوعية الإثم، منتقموا الشر، المتلاعبون، القوى الهوائية، الغاضبون زارعوا الأذى، المغربلون أو المجربون، الفاتنون أو المورطون. 

ـ تصنيف "بنسفيلد" للشياطين: وأعد "بيتر بنسفيلد" تصنيفا للشياطين سنة 1589 عرف بـ "أمراء الجحيم"، وقد كان تصنيفه للشياطين مثل التصنيف الإنجليزي المبكر "مشكاة النور" واعتمد على الخطايا السبع المميتة على الرغم من اختلافه قليلا عن النص الإنجليزي: 

· لوسيفر: الفخر. 

· مامون: الجشع. 

· آسموديوس: الشهوة. 

· لوياثان: الحسد. 

· بعل زبوب: النهم. 

· الساتان: الغضب. 

· بلفيغور: الكسل. 

ـ تصنيف "الملك جيمس" للشياطين: لقد ألف "الملك جيمس" أطروحة بعنوان "الديمونولوجيا" التي بيعت لأول مرة سنة 1591، وقبل عدة سنوات من نشر أول نسخة "لترجمة الملك جيمس للكتاب المقدس"، وجعل "الملك جيمس" أطروحته تلك في ثلاث كتب صغيرة في قالب مسرحية فلسفية متضمنة لمجادلات ومقارنات بين السحر والشعوذة والعرافة، لكنه جعل كذلك تصنيفه للشياطين في أربعة أقسام، ولم يكن تصنيفة مستندا إلى كيانات شيطانية مميزة بأسماء أو ألقاب أو رتب، بل صنفها بناء على أربعة طرق يستخدمها أي شيطان من أجل التسبب في الأذى أو العذاب لفرد حي أو جثمان ميت، وقد كانت الغاية هي إثراء الاعتقاد بأن الأرواح تتسبب في الأمراض وأن السحر ممكن فقط من خلال تأثير الشياطين. كما اقتبس "الملك جيمس" للمؤلفين السابقين الذين يقولون أن لكل شيطان القدرة على الظهور في أشكال أو قوالب متنوعة من أجل أغراض متنوعة. وفي وصفه لهم، يقول "الملك جيمس" أن الشياطين تخضع للإشراف المباشر من الرب، وأنهم غير قادرين على التصرف دون إذنه، مما يوضح بشكل أكبر كيف تستخدم قوى الشياطين مثل "عصا التصحيح" عندما ينحرف الرجال عن إرادة الرب ويمكن أن يتم تكليفهم من قبل السحرة أو المشعوذين للقيام بأفعال سيئة ضد الآخرين ولكنهم لن يقوموا في نهاية المطاف إلا بأعمال تنتهي بمزيد من تمجيد الرب على الرغم من محاولاتهم للقيام بما يخالف ذلك: 

· "سبيكترا": يستعمل لوصف الأرواح التي تسبب المتاعب للمنازل أو الأماكن المنعزلة. 

· الاضطهاد: يستعمل لوصف الأرواح التي تتبع أشخاصا معينين لتختبرهم ظاهريا في أوقات مختلفة من اليوم. 

· المس: يستعمل لوصف الأرواح التي تتلبس الأشخاص لتسبب المتاعب لهم. 

· الجنيات: يستخدم لوصف الأرواح المتنبئة والقرينة والمتنقلة. 

ـ تصنيف "ميشايليز" للشياطين: لقد ألف "سباستيان ميشايليز" كتابا سنة 1613 بعنوان "التاريخ البديع" والذي تضمن تصنيفا للشياطين كما أخبره به الشيطان "بيريث" عندما كان يطرد روحا شريرة من جسد راهبة. ووفقا للمؤلف، يعتمد هذا التصنيف على التسلسل الهرمي السماوي "لديونيسيوس المزيف" حسب الخطايا التي يغري الشيطان المرء بارتكابها، كما يشمل التصنيف خصوم الشياطين (الذين عانوا من هذا الإغواء دون السقوط). 

ويلاحظ أن أسماء العديد من الشياطين هي فرنسية تحديدا أو غير معروفة في كتالوجات أخرى، والقديس "يوحنا المعمدان" والقديس "يوحنا الإنجيلي" هما القديسان اللذان يشير إليهما "ميشايليز" صراحة أما باقي القديسين فيستشهد فقط بأسمائهم دون توضيح. 

أ ـ التسلسل الهرمي الأول: 

يشمل التسلسل الهرمي الأول ملائكة "السارافيم" و "الكاروبيم" و "العروش": 

· "بعل زبوب" الذي كان أمير "السارافيم" مباشرة بعد "لوسيفر"، وقد كان "بعل زبوب" و "لوسيفر" و "لوياثان" الملائكة الثلاثة الأول سقوطا، ويغوي "بعل زبوب" الناس بالفخر وغريمه هو القديس "فرانسيس الأسيزي". 

· "لوياثان" الذي كان أميرا "للسارافيم" كذلك ويغوي الناس للبدع وغريمه هو القديس "بطرس". 

· "أسموديوس" وكان أيضا أميرا "للسارافيم" يشتعل رغبة لإغواء الناس للفسق وغريمه هو القديس "يوحنا المعمدان". 

· "بيريث" الذي كان أميرا "للكاروبيم" وهو يغوي الناس لارتكاب جرائم القتل وليكونوا عدوانيين ومخاصمين ومجدفين، وغريمه هو القديس "برنابا". 

· "أستاروث" كان أميرا "للعروش"، وهو الذي يغوي الناس للكسل وغريمه هو القديس "برثولماوس". 

· "فيرين" كان أيضا أميرا "للعروش" مباشرة بعد "أستاروث" وهو يغوي الناس بنفاذ الصبر وغريمه هو القديس "دومينيك". 

· "جريسيل" كان الأمير الثالث "للعروش" ويغوي الناس للنجاسة وغريمه هو القديس "برنارد". 

· "سونيون" كان الأمير الرابع "للعروش" ويغوي الناس للكراهية وغريمه هو القديس "ستيفان". 

ب ـ التسلسل الهرمي الثاني: 

وقد شمل هذا التسلسل "القوات" و "السيادات" و "الفضائل": 

· "كارو" كان أميرا "للقوات" ويغوي الناس لقسوة القلب وغريمه هو القديس "فينسنت" والقديس "فينسنت فيرير". 

· "كارنيفال" وكان أيضا أميرا "للقوات" ويغوي الناس للفحش والمجون وغريمه هو القديس "يوحنا الإنجيلي". 

· "ويلي" كان أميرا "للسيادات" ويغوي الناس لكسر نذر الفقر وغريمه القديس "مارتن". 

· "روسيير" كان الثاني في نظام "السيادات" ويغوي الناس ضد النقاء الجنسي وغريمه القديس "باسيل". 

· "بيلياس" كان أمير "الفضائل" ويغوي الرجال بالغرور والنساء للتفاهة ويجعل أولادهن فاجرين ويثرثرون خلال القداس وغريمه القديس "فرانسيس دي بول". 

ج ـ التسلسل الهرمي الثالث: 

ويشمل "الإمارات" و "رؤساء الملائكة" و "الملائكة": 

· "فيريير" كان أمير "الإمارات" ويغوي الناس ضد نذر الطاعة وغريمه القديس "برنار". 

· "أوليفيي" كان أميرا في رؤساء الملائكة ويغوي الناس للقسوة والجفاء ضد الفقير وغريمه القديس "لاورنس". 

· "لوفار" كان أميرا للملائكة وفي وقت كتابة "ميشايليز" كان يعتقد أن "لوفار" يتلبس جسد الأخت "مادلين". 

والعديد من هذه الأسماء والرتب يظهر في "ابتهالات سبت الساحرات" وفقا لتاريخ "جول غاريني" المعنون "عن السحر في فرنسا" وفي "المعجم الجهنمي" "لكولن دوبلانصي". 

ـ تصنيف "باريت" للشياطين: قدم "فرانسيس باريت" في كتابه "الماجوس" (1801) تصنيفا للشياطين جاعلا إياهم أمراء لبعض المبادئ أو الأشخاص أو الأشياء الشريرة: 

· "بعل زبوب": الآلهة المزيفة ـ المشركون. 

· "بيثيوس": أرواح الكذب ـ الكذابون. 

· "بليال": أوعية الإثم ـ مبتكروا الأشياء الشريرة. 

· "آسموديوس": منتقموا الشر. 

· "ساتان": مقلدوا المعجزات ـ الساحرات الشريرات والمشعوذون. 

· "ميريهام": القوى الجوية ـ موردوا الأوبئة. 

· "آبادون": الغضب ـ زارعوا الخلاف. 

· "أستاروث": المفترون ـ محققون ومتهمون ومزورون. 

· "مامون" ـ "ماليجيني": الغاوون والموقعون في الشرك. 

وفي دراسة الديمونولوجيا، تصنف العديد من الأرواح كذلك بحسب المهام أو الرتب أو الألقاب التي اعتقد الثيولوجيون بأن تلك الأرواح كانت حاصلة عليها في السماء قبل سقوطها أو التي حصلت عليها في مأواها الجهنمي، وهذه المهام غالبا ما تفصل في مختلف الغريموارات التي تحدد سلطات الأرواح في الجحيم أو قدراتها. والشياطين المصنفة حسب المهام غالبا ما تصور في تسلسل هرمي حربي قد تمتلك فيه القيادة على فيالق محددة لأجل وظيفة متخصصة، هذه الوظيفة التي قد تتجلى في تسبيب المعضلات للبشر، وهناك ثيولوجيون آخرون يحددون تصنيفا لمهام الأرواح يعتمد على الأوقات أو المواقع التي تحتلها على الأرض: 

ـ "كتاب آبراميلين" (كتاب آبراميلين للسحر المقدس الماج): من المحتمل أن هذا الكتاب تم تأليفه بين القرنين 14 و 15 ميلادي وهو يصنف أربعة أمراء للشياطين هم: "لوسيفر"؛ "لوياثان"؛ "ساتان"؛ و "بليال". وهناك أيضا ثمانية أمراء فرعيين هم: "أستاروث"؛ "ماجوت"؛ "آسموداي"؛ "بعل زبوب"؛ "أوريانس"؛ "بيمون"؛ "آريتون" (إيجين)؛ و "أمايمون". وهناك عدة شياطين صغار تحت إمرة هؤلاء الأمراء. 

ـ "كتاب الأرواح": وقد تم تأليف هذا الكتاب بين القرنين 15 و 16 ميلادي، ولعل هذا الغريموار هو مصدر محتمل للتسلسل الهرمي العائد "لجوهان واير" (ويروس) للشياطين، ولكن بينما أشار "ويروس" إلى 69 شيطانا فقد أشار "كتاب الأرواح" فقط إلى 46 شيطانا، كما حذف "ويروس" الشياطين الأربعة للاتجاهات الرئيسية وهم "أوريانت" و "بويمون" و "آيمويمون" و "إيكي" والحكام الثلاثة العظام لكل الشياطين وهم: "لوسيفر"؛ "بعل زبوب"؛ و "ساتان". 

ـ كتاب "التنين الأحمر" Le Dragon Rouge (أو الغريموار العظيم): ومثل العديد من مؤلفات الطبيعة الغامضة يزعم نسبة هذا المؤلف إلى سليمان وكهنته ويقال أنه نشر سنة 1517 من قبل علي بك المصري، وعلى أية حال، يبقى من المرجح أنه ألف بالفرنسية في القرن 18 ميلادي. 

ويفصل هذا الغريموار الجمهرات المختلفة في الجحيم وقواتها، واصفا كيفية الدخول في اتفاق معها لتحقيق أهداف السحرة، ويصنف الشياطين في هذا الكتاب من خلال ثلاث طبقات مختلفة من القادة إلى الضباط. 

ـ "مملكة الشياطين الزائفة" Pseudomonarchia Daemonum: وهو مؤلف من قبل "جوهان واير" وهو غريموار يحتوي على قائمة للشياطين والساعات والطقوس المناسبة لاستحضارهم باسم الرب ويسوع والروح القدس. 

وقد تم تأليف هذا الكتاب حوالي 1583، ويصنف ثمانية وستين شيطانا على أن هؤلاء الشياطين: "فاساجو" و "سيير" و "دانتاليون" و "آندروماليوس" غير مذكورين في هذا الكتاب، كما أنه لا يصف أختام الشياطين. 

ـ "المفتاح الأصغر لسليمان": أو Lemegeton Clavicula Salomonis وهو غريموار يجهل صاحبه ويرجع إلى القرن 17 ميلادي وهو أحد أكثر كتب الديمونولوجيا شعبية، ويحتوي على أوصاف مفصلة للأرواح والطقوس المطلوبة لاستحضارها وجعلها تلبي طلبات المستحضر كما يفصل الإشارات الحمائية وباقي الطقوس التي يتعين اتباعها من قبيل الإجراءات اللازمة لمنع الأرواح من السيطرة على المستحضر والاستعدادات الضرورية السابقة للاستدعاء ومختلف التعليمات حول كيفية صنع أدوات تنفيذ هذه الطقوس. 

ويعتبر "الآرس غويتيا" (أو فن الغويتيا) الجزء الأول من هذا الغريموار، ويتضمن وصفا للشياطين الإثنان والسبعون التي يقال أن الملك سليمان قد استحضرها وحبسها في وعاء برونزي مختوم برموز سحرية حتى يجبرها على العمل لصالحه. 

كما تتضمن "الآرس غويتيا" رتب وألقاب النبالة لكل عضو في التسلسل الهرمي الجهنمي، وتعطي "علامات للشياطين يتم تقديم الولاء لها" أو "أختاما". 

ـ "المعجم الجهنمي" Dictionnaire Infernal: وهو كتاب عن الديمونولوجيا، منظم في تسلسلات هرمية جحيمية، وقد كتب من قبل "جاك أوغوست سيمون كولن دوبلانصي" ونشر لأول مرة سنة 1818، وكانت هناك عدة طبعات لهذا الكتاب، لكن ربما أشهر طبعة هي تلك التي صدرت سنة 1863 والتي أضيف إليها 69 رسما توضيحيا، واستعملت هذه الرسوم لوصف مظاهر عدد من الشياطين، وكثير من هذه الصور استعمل لاحقا في طبعة "صامويل ليدل ماكغريغور ماذرز" لكتاب "المفتاح الأصغر لسليمان". 

وكما سبق القول نشر هذا الكتاب أول مرة سنة 1818 ثم أعيد تنقيحه من خلال تقسيمه إلى مجلدين وست طبعات وعدة تغييرات بين 1818 و 1863، ويحاول هذا الكتاب توفير معلومات عن كل المعرفة المتعلقة بالأساطير والديمونولوجيا. 

ويقدم "دوبلانصي" من خلال كتابه هذا تسلسلا هرميا مبنيا على نظام الحكومات الأوروبية الحديثة: 

· الأمراء وكبار الشخصيات: "بعل زبوب" وهو الرئيس الأعلى لإمبراطورية الجحيم، ومؤسس نظام الطيران، ثم "الساتان" أمير مخلوع وزعيم الحزب المعارض، و "بورينوم"، أمير الموت و "الصليب الكبير" لنظام الطيران، و "مولوخ" أمير بلاد الدموع، و "الصليب الكبير" للنظام، و "بلوتو" أمير النار و "صليب كبير" أيضا في النظام وحاكم منطقة النيران، و "بان" أمير "الإنكوبي" و "ليليث" أميرة "السعلوات"، و "ليونارد" لورد السبت العظيم وفارس الطيران، و "بعل بيريث" حبر عظيم وأمير التحالفات، و"بروسربينا" رئيسة شياطين وأميرة الأرواح الشريرة. 

· الوزراء: "آدراميليش" المستشار الكبير والصليب الكبير لنظام الطيران، و "عشتاروث" الأمين العام للصندوق وفارس الطيران، و "نيرجال" رئيس الشرطة السرية، و "بعل" القائد العام لجيوش الجحيم والصليب الكبير لنظام الطيران، و "لوياثان" الأدميرال الكبير وفارس الطيران. 

· السفراء: "بلفيجور" سفير في فرنسا، و "مامون" سفير في إنجلترا، و "بليال" سفير في إيطاليا، و "ريمون" سفير في روسيا، و "ثاموز" سفير في إسبانيا، و "هوتجين" سفير في تركيا، و "مارتيني" سفير في سويسرا. 

· القضاة: "لوسيفر" رئيس القضاة وفارس الطيران، و "آلاستور" منفذ أحكامه. 

· بيت الأمراء: "فيرديلي" والي الاحتفالات، و "سوكور بينوث" رئيس الحرملك، و "شاموس" حاجب الملك الكبير وفارس الطيران، و "ميلشوم" الخازن، و "نيسروش" رئيس الطباخين، و "بهيموث" الساقي، و "داجون" الممون الكبير و "مولين" الوصيف الأول. 

· التكاليف الخفية: "روبالز" مدير المسرح، و "آسموديوس" مراقب منازل القمار، و "نوباس" المهرج الكبير، و "عدو المسيح" (المسيخ الدجال) دجال ومستحضر أرواح. 

ـ "الإنجيل الشيطاني": استعمل "أنتون ليفي" رمزية أمراء الجحيم الأربعة المتوجين في "الإنجيل الشيطاني"، حيث سمي كل فصل من هذا الكتاب باسم واحد من هؤلاء: "سفر ساتان" ـ الخطبة الجهنمية اللاذعة؛ "سفر لوسيفر" ـ التنوير؛ "سفر بليال" ـ سيادة الأرض؛ "سفر لوياثان" ـ البحر الهائج. 

وهذا الارتباط كان بوحي من التسلسل الهرمي من "كتاب آبراميلين": 

· "الساتان" (الشيطان، من العبرية، لورد الجحيم): الغريم، يمثل المعارضة، عنصر النار، اتجاه الجنوب، وختم "بافوميت" خلال الطقوس. 

· "لوسيفر" (من الرومانية نجم الصباح): جالب النور، يمثل الفخر والتنوير، عنصر الهواء، اتجاه الشرق، والشموع خلال الطقوس. 

· "بليال" (من العبرية بدون سيد): انحطاط الأرض، الاستقلال والاكتفاء الذاتي، عنصر التراب، اتجاه الشمال، والسيف خلال الطقوس. 

· "لوياثان" (من العبرية أفعى الهاوية): التنين العظيم، يمثل السرية البدئية، عنصر الماء، اتجاه الغرب، والكأس خلال الطقوس.

المرجع:

هناك تعليقان (2):

  1. سأوافيكم ، لاحقا بمقال مفصل حول اصول الشياطين المفترضين في المنظومة " السومرية -- الاكدية " / مقاربة " لسانية -- اتنولوجية " / برادة البشير بفاس العامرة المختص في الطوبونومي والانثروبونومي .

    ردحذف

ثقافة بازيريك

هي ثقافة تنتمي إلى الحضارة السكيثية البدوية التي تنتمي إلى العصر الحديدي الممتد من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم التعرف ...